الرئيسية / دراسات ادبية وعلمية / هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟ / 3

هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟ / 3

السيمر / فيينا / الخميس 06 . 04 . 2023 

محمد الحنفي / المغرب

إهداء إلى:

ـ الرفاق المستمرين في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

ـ الغاضبين على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بقيادة الكتابة الوطنية السابقة، قبل الاندماج القسري، بدون شروط.
ـ المجمدين لعضويتهم قبل الاندماج، من أجل استعادة عضويتهم، والمساهمة في تفعيله وطنيا، وإقليميا، وجهويا، في حزب الطيعة الديمقراطي الاشتراكي.

ـ كل المناضلين، الذين انساقوا مع الاندماج، لتوهمهم بأنه سيستمر بنفس هوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبنفس تأثيره في الواقع، وبنفس أثره على الحياة العامة.

ـ من أجل استمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بنفس الهوية الاشتراكية العلمية، والعمالية، وبنفس الأيديولوجية المبنية على اساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية.

ـ من أجل جعل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي: حزبا ثوريا قويا.

ـ من أجل بناء مجتمع التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما خطط لذلك الشهيد عمر بنجلون.

محمد الحنفي

8 ماي، لقطع الطريق أمام الممارسة الانتهازية:

ومعلوم أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في 8 ماي 1983، كان مليئا بزمرة من الانتهازيين، الذين كان همهم الوحيد، هو التخلي، وبصفة نهائية، عن أيديولوجية الطبقة العاملة، التي تبناها الحزب، في المؤتمر الاستثنائي، المنعقد في يناير 1975، مما جعل البورجوازية الصغرى الانتهازية، المنتمية إلى الحزب، ترى أن تبني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للاشتراكية العلمية، يجب أن يواجه، فكانت اللقاءات المركزية، والإقليمية، والجهوية، تعرف صراعا مريرا، بين التوجه الاشتراكي العلمي، وبين اليمين الانتهازي، الذي يسعى إلى الإجهاز على الاشتراكية العلمية، والتخلص منها، فكانت الدعوة إلى اللجنة المركزية، دون علم كل أعضاء اللجنة المركزية، المنتسبين للاشتراكية العلمية، والذين علموا بذلك، فسارعوا إلى الحضور في موعد الاجتماع، فمنعوا من الدخول، بسبب وجود عصابة، يحمل أفرادها الهراوات، فكان الحوار بينهم، وبين المنتمين إلى التوجه الاشتراكي العلمي، كاختيار للشهيد عمر بنجلون، الذي أقنع به المؤتمر الاستثنائي، في يناير 1975، وتم استدعاء الشرطة، التي اعتقلت 34 مناضلا حزبيا، منهم أعضاء اللجنة الإدارية، الذين شكلوا داخل السجن، الاتحاد الاشتراكي ـ اللجنة الإدارية الوطنية، وأصدروا بيانا حينها، وتم طرد المكتب السياسي، الذي كان يقوده عبد الرحيم بوعبيد، وبقي الحزب يحمل اسم: الاتحاد الاشتراكي ـ اللجنة الإدارية الوطنية، إلى أن تم تغيير الاسم، باسم: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

وزمرة الانتهازيين، تنفسوا الصعداء، عندما لم يعد من بينهم من يعتنق الاشتراكية العلمية، الذين صاروا جميعا، ينتمون إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعملوا على بناء التنظيمات المحلية، والإقليمية، والجهوية، التي عملت على جعل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يعملون على تشرب الفكر الاشتراكي العلمي، وعلى تشرب الممارسة النضالية، التي لا علاقة لها بالانتهازية، التي تستثمر ممارستها، في كل الإطارات، من أجل أن تستفيد، ومن أجل الظهور بمظهر المناضل الوفي، حتى يبقى مندسا في الإطارات المناضلة، دون أن يقدم أية تضحية، تقتضيها شروط معينة، من أجل أن يستمر الإطار، ومن أجل أن تكون التضحية اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية.

وإذا كان اليمين الانتهازي، قد بقي مرتبطا باليمين، في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ـ المكتب السياسي، حين ذاك، فإن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لم يسلم، بدوره، من تسرب الانتهازيين إلى صفوفه، وخاصة منهم: المرضى بالتطلعات الطبقية، الذين يعتبرون أنفسهم هم الحزب، والحزب هم، وما يقبلون على فعله، من ممارسات تحريفية، لا يكون إلا باسم الحزب، وما حصل في العلاقات، التي اقتضتها ظروف انعقاد مؤتمر الاندماج، كان من أجل التخلي عن الاشتراكية العلمية، كما تعبر عن ذلك المشاريع المقدمة إلى المؤتمر، لتعوض الاشتراكية العلمية، بالاشتراكية البيئية، وبقيت كما هي، لتعتبر تقارير صادرة عن مؤتمر الاندماج، في مركب بوزنيقة، الذي تم فيه طرد الرفيقة حكيمة الشاوي، والرفيقة فطومة توفيق، من الكتابة الوطنية، الذي يعد انتصارا للبورجوازية الصغرى، على التوجه الاشتراكي العلمي، في آخر مؤتمر استثنائي، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حتى لا تتواجدا في المكتب السياسي، لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، لتصير البورجوازية الصغرى، المندسة داخل الحزب، منتصرة على التوجه الاشتراكي العلمي، مع فارق واحد، هو أن محطة 8 ماي 1983 عرفت اعتقال 34 مناضلا، ومحاكمتهم، وأن محطة المؤتمر الاستثنائي، لم تعرف إلا طرد كل من تمسك باستمرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

اترك تعليقاً