السيمر / فيينا / الأحد 05 . 02 . 2023
نفى مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، يوم الأحد، طلب المرجعية الدينية، بمنع مغادرة المرجع الديني كمال الحيدري، مدينة قم الإيرانية، والمجيء إلى العراق.
وجاء ذلك، رداً على ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، من تسجيل صوتي منسوب للحيدري، يدعي فيه أن “رأس الحوزة العلمية في النجف، طلب منعه من مغادرة قم، والمجيء إلى العراق”.
وأوضح مكتب السيستاني، أن “هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأن المرجعية الدينية العليا لم تطلب ما ذكر أبداً، كما أن ليس من منهجها مثل ذلك، في أي حال من الأحوال”.
وكان الحيدري يقدمُّ برنامجاً دينياً يُسمى “مطارحات في العقيدة” من على قناة “الكوثر” الفضائية الإيرانية، والذي استمر لسنوات عدة تناول فيه التراث السُّني بالبحث والمناقشة بما يؤيد المعتقد الشيعي الإمامي، ثم شرع بعدها في انتقاد التراث الشيعي ليتم إيقاف بث البرنامج بعد أن لاقى اعتراضاً من رجال دين كبار في إيران.
والحيدري يُعد أحد تلاميذ زعيم الحوزة العلمية بالنجف في حينها آية الله أبو القاسم الخوئي حيث حضر عنده دروس البحث الخارج، وهو أيضا من تلاميذ المرجع آية الله محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية في العراق، والذي أعدمه نظام صدام حسين في بداية ثمانينيات القرن المنصرم.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن الحيدري يعمل على العودة إلى العراق وتحديداً إلى مسقط رأسه في مدينة كربلاء بعد أن مكث طوال قرابة 40 عاماً في إيران.
والحيدري ينحدر من أُسرة دينية شيعية يعود نسبها إلى الأشراف، وهو من مواليد العام 1956 ميلادية في مدينة كربلاء، وقد أكمل مرحلتي الإبتدائية، والمتوسطة فيها قبل أن يتفرغ لدراسة العلوم والمعارف الدينية ويتوجه إلى مدينة النجف ليلازم هناك أستاذه محمد باقر الصدر .
وغادر الحيدري إلى إيران في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم للتضييق والمراقبة الذي تعرض له هو وباقي المقربين من باقر الصدر بعد اعتقال واعدام الأخير هو وشقيقته.
ويتميز الحيدري بآرائه الجريئة في طرح المسائل الدينية، وله إسهامات في العديد من البرامج واللقاءات عبر وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، فهو يخالف نظراءه من المراجع في النجف بعدم الظهور، ويرى بأن المرجع الديني ينبغي أن يكون على تماس وتواصل مباشر مع المجتمع ولا يكتفي بالاستفتاء عن بعد، وله أيضا العديد من المؤلفات، والمحاضرات، والبحوث الدينية.