أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الانفتاح الخليجي على الصين كذبة

الانفتاح الخليجي على الصين كذبة

السيمر / فيينا / الأثنين 12 . 12 . 2022 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

هناك حقيقة مهمة وهي لم تعد منطقة الشرق الأوسط مهمة إلى أمريكا ولولا وجود إسرائيل بالمنطقة لقامت أمريكا في الانسحاب وترك منطقة الشرق الأوسط منذ عشر سنوات، أمريكا الآن مهتمة في السوق الأوروبية وفي أسواق شرق آسيا وجنوبها، وهذا لايعني أن أمريكا تترك الأبقار الخليجية حسب قول الحلاب المستر ترامب، تبقى أموال الخليج مهمة، كانت دول الخليج وإيران والعراق تصدر أكثر من ٧٥% من مصادر الطاقة للعالم، اليوم الوضع مختلف تماما، أمريكا المصدر الأول للنفط والغاز بالعالم بغض النظر عن جودة البترول والغاز، لكن أمريكا حاليا تصدر يوميا أكثر من ١٢ مليون برميل نفط ناهيكم عن الغاز.

بعد ان أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم فمن مصلحة أمريكا أن تبيع السعودية ودول الخليج نفطهم إلى الصين لكي يتم وضع عائدات البترول في البنوك الأمريكية، وكذلك حرمان روسيا من بيع بترولها وغازها إلى الصين أو بالقليل تقليل كمية المبيعات الروسية البترولية إلى الصين، واهم ومخطئ من يعتقد أن دول الخليج لديها حرية اختيار الصين كشريك استراتيجي أو حليف بدون موافقة امريكية غربية.

خلال متابعتي لما يكتبه المستكتبين السعوديين وهم يتحدثون عن القمة السعودية العربية الخليجية مع الصين فهم يلقون سبب تقربهم من الصين بسبب ان  أميركا تغيرت كثيراً، بعد سيطرة اليسار الليبرالي على الحزب الديمقراطي الأميركي، فقد ابتعدت عن حلفائها في الدول العربية وحسب زعمهم أن أمريكا دعمت «استقرار الفوضى» أمريكا لم ترسل قواتها إلى تدمير العراق وسوريا وإنما العالم شاهد عشرات آلاف التكفيريين الوهابيين السعودين هم من قادوا كتائب للانتحاريين لنشر الفوضى في سوريا والعراق وليبيا واليمن، الإرهابي المحيسني سعودي أعلن بالصورة والصوت انه يدخل إلى حلب فاتحا، دكتور بشري سعودي فجر شاحنة مفخخة على موقع للجيش السوري في مركز الأبحاث العلمية في حلب، شاهدنا ارهابيين سعوديين يسبون عراقيات ايزيديات بالصورة والصوة بمساعدة ودعم من فلول البعث خونة الوطن، هؤلاء الاراذل هم سبب دمار العراق وقتل ابناء الشعب العراقي وفق الدين والمذهب والقومية.

نعم من مصلحة الغرب في أحداث الربيع العربي، الدول الغربية بواسطة السعودية وقطر غضت النظر عن تزويد  التيارات الأصولية الوهابية بالسلاح وفضيحة صفقة سيارات التويوتا الإماراتية التي وصلت لداعش دليل على دعم دول الخليج للعصابات الإرهابية في تدمير دول عربية كانت ضمن المعسكر الشرقي السوفياتي، المستكتبين السعوديين يريدون من أمريكا غزو إيران وازالتها من الوجود وهذا غير ممكن ليس من مصلحة الشعب الأمريكي شن حرب ضد إيران وغيرها، إنما هناك مصلحة سعودية مع فئات متطرفة صهيونية تريد إشعال الحروب ولاتريد السلام والاستقرار بالمنطقة، أغرب نكتة مستكتب سعودي كتب( السعودية ودول الخليج والدول العربية، واختارت أن تتجاهل كل التصريحات والمؤشرات التي تحدثت عن مللٍ واشمئزازٍ من سياسات أميركا فيما يتعلق بالتسليح والدفاع وفي الضغوط لنشر القيم الأخلاقية الشاذة وفي الهجمات المنظمة إعلامياً وأكاديمياً وثقافياً ضد هذه الدول كما في تجاهل مصالح هذه الدول وأمنها واستقرارها وسيادتها).

اقول إلى هذا المستكتب، الوقائع على الأرض تثبت عكس كلامكم، لدى أمريكا كل الوسائل لعدم تمرد السعودية والدول الخليجية على بيت الطاعة الامريكي، أموالكم في بنوك امريكا، أحداث سبتمبر تثبت تورط ارهابيين سعوديين في الجريمة ورغم الحلب المبرح لكن لحد الان لم يفتح ملف دفع السعودية تعويضات إلى ضحايا أحداث سبتمبر والتي تكلف السعودية تريليونات دولارية في المستقبل، ولايوجد اي تخوف غربي من وجود علاقات خليجية مع الصين، كل المبلغ الذي وقع مع الصين ٢٩ مليار دولار فقط، بينما حجم التبادل التجاري الصيني إلى أمريكا يتجاوز مئات مليارات الدولارات، ناهيكم عن مئات مليارات الدولارات من تبادل تجاري مابين الصين وكندا واوروبا، فكيف يوجد تخوف غربي من تقارب السعودية مع الصين، هذه كذبة لا اصل لها، ببساطة أمريكا تستطيع تغير النظام السعودي من خلال العائلة السعودية الحاكمة وبدون إرسال قوات مسلحة لغزو السعودية، أما قطر والإمارات فيكفي تحريك المتجنسين وملايين العمال الشرق اسيويين لقلب أنظمة الإمارات وقطر، اكثرية هندية وباكستانية في الإمارات وقطر بين اوساط المواطنين في الإمارات وقطر بظل وجود اقلية عربية حاكمة، من النادر يالاسواق تجد مواطن إماراتي أو قطري إنما تجد هنود وباكستانيين ونيباليين، ما جرى في القمم الثلاث الأخيرة مع الصين الغاية منه بيع النفط الخليجي للصين لأنه لايوجد زبائن يشترون البترول الخليجي والعربي فلم تبقى سوى الصين والهند يعتمدون على بترول الشرق الاوسط، لايوجد انفتاح خليجي وإنما الغاية بيع نفط دول الخليج للصين لعدم وجود زبائن لشراء النفط الخليجي والشرق اوسطي، فكيف ترامب يحلب الأبقار السمينة، لهذا السبب تم السماح لهم في توقيع اتفاقيات مع الصين، لكن الزعيم الصيني في خطابه نوه لقضية استخدام العملة الصينية والمحلية في التبادل التجاري.

في الختام أمنيتي أن تنتهي حرب أوكرانيا وتنتهي قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق القرارات الدولية ويعم الأمن والسلام وتتوقف الصراعات ويتوقف العالم عن دعم المعارضات والعصابات الإرهابية في استهداف دول معينة بسبب الصراعات بين الدول الكبرى.

في الختام لماذا يتم منع العراق من الاتجاه نحو الشركات الصينية بينما يسمح للسعودية ودول الخليج، لماذا يتم تهديد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بسبب الاتفاقية الصينية وتم تحريك الشارع الشعبي وبدون معرفة المغفلين تم إسقاط حكومة عبدالمهدي.

12/12/2022

اترك تعليقاً