السيمر / فيينا / الثلاثاء 24 . 01 . 2023
سليم الحسني
أسابيع قليلة وتحين ذكرى استشهادك، بدأ القلب يعتصر بالحزن أكثر، وطافت الروح حول ضريحك الطاهر بلهفة طفل.
أثمن سنوات العمر قضيتها بجوارك، ما كان يمر يوم دون زيارتك والسلام عليك. تركتُ جوارك مُجبراً في غربة طويلة مُتعبة. وعدتُ إليك وقد ذهب الشباب، فكانت بضعة أشهر قلقة. ثم عادت الغربة بأشد إرهاقاً من الأولى.
دخلتُ صحنك الشريف من كل الأبواب، وقبّلت فضة شباكك من كل الجهات، وكنتُ أجدُ في شبابي قبلات طفولتي باقية. وأحس أثر أصابعي مطبوعة على الأبواب.
قبّلت العتبة الخشبية لباب القبلة مرات عديدة، وقبلت عتبة باب المراد. وكنتُ حين انهض، أجد نفسي شامخاً بعزة القرب منك يا إمام الهدى، وأحس بقوة تسري في دمي بثقة الولاء لك يا ابن الرسول.
لمسة الشباك باقية على أصابعي، ما فارقت رائحتها كفي، فمن يتمسك بك لا يفارق ولاءك مهما طالت به الغربة وأبعده المكان. ومن يطوف بضريحك تبقى روحه معلّقة على بابك المفتوح.
قطعوا عليّ طريق العودة. قال بعضهم: نقتلك لحظة وصولك المطار. وقال بعضهم: لن ترى الشمس حين تعود.
محروم من الطواف بضريحك. فقد زاد الفاسدون الحواجز أمامي، فبيدهم السلطة والنفوذ.
أرجعني الى جوارك. مضى العمر واحترقت سنينه، فما بقيت سوى أنفاس ضعيفة ونبضات مُتعَبة، أريد اختتامها على شباكك الطاهر يا باب الحوائج.
٢٤ كانون الثاني ٢٠٢٣