السيمر / فيينا / السبت 06 . 01 . 2024
في وضح النهار إطلقت مسيرة امريکية ثلاثة صواريخ استهدفت سيارة معاون عمليات حزام بغداد الحاج ابوتقوی السعيدي بالعاصمة العراقية بغداد، ما ادى الى استشهاده مع مرافقه، كما اسفرت الجريمة عن جرح 6 أخرين من منتسبي الحشد الشعبي بينهم أمر استخبارات الحشد .
بعد هذه الجريمة خرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية، باتريك رايدر، ليعلن بكل صلافة وعنجهية ان القوات الأمريكية شنت، ضربة جوية وسط بغداد، اسفرت عن “مقتل أبو تقوى وعنصر آخر”، زاعما ان “الضربة شُنت دفاعا عن النفس”. التبني الامريكي، اثار ردود فعل غاضبة في العراق على مستوى الحكومة والبرلمان وفصائل المقاومة والشارع العراقي، فالجريمة لم تستهدف قوة امنية تعمل تحت قيادة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة فحسب، بل لها دلالة واضحة على ان المحتل الامريكي لايقيم وزنا للسيادة العراقية ولا لاي مسؤول عراقي.
الجريمة كشفت عن نوايا امريكا الخبيثة، للابقاء على العراق، دولة ضعيفة تابعة منقوصة السيادة، وإلا كيف يمكن ان تقدم قوة اجنبية تزعم ان مهمتها محصورة في نطاق الاستشارة والتدريب، على اعدام قائد في قوات امنية منضوية تحت لواء القوات المسلحة العراقية؟. حتى لو افترضنا جدلا ان هذا القائد كما تدعي امريكا كان يشكل خطرا على قواتها، فهل قدمت ما لديها من ادلة تثبت مزاعمها للجانب العراقي؟، و بعد ذلك الا يجب ان تنتظر الاجراء العراقي بهذا الشأن؟، من الذي اعطى الحق لامريكا ان ترتكب هذه الجريمة ضد قائد عسكري