السيمر / فيينا / الأربعاء 14 . 06 . 2023
بفتوى مباركة وبعقيدة مؤمنة، تأسست هيئة الحشد الشعبي، والتي استطاعت بوهلة من الزمن، دحر إرهاب توقع له ان يجثم على صدر العراقيين لسنوات طويلة، فحطم مخططات دول عديدة واستعاد العراق بـ”دم الشهداء”.
الجهود التي بذلها الحشد الشعبي خلال عمليات تحرير العراق من دنس داعش، خلال ثلاث سنوات، أثلجت قلوب القريب والبعيد، الا أن من دعم العصابات الإرهابية التي كانت تهدف لتدمير البلد فقد شعلت “جمرة” بقلبه، وأصبح عدوه الأول والأخير حشد العراق.
صباح اليوم الأربعاء 14 جزيران/يونيو، انطلقت فعاليات المحفل الرسمي بالذكرى السنوية التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي بحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وشخصيات حكومية رسمية وسياسية.
المحفل شهد حدثاً سياسياً، قد لا يتكرر، والذي يتمثل بحضور رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، والقاء كلمة مدح بحق الهيئة، فمواقف أمس تغيرت، ومصالح السياسة تجبرك على وضع يدك بيد الكل، حتى ولو كان عدوك سابقاً.
ساسة المكون السني دائما ما كانوا يطالبون بتفكيك الحشد الشعبي، أو تقليل من شأنه، ومحاولة إخراجه من المحافظات الغربية، كأبسط تقدير، خلال السنوات السابقة، الا أن تضحياته أصبحت الأن محل فخر واعتزاز بنظرهم.
وكان رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، قد حضر، المحفل الرسمي بالذكرى السنوية التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي، قائلاً في كلمة له خلال المؤتمر: “التضحيات التي قدمها أبناء الحشد للدفاع عن العراق يشهد لها الجميع”، لافتا الى ان “القوات المسلحة كان لها الدور الفاعل في مواجهة الإرهاب”.
ويقول القيادي بالتحالف، علي الزبيدي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “مؤتمر الحشد الشعبي الذي عُقد اليوم، بالذكرى التاسعة على تأسيسه يعد احتفالاً رسمياً بروتوكولياً لاسيما بحضور الرئاسات الثلاث”.
ويضيف، أن “تغيير مواقف رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، مع هيئة الحشد الشعبي متوقع جداً؛ لأنه يعاني من مشاكل كبيرة داخل المحافظات الغربية لاسيما مع الكتل والحركات السنية”.
ويبين القيادي بتحالف العامري، أن “المرجع الوحيد للحلبوسي الان يتمثل بالكتل الشيعية والاطار التنسيقي”، لافتاً الى أن “تجديد الموقف ليس تغييراً بقدر ما هو تكتيك جديد لرئيس البرلمان”.
ويذكر السراج، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “قرار إقالة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، سنياً قبل ان يحظى بموافقة الاطار التنسيقي باعتباره الكتلة الأكبر داخل قبة البرلمان”.
ويلفت الى، أن “الحلبوسي يحاول الاستقواء بالكتل الشيعية والحشد الشعبي، وتغيير مواقفه مع بعض الشخصيات السنية كانوا يسيئون ويطالبون بتفكيك الحشد”.
ويتابع المحلل السياسية، أن “المدح والاثناء على ما قام به الحشد الشعبي حقيقة لا تحتاج الى تأويل لاسيما أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من الدولة العراقية كمؤسسة عسكرية امنية خصوصا بعد الإنجازات التي قام بها من خلال شركة المهندس أو اصلاح الزراعة والتربة”.
ويؤكد السراج: “لا يمكن الاستغناء عن الحشد ولا يمكن التقدم بدونه”، معتبراً “محاولات التقليل من شأن وجود الحشد الشعبي باءت بالفشل”.
مستنقع السياسة قد يكون “قذراً” لدرجة لا توصف، فعند المصالح والحفاظ على المناصب ستشهد مواقف لا تخطر على البال، فعندما يتخلى المكون عن ساسته، ستراهم يركضون على من اعتبروهم أمس “اعدائهم وخصومهم”، الا أن التأريخ يذكر والمواقف لن تختفي يوماً! .