الرئيسية / مقالات / يجب إيجاد حلول لانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات

يجب إيجاد حلول لانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات

السيمر / فيينا / الخميس 02 . 03 . 2023 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

معظم دول العالم تعاني من أزمة مياه حقيقية، لكن معظم الدول الغير عربية تقتصد في مياهها وتعتبر ذلك ثورة تعمل على عدم تبديدها من خلال وضع ضوابط للاستفادة من كل المياه وعدم تبديد ولا لتر واحد.

كنا بحقبة ثمانينيات القرن الماضي نقرأ بعض المقالات ورغم قلة الصحف والمجلات الخارجية التي تدخل للعراق بظل سيطرة نظام البعث الذي كان يمنع دخول أي مجلة وصحيفة اجنبية سواء كانت عربية أو غربية لدخول الأراضي العراقية، هذه المقالات تحذر بالقول أن العالم ومنطقة الشرق الأوسط مقبلة على أزمة مياه.

مياه العراق المبددة التي تذهب للخليج كافية إلى إنهاء أزمة المياه بالعراق وايران والكويت والخليج، كل دول العالم وبالذات دول أوروبا تقوم بتخزين مياه الأمطار بطرق مكلفة ماديا من خلال حفر شبكات أنابيب مجاري تمتد بكل شوارع المدن مخصصة لجمع مياه الأمطار وعدم وضع مياه الأمطار مع أنابيب المياه الثقيلة، تصب الانابيبب في بحيرات اصطناعية مخصصة لجمع مياه الأمطار لكي يتم تصفيتها للاستفادة منها في مياه الشرب بدل تحلية مياه البحر المكلفة الثمن، بالعراق ٩٥% من مياهنا تذهب للخليج، العراق وايران يعانون من أزمة مياه حقيقية، لو تتظافر جهود العراق وايران في التعاون من خلال إقامة سدود شمال القرنة وغربها، لحجز مياه دجلة والفرات في الاهوار الجنوبية، لدى إيران جهد هندسي قوي، يقوم الإيرانيين في عمل قناة غرب شط العرب لنقل المياه الصالحة من القرنة إلى الفاو بمحاذات نهر شط العرب، وقناة ثانية من القرنة شرق شط العرب إلى الشلامجة لحدود ايران، مقابل ذلك تأخذ إيران حصة من المياه الصالحة عبر إقامة أنابيب نقل المياه من القرنة إلى الاهواز على غرار أنابيب تصدير البترول، مضاف لذلك يمكن فتح قنوات مائية من نهر دجلة على هور الحويزة مقابل قضاء المجر والعزير، والمعروف هور الحويزة مشترك مابين العراق وايران، نصف هور الحويزة داخل الأراضي العراقية والنصف الآخر داخل الأراضي الإيرانية يصل إلى مدينة الحويزة الإيرانية والى ناحية الخفاجية وبستان او البسيتين وشادكان.

الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام قبل ثلاثة أيام تقول انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة بشكل غير مسبوق، الخبر نشر في يوم الأحد, 26 فبراير, 2023، الاعلام العربي غطى هذا الخبر أيضا بطريقة نتنة، حيث نشر موقع سعودي الخبر بالقول أن العراق يعاني العراق منذ عام 2003 من تراجع في منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، والحقيقة العراق بدأ يعاني من أزمة المياه منذ عام ١٩٨٩ اتذكر بفصل الصيف انخفضت مناسيب مياه دجلة، وبدأت المياه الجوفية تنزل إلى نهر دجلة وسببت حالات اسهال شديد لدى المواطنين بالعمارة أصابت آلاف الضباط والجنود المتواجدين بالعمارة، لأن نظام البعث كان ينقل المياه للعسكر من خلال نهر دجلة بدون معالجة وتصفية، حتى انا اصبت وتم نقلي إلى مستشفى الرشيد العسكري اعتقادا من الأطباء مصاب في كوليرا، بعد الفحص تبين وجود بكتريا مصدرها مياه ملوثة، في يوم واحد رقد في مستشفى العمارة العسكري أكثر من ٥٠٠٠ مصاب، لكن قول العربان أن العراق يعاني أزمة مياه منذ عام ٢٠٠٣ في محاولة تدليسية منهم بالقول، أن العراق أصبح مظلم بسبب سقوط جرذهم صدام الهالك، بل بعام ٢٠٠٣ وبسبب وجود القوات الأمريكية المحتلة اجبر أردوغان على فتح السدود وامتلئت المياه في نهر دجلة والفرات واستمر الوضع لعام ٢٠١١ الى جلاء قوات الاحتلال، عندها بدأت تركيا في التضييق على العراق بتقليل نسبة المياه التي تصب في دجلة والفرات.

الخبر الذي نشره، على شكل مقاطع فيديوهات مصورة وضعها عراقين على مواقع التواصل الاجتماعي، الصور أظهرت الانخفاض الشديد لمنسوب المياه في نهر دجلة، ويظهر في الفيديو عبور مواطنين من نهر دجلة في محافظة ميسان وسط مدينة العمارة سيرا على الأقدام نحو الضفة الأخرى، وبينت صور أخرى أيضا قاع نهر الفرات ودعامات الجسور العابرة للنهر، في مدينة الناصرية في جنوب البلاد.

بالمقابل بعد انتشار اخبار انخفاض مناسيب المياه، وزارة الموارد المائية العراقية، قالت عبر تصريح، بأن المخزون المائي في البلاد بات على المحك، وأضافت بأن العراق فقد 70% من حصصه المائية، مشيرة الوزارة إلى أن الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية عائد إلى قلة الإيرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات.

