السيمر / فيينا / الاثنين 13 . 02 . 2023
بعد أيام على الزلزال القاتل الذي ضرب جنوب تركيا، يأخذ التضامن منحاه الطبيعي. في غازي عنتاب، عبد العزيز، أحمد علي، ياسر، مصطفى، كلهم طلاب أجانب، يشاركون في تقديم المساعدات للناجين، معتبرين ذلك واجبا نحو بلد وقعوا في حبه. ريبورتاج.
“البعض أتى من مصر، وآخرون من الأردن، وسوريا أو العراق”، يقول عبد العزيز، الطالب الفلسطيني في الهندسة الميكانيكية، البالغ من العمر 23 عاما. بعد الزلزال، قررنا مساعدة الجميع، سواء كانوا أتراكا أو عربا”.
إلى جانب ياسر، العراقي، ومصطفى، الطالب السوري في طب الأسنان، اللذين التقى بهما في ملجأ جامعة غازي عنتاب، انطلق عبد العزيز وصديقاه في عملية تقديم المساعدات الغذائية منذ اليوم الأول، البعض منها تشترى من مالهم الخاص والبعض الآخر يقدمها تجار أو السلطات التركية.
“المطاعم تقدم لنا الحساء مجانا”، يلفت عبد العزيز. “نقوم بدوريات حسب ما يمنح لنا، في بعض الأحيان كل يوم”.
“شربة شربة”
يرافق هذه المجموعة في الوقت الحالي أصدقاء أتراك: هليل وخطيبته غولير. على متن سيارتين ينطلقون للتحرك عبر غازي عنتاب. المحطة الأولى، المدرسة العراقية الخاصة “دار السلام” التي تستقبل 25 أسرة.
يتحرك الطلاب بسرعة. يجب تقديم الحساء ساخنا. مصطفى وياسر يحضران أواني من الكارتون، أحمد علي يقدمها لعبد العزيز الذي يملؤها بإناء بلاستيكي وردي اللون.
في غازي عنتاب طلاب عرب يقدمون مساعدات للمنكوبين
A #Gaziantep, des étudiants étrangers se mobilisent pour aider la population. Ici, en servant de la chorba dans une école #seismes #Turquie #earthquaketurkey @juliettemntlly @France24 pic.twitter.com/YVLoXWD1Ft
— Assiya Hamza (@Missiya) February 10, 2023
“شربة، شربة”، يصيح هليل وهو يقرع بعض الأبواب في الطابق السفلي. فيخرج آباء وأطفال، ليختفوا بعد أن يأخذوا نصيبهم من الحساء.
“أنا وحيد هنا. يجب القليل من الإنسانية. هناك الكثير من النساء هن في حاجة إلى مساعدتنا”، يقول عبد العزيز الذي استقر منذ خمس سنوات في عازي عنتاب. أسرته كانت ستزوره من الأردن عندما اهتزت الأرض.
تبرعات من العوام وأخرى من جيوبهم
حان الوقت لجمع كل شيء. لا يجب أن يبرد الحساء. حدائق، باحات العمارات السكنية، دار للأيتام سورية… المتطوعون ينتظرهم الكثير من العمل. في السيارة الألمانية الصنع السوداء، هليل وغولير يتمازحان بين مكالمة وأخرى.
“لدينا قوائم للأشخاص الذين نكلمهم لمعرفة احتياجاتهم بالضبط، لنوصلها لهم فيما بعد”، تفسر أستاذة الرياضيات وهي تعطي لهليل رقم تلفون جديد.
ماكارون، حفاضات الأطفال، بطانيات…الأسر بحاجة لكل شيء. الطاقمان يتوقفان في مركز مؤتمرات المدينة للحصول على المواد المقدمة من قبل الدولة. “جزء من المساعدات ممولة من طرفنا لكن البقية تأتي من الحكومة”، يوضح عبد العزيز حيث يصرف كل سنتيم في هذا الغرض.
“هذا البلد أعطاني أكثر مما كنت آمل منه”، يتابع أحمد علي الذي يتطلع للدخول إلى سوق العمل قريبا. “لدي أصدقاء، درست هنا، حصلت على شهادتي هنا، عشت أجمل أيام حياتي في غازي عنتاب. ومن الواجب أن أرد هذا الجميل”.
بالنسبة لعبد العزيز، المهمة سهلة باعتبار أنه يعرف المدينة جيدا وتفاصيلها: “أنا هنا منذ خمس سنوات، أعرف أين توجد الأحياء الأكثر فقرا. نوزع المساعدات على أولئك الذين هم في حاجة لها حتى في القرى الصغرى”.
ساعات من التنقل في غازي عنتاب والقرى المجاورة
صندوقا السيارتين مملوءين عن آخرهما. حان الوقت للذهاب بعيدا نحو القرى المتضررة.
عبد العزيز، هليل، ياسر، مصطفى، أحمد علي، وغولير يتلقون مساعدات عمومية لتوزيعها
Abdelaziz, Halil, Yassir, Mustafa, Ahmed Ali et Güler viennent récupérer l’aide publique à distribuer à #Gaziantep #seismes #Turquie #earthquaketurkey @FRANCE24 pic.twitter.com/RicRiuxBJO
— Assiya Hamza (@Missiya) February 10, 2023
على الطريق الأجواء مريحة. “لم نخطط لهذا، التقينا جميعا في المأوى. التقيت بهليل اليوم فقط، يشير أحمد. كان الأمر صعبا جدا. نحن خائفون باستمرار، لذلك لا نريد العودة إلى مساكننا. نقطن في المتحف الموجود بداخل الجامعة في غازي عنتاب. لم نعد إلى هناك منذ أربعة أيام”.
يشترون أيضا جزءا من المساعدات التي يوزعونها
Ils financent également une partie des dons en fonds propres #Gaziantep #SolidariteTurquieSyrie #seismeturquie #earthquaketurkey @FRANCE24 pic.twitter.com/ctzEgDnPtB
— Assiya Hamza (@Missiya) February 10, 2023
“أريد البقاء في تركيا”
ملامح هؤلاء الطلاب يبدو عليها التعب. الليالي قصيرة في المأوى الذي يعيشون فيه في الوقت الحالي، وهم تحت تأثير الصدمة. شققهم، بالنسبة لهم، ترتبط بليلة الفاجعة. “كنت ذاهبا إلى النوم عندما بدأ كل شيء يتحرك. انزلق السرير معي بـ50 سنتيمترا جانبا”، يتذكر أحمد علي مشيرا إلى أنه غادر المكان فورا. “ثم تذكرت أن لدي صديق في الطابق الرابع. وذهبت للبحث عنه. ثم لم أعد إلى شقتي حتى اليوم التالي لجمع أغراضي. وخرجت من هناك لأنني لا أعرف إن كانت البناية آمنة”.
ورغم ذلك، لا ينوون العودة إلى بلدانهم. “أريد البقاء في تركيا لكن فقط إذا كان الوضع آمنا. أنتظر ما ستعلن عنه الحكومة، يوضح عبد العزيز. لقد وقعت في حب هذه المدينة، لا أريد مغادرتها”.
المصدر / فرانس 24