أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / من هم المستوطنون الإسرائيليون؟ وكيف ينظر الفلسطينيون إلى المستوطنات؟
التقطت هذه الصورة في 25 كانون الثاني/يناير 2023 من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، وتُظهر (من الأمام إلى الخلفية) مستوطنة بسغات زئيف وقرية حزما الفلسطينية في الجزء الشمالي من القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، والمنطقة الفلسطينية الرام في الضفة الغربية المحتلة. © أ ف ب

من هم المستوطنون الإسرائيليون؟ وكيف ينظر الفلسطينيون إلى المستوطنات؟

السيمر / فيينا / الجمعة 17 . 02 . 2023

يرتقب أن يناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاثنين مشروع قرار يطالب إسرائيل “بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. ووفق دبلوماسيين، من المرجح أن يصوت المجلس المكون من 15 عضوا على النص الذي صاغته الإمارات بالتنسيق مع الفلسطينيين. ويؤكد النص “مجددا أن إنشاء إسرائيل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية ويشكل انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي”. فما هي المستوطنات؟ وكم يبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية؟ 

ردا على قرار إعلان إسرائيل الأحد أنها ستضفي شرعية على تسع مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، صاغت السلطة الفلسطينية رفقة الإمارات مشروع قرار يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية، يرتقب أن يتم مناقشته الاثنين خلال جلسة لمجلس الأمن الإثنين بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ومنحت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد تراخيص بأثر رجعي لتسعة مواقع استيطانية في الضفة الغربية المحتلة وأعلنت عن بناء عدد كبير من المساكن الجديدة في المستوطنات القائمة، ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقول إنه “منزعج بشدة”.

فكم يبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ ومن هم؟ وأي مستوطنات تُعتبر عشوائية؟

أكثر من 800 ألف مستوطن إسرائيلي

يعيش نحو 575 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967، وحيث يعيش 2,9 مليون فلسطيني. كما يقطن 230 ألف مستوطن في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ثم ضمتها، إضافة إلى أكثر من 360 ألف فلسطيني.

وينشد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما تعتبر الدولة العبرية القدس بكاملها عاصمتها الموحدة. ويعد وجود المستوطنين مصدر احتكاك وتوتر مستمر مع الفلسطينيين. ورغم ذلك، يخرج عشرات آلاف الفلسطينيين يوميا للعمل في إسرائيل ومستوطناتها، حيث تغريهم أجور أفضل وفرص عمل أوفر.

ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان مخالفا للقانون الدولي وتعده العديد من الدول عقبة رئيسية أمام التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنه استمر في ظل كل الحكومات الإسرائيلية منذ حرب حزيران/يونيو 1967. وازداد في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

من هم المستوطنون؟

استوطن عدد كبير من الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بحثا عن منازل بأسعار أرخص من تلك الموجودة في إسرائيل. ولطالما شجعت الحكومات المتعاقبة الإسرائيليين على الإقامة في مستوطنات أصبحت بمثابة مدن مثل أريئيل ومعالي أدوميم ومستوطنتي بيتار عيليت وموديعين عيليت لليهود المتشددين.

ويعتبر الكثير من اليهود القوميين الدينيين أنهم يؤدون واجبا دينيا عبر الإقامة في “يهودا والسامرة” وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية. وفي هذا الإطار، استوطن مئات منهم في الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي، الموقع المقدس لدى اليهود والمسلمين والذي يشكل بؤرة توتر نظرا لوجوده في قلب مدينة الخليل الفلسطينية.

مستوطنات عشوائية

تعتبر المستوطنات العشوائية التي تطلق الأمم المتحدة عليها تسمية “البؤر الاستيطانية”، تلك التي أُقيمت بدون ترخيص من الحكومة الإسرائيلية، وهي ذات أحجام متفاوتة ويمكن أن تتراوح بين بضع خيم ومساكن جاهزة موصولة بشبكة المياه والكهرباء.

وأعلنت إسرائيل الأحد أنها ستضفي شرعية على تسع مستوطنات تعتبر عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، ردا على سلسلة هجمات في القدس الشرقية أسفر أحدها عن مقتل ثلاثة أشخاص الجمعة.

تقع المستوطنات التسع والمقام بعضها منذ سنوات، خصوصا في الخليل ونابلس وغور الأردن.

وتعتزم إسرائيل أيضا بناء مساكن جديدة في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تحدد عددها.

وانتقدت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، سياسة “الضمّ المجنونة”.

من جانبها، أعربت واشنطن وبرلين وباريس وروما ولندن عن “معارضتها القوية” لخطط توسيع المستوطنات الإسرائيلية. وقالت “نعارض بشدة هذه الإجراءات الأحادية الجانب التي لن تؤدي إلا لمفاقمة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتقويض الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين القائم على التفاوض”.

كيف هي نظرة الفلسطينيين إلى المستوطنات؟

يعتبر الفلسطينيون المستوطنات الإسرائيلية جريمة حرب وعقبة كبرى في طريق السلام. وهم يطالبون بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 1967 وتفكيك كل المستوطنات مع أنهم وافقوا على مبدأ تبادل مساحات صغيرة من الأراضي لقاء السلام.

أما الدولة العبرية فتستبعد انسحابا كاملا إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، لكنها مستعدة للانسحاب من بعض أجزاء الضفة الغربية مع ضم الكتل الاستيطانية الكبرى التي يعيش فيها غالبية المستوطنين.

وجدد نتانياهو تأكيده الشهر الماضي رغبته في توسيع المستوطنات بدون إعلان نيّته استئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ عام 2014.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً