السيمر /النمسا /الأحد 10. 09 . 2023
اشتدت التوترات على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا منذ أيام، إذ يبدو أن الجانبين قاما بنقل قوات ومعدات عسكرية إلى الحدود استعداداً لمواجهات جديدة.
ووفق مقال لصحيفة دنياي اقتصاد، كانت باكو لسنوات تفكر في الاستيلاء على مقاطعة سيونيك، وبدعم تركي لها خططت الأولى لقطع الحدود بين إيران وأرمينيا، الأمر الذي رفضته إيران بشكل قاطع وحذرت الأطراف مرات عديدة من الإقدام على هذه الخطوة، كما أن المرشد الأعلى أعرب عن معارضته الجادة لتغيير الحدود الجيوسياسية.
توترات متوقعة
في هذا الصدد، قال الخبير في قضايا منطقة القوقاز سالار سيف الديني، في مقابلة مع دنياي اقتصاد: إن المستجدات الأخيرة ليست بأمر جديد، فمنذ أحداث قره باغ عام 2020، سعت أذربيجان إلى ضم جنوب أرمينيا إلى أراضيها؛ لكنها لم تنجح. وسرعان ما ساءت الأوضاع الحدودية مجدداً بين هاتين الدولتين في سبتمبر من عام 2021، ثم في عام 2022، حيث كانت هناك محاولات لمهاجمة الحدود، لكن نيران التوتر خمدت ولم تؤد إلى صراع خطير.
وشدد هذا الخبير على إمكانية قيام باكو بعملية عسكرية على حدود أرمينيا وإيران، وقال: “كانت هذه المسألة متوقعة بالنسبة لإيران، وحتى أنها وضعت إجراءات لمواجهتها على جدول الأعمال”.
لماذا سبتمبر؟
ووفق سيف الديني، فإن عدة أسباب دفعت باكو لمهاجمة الحدود الأرمينية الإيرانية في هذا التوقيت، وأوضح: أولاً، تسعى أذربيجان لاستغلال العشرة الأواخر من شهر صفر ومراسم الأربعين التي تصب إيران كافة تركيزها عليها، ثانياً والأهم، الذكرى السنوية لنشوب الاضطربات (الاحتجاجات الشعبية) في إيران في نهاية شهر شهريور الإيراني (ينتهي في 22 سبتمبر).
وأضاف: الأمر الآخر هو أن نيويورك ستعقد اجتماعاً في نهاية سبتمبر ومن المحتمل أن تنهي المناقشات المتعلقة بالاتفاق النووي وهو ما سيشغل تركيز إيران أكثر من أي ملف آخر.
وحول إمكانية رد فعل إيران على هجوم محتمل على الحدود، أوضح الخبير الإيراني: قبل أكثر من عامين، شددت إيران مراراً وتكراراً على الجانب الروسي والتركي أنها لن تقبل بأي تغيير يطرأ على الحدود، وأجرت خلال السنوات الماضية مناورات مشتركة مع أرمينيا، بل ونشرت قوات عسكرية في المنطقة الحدودية التي تشهد توتراً مستمراً.
وأكد الخبير في قضايا منطقة القوقاز أنه من المرجح أن تكون ردة فعل إيران سلبية، وفي حال استمرت التطورات على هذه الوتيرة فقد تلجأ إيران إلى الطرق العسكرية.
وذكر سيف الديني أنه من المحتمل ألا يكون هناك صراع واسع النطاق، وقال: “قد تدخل إيران في هذا الصراع عبر أدواتها الخاصة مثل الطائرات المسيرة والقوات البرية. ووفقاً له، فإن وجود قنصلية لإيران في هذه المنطقة يستلزم منها الدفاع عنها في حال حدوث أي نوع من الصراع.
ويرى هذا الخبير أن تحركات باكو الأخيرة على الحدود هي لرؤية مدى ردود الفعل، لا سيما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية واستقرار الوضع في أنقرة.
وفي إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى إيران، قال الخبير: “أحد المواضيع التي تمت مناقشتها خلال زيارة فيدان إلى طهران كان الصراع على الحدود. فقد أشار فيدان في محادثاته المغلقة مع وزير الخارجية الإيراني إلى نوايا أذربيجان في إجراء تغييرات جيوسياسية على الحدود بين إيران وأرمينيا وهو أمر رفضه عبد اللهيان قائلاً إننا لن نقبل بحدوث أي تغييرات على الحدود.
وأردف: إن قرار المجلس الأعلى للأمن القومي الذي أكد على مواجهة إيران أي تغيير في الحدود السياسية حولها، أي في أرمينيا، مهم للغاية، الأمر الذي يوضح شكل المعادلة والأدوات التي قد تلجأ إليها طهران في حال حدوث طارئ على الحدود.
لكن في الواقع، ما الذي يجري بين أرمينيا وأذربيجان وتركيا وروسيا؟ يقول سيف الديني: خلال زيارة أردوغان الأخيرة ولقائه بنظيره الروسي، طلب من روسيا عدم عرقلة هجوم باكو على قره باغ، بل الإكتفاء بإيصال رسالة إلى أرمينيا باقتراب موعد هجوم باكو الوشيك عبر إجلاء حرس الحدود والمواطنين الروس من المنطقة، ليوافق بوتين على هذا.
التعاون الدفاعي بين طهران وباكو
وفي خضم التوترات الحدودية بين إيران وأرمينيا وجمهورية أذربيجان، التقى نائب شؤون التعاون الدولي في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية مع وزير الدفاع الاذربيجاني ومساعد الرئيس الاذربيجاني ونائب رئيس وزراء جمهورية أذربيجان.
و توجه نائب شؤون التعاون الدولي في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد محمد احدي السبت إلى العاصمة الاذربيجانية باكو على رأس وفد عسكري رفيع المستوى لعقد الجولة الثالثة من اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الدفاعي والعسكري يين التعاون بين البلدين.
و التقى العميد احدي وزیر الدفاع الاذربیجاني الجنرال ذاكر حسنوف ومساعد الرئيس الاذربيحاني حكمت حاجييف ونائب رئيس الوزراء شاهين مصطفاييف وناقشوا تطوير وتعميق العلاقات الثنائية وخاصة في المجالات الدفاعية والعسكرية وبعض القضايا الإقليمية والدولية.
وتبادلا وجهات النظر حول تطوير وتعميق العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالين الدفاعي والعسكري وبعض القضايا الإقليمية والدولية.
وفي وقت سابق، أكد اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع لجمهورية أذربيجان الجنرال ذاكر حسنوف، على تطوير العلاقات والتعاون الدفاعي والعسكري الثنائي.
وفي نفس الإطار، توجه إلى أذربيجان وفد من الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية برئاسة أمير سرتيب أحدي، برفقة نائب وزير الدفاع العميد مهدي فرحي، إلى أذربيجان لتعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين.
المصدر / ميدل ايست نيوز