أيضا المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية صرح لوكالة فرانس برس، بأن هذه الحالة مؤقتة، وأن الوزارة ستطلق المزيد من المياه من السدود العراقية في الموصل و دوكان ودربنديخان، وتعهد بأن الدولة سترى نتائج إيجابية خلال اليومين المقبلين.

خبر انخفاض مناسيب المياه بالعراق، فتح شهية كل الحثالات النتنة من فيالق إعلامية مرتبطة في اجندات خارجية استعمارية، أو من بعض ضعاف النفوس من السفهاء والفاشلين من أصحاب ايدولوجيات لديهم عقدة وبغض لكل من كل هو متدين ويصلي ويصوم، بدأ النواح والصراخ، حتى ان احد الحثالات العفنة، كتب مقال جعل عنوانه، بفضل سياسة التخريب المتعمدة يمكن عبور قاع الفرات مشيا على الأقدام، والقى احقاده الايديولوجية كالمعتاد على الأحزاب، هذا الفاشل ومن لف لفه يستغلون كل حادثة لمهاجمة أحزاب الشيعة دون غيرهم وكأن أحزاب الشيعة هم الحاكمين الوحيدين للعراق وليس معهم أكراد وسنة، كان الأجدر بمن ينتقد عليه أن يضع البديل، ليكون صادق مع القراء الذين يقرأون مقالاته.

يفترض بالحكومة العراقية الحالية التفكير بشكل جيد، والاستفادة من بحث الاستاذ السيد فراس الحصونة الذي كتب بحث للماجستير في عام ٢٠٠٦ اسم البحث أزمة المياه بالعراق في جامعة كوبنهاكن الدنماركية، البحث كان وافي وضع حلول حتى لو خفضت تركيا كميات المياه ثلثين، ويبقى ثلث واحد، فهو كافي للعراق بل وبه زيادة يمكن بيعها لدول الجوار، جامعة كوبنهاكن قدمت الشكر إلى العراقي فراس الحصونة وللاسف حكوماتنا بوقتها لم يقدموا له حتى كتاب شكر، الآن سيد فراس الحصونة نقل إقامته من الدنمارك إلى بريطانيا، يمكن لحكومة الأستاذ السيد محمد شياع السوداني دعوة الأخ فراس الحصونة وقراءة بحثه بحث الماجستير حول أزمة المياه بالعراق، علماء دنماركيون اعتبروا آراء السيد الحصونة حلول واقعية لازمة المياه بالعراق والدول المجاورة له.

يوجد ثمة قانون دولي ينظم حقوق الدول التي تنبع منها منابع المياه، ينظم الحصص المائية التي يجب أن عدم المساس بها تقليلا لحد إلحاق أضرار بالبلد المعني، عندما بدأت تركيا أي قبل سنوات ببناء أكبر سد على ضفاف الفرات، اختار أردوغان افضل وقت وهو اندلاع دعم العصابات الإرهابية في العراق وسوريا، لذلك خلال عقد من زمان الإرهاب استطاع إكمال السد العملاق، ولم تقوم الحكومة السورية ولا العراقية في طرح هذه المشكلة على مجلس الأمن الدولي بصيغة شكوى حول حرمان سوريا والعراق من حصصهم المائية أو التقليل منها إلى حد كبير.

بل من مول تركيا لاقامة السدود دول البداوة الوهابية بعقد التسعينيات بسبب خلافات دول البداوة مع جرذهم صدام المقبور، هناك حقيقة هناك دول كبرى تدفع تركيا لتقليل نسب المياه للعراق وسوريا لأسباب متعلقة بصراعات الشرق الأوسط، لذلك المراهنة على المجتمع الدولي في إجبار تركيا أن تزيد من الإطلاقات المائية غير مجدي بظل الصراعات الدولية، لأن نفس هذه الدول من مصلحتها خلق أزمات وزرع الكراهية مابين شعوب المنطقة.

يوجد لدى ابناء الشعب العراقي أشخاص أصحاب رؤى رائعة في كل المجالات، يضعون الحلول، لكن للأسف ساستنا لا يستفيدون من الحلول ولا فائدة من الكتابة أو التنبيه، بظل عدم وجود مراكز تتبنى أصحاب الأفكار والمقترحات المفيدة، وبظل سيطرة الجهلة، ومن المؤسف المحزن المؤلم الكثير من الجهلة يتقدم أسماؤهم حرف الدال، حتى أحدهم كتب مقال قبل عدة ايام شتم الذين يطرحون حلول إقامة سدود بالعراق وقال على تركيا تفتح كل السدود ويذهب المياه للخليج لأنه في المد والجزر يعود المياه إلى شط العرب مرة ثانية، صاحب هذا المقال يتقدم اسمه حرف كبير الأخ بروفيسور وهو بهيمة.

المراهنة على دعم الديمقراطية باتت كذبة كبرى عندما تم تسليم الشعب الأفغاني إلى حركة طالبان الظلامية بليلة ظلماء وبوقت سريع بحيث لم يستطيع تحالف الشمال إعادة تنظيم قواته لمقاومة طالبان، بل وعندما تم سحب جيوش الناتو تركوا كل الاسلحة الحديثة بما فيها طائرات إلى حركة طالبان، لذلك الذي يراهن على الدول الكبرى والامم المتحدة لكي تضغط على تركيا لفتح السدود فهو غافل وساذج وأحمق، عالم منافق تحكمه المصالح وليس القيم والأخلاق.

2/3/2023

اترك تعليقاً