السيمر / فيينا / الأثنين 01 . 01 . 2024
فتحت السفيرة الامريكية لدى العراق، الينا رومانوسكي، فصلًا جديداً لمسلسل التهديد الذي مارسته طيلة الفترة السابقة على الحكومة العراقية، فهي تعرف جيدًا اين توجه مدافعها، وتدرك ما الذي يهم الشعب العراقي.
بعد الدولار والكهرباء والاعتداءات على القوات الامنية، هاي هي اليوم تهدد عصب الشعب العراقي، وتنذر بكارثة بالملف الغذائي، وتوجه شركاتها نحو العمل بالعراق تحت صيغة (الفرض).
وكانت السفيرة الامريكية لدى العراق، الينا رومانسكي، قد بينت، في وقت سابق، أن العراق يستورد 3.8 طن متري من القمح خلال العام المقبل لتلبية متطلبات العراقيين كافة من الخبز، فيما أكدت أن الشركات الامريكية ستساعد على تلبية الطلب المتزايد من القمح في العراق.
“مناورة وأهداف”
حديث السفيرة الامريكية عن مخزون الحنطة، من المؤكد أنه لا يأتي من الفراغ، بل قد يكون “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، لاسيما أن هذا الملف قد يكون أهم من النفط والطاقة والدولار لدى العراقيين.
المحلل السياسي، ابراهيم السراج، رأى هدفين وراء حديث السفيرة الامريكية في العراق حول خزين الحنطة، وفيما وصفها بـ”المناورة”، أكد أن خزين العراق يفوق الاحتياجات الشعبية.
ويقول السراج، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “حديث سفيرة واشنطن حول ملف الخزين الغذائي من الحنطة العراقية، يقف خلفه هدفين، الاول يدور حول السيطرة على أهم عصب لحياة الشعب العراقي”.
ويضيف، أن “الهدف الثاني يتمثل بمجاملة الحكومة العراقية لاسيما بعد ردة الفعل القاسية تجاه الاستهداف الامريكي للمناطق السكنية والمقرات الامنية التابعة لها”، لافتًا الى أن “موقف السفيرة الامريكية أشبه بالمناورة، لاسيما أن حديثها فاجأ الجميع باعتبار أن العراق محقق اكتفاء ذاتي بمادة الحنطة”.
ويوضح المحلل السياسي، أن “السفيرة قد تحاول أيضا كسب تأييد الشعب لاسيما بعد ردود الافعال الاخيرة تجاه مواقف واشنطن على الاراضي العراقية”.
“رسائل ضغط”
واشنطن منذ تسلم الحكومة الحالية، الى الان، وهي تمارس مختلف الضغوط، وتحاول ان تخلق أزمة، ومن ثم تطرح حلولًا تنفعها وتنفع شركاتها، فهل ستقع الحكومة بنفس المطب؟
بدوره، بين عضو مجلس النواب، محمد سعدون، مدى قدرة أمريكا على فرض الاتفاقات في مجال التجارة على العراق، وفيما اشار الى سياسة الحكومة الحالية، ودورها في مجال عقد الاتفاقات مع الدول الكبرى.
ويقول سعدون في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “السياسة التي تتبعها الحكومة العراقية سوى ما يخص تقديم الخدمات، او تحسين المستوى المعاشي، والاصلاحات الاخيرة التي اجريت على المجال الاقتصادي، وبما يخص الدولار كذلك، منحت العراق متانة وقوة وتجاوز الكثير من المشاكل”.
ويلفت الى، أن “إمريكا ليست قادرة على فرض التعاون على العراق بجانب الحنطة، بل نحن من نفرض عليهم ونختار ما نحتاجه”، لافتًا الى أن “سياسة الحكومة ذاهبة بهذا الاتجاه، وهي تستطيع ان تعقد اتفاقات تحتاجها مع اي حكومة، سواء كانت امريكية او غيرها”.
ويتابع عضو مجلس النواب، أن “العراق اصبح اليوم قادرًا على فرض العلاقات مع الاخرين، وحتى نوع هذه العلاقات، وبالتالي فان امريكا غير قادرة على فرص التعاقدات والاتفاقات التي تخص ملف الحنطة، بدون رغبة وموافقة الحكومة العراقية”.
تغريدة السفيرة الامريكية رومانسكي عن الحنطة، ربما تكون تهديدا ضمنيا للعراق بقطع الخبز عنه، ويأتي هذا التهديد بعد دعوات لانهاء الوجود الامريكي في العراق، وهو ما يدفع الحكومة لاتخاذ اجراءات فعلية تمنع وصول دائرة الخطر الى “غذائه”.