السيمر / فيينا / الثلاثاء 17 . 01 . 2023
لا زال رئيس الوزراء في بداية مشواره وتواجهه تحديات كبيرة – وهو يمر كل يوم باختبارات عديدة – قد يخفق بها وقد يتوفق للنجاح ، والنجاح هو ما يرجوه كل غيور محب لشعبه ووطنه.
– بيد أن مخاطر الإخفاق حاضرة بقوة ، في ظل الصعوبات والضغوطات والتهديدات.
– ليست الخشية من أن يخفق في الملفات الخدمية
– بل الخشية الحقيقية من الإخفاق في ميدان المبادئ والمواقف الوطنية .
▪️ ففي خضم الدعاية الإعلامية التي تحصر مهمة الحكومة بالخدمات ، وتقيم نجاحها من خلال (الدولار ، الكهرباء، العمران ، رفع السيطرات ، … الخ) .. يجري إشغال الرأي العام عن أهداف أساسية :
1- السيادة وإنقاذ العراق من الهيمنة الإستعمارية.
2- مواجهة الهجمة الثقافية التي تستهدف قيمنا الإسلامية.
3- تحقيق الإصلاحات الجوهرية في النظام السياسي الذي أثبت عجزه عن إنتاج حكومات قوية وكفوءة.
4- إعادة ثقة العراقيين بالمبدأ الانتخابي الذي شهد إنحدارا كبيرا في مصداقيته بسبب التدخلات الخارجية والتلاعب بالنتائج ، والمحاصصة التي تتلو كل انتخابات وتجهض محتواها .
5 – الموقف المبدئي من جريمة اغتيال القادة، وإتخاذها مبرراً للمطالبة بطرد القوات المحتلة (غير الصديقة).
▪️ هذه القضايا هي ميدان النجاح الحقيقي.
– إلى الآن لم يظهر للسيد رئيس الوزراء موقف واضح إزاءها، بل ظهرت بوادر للتراجع عنها – وهو أمر يثير القلق .
▪️ يندفع بعض الأخوة في تفاؤلهم برئيس الوزراء إلى الحد أنهم يمجّدون كل افعاله .
– وهم يفسرون بوادر التراجع في مواقفه وتصريحاته بأنه : (مناورة مؤقتة) لجأ إليها للإفلات من الضغوط – خصوصا الأمريكية والأوربية – وأن الرجل باقٍ على ثوابته المعلنة وتعهداته الوطنية.
▪️ بينما يرى آخرون أن التخلص من الضغوطات لا يكون على حساب المواقف المبدئية ، وأن الإنحناء المبكر أمام التهديدات يضرّ كثيرا بمصداقية الرجل ويفقده الكثير من مؤيديه .
▪️ تنتشر في مجتمعنا ظاهرة تمجيد أهل السلطة ، ويدفعون بهم للإصابة سريعاً بِداء العظمة.
– اليوم لا يحتاج رئيس الوزراء إلى مدّاحين يتغنّون بإنجازاته
– بل يحتاج إلى الناصح الأمين ، ويخدمه المتابع الدقيق ، والصديق المشفق الذي ينبهه لمواطن الخلل في خطواته ، ويمنحه القوة في مواجهة الضغوط والتحديات ، باعثاً للأعداء وللأطراف الإنقلابية رسالةً مفادها : – لن تكرروا سيناريو تشرين .
١٦ –١ –٢٠٢٣
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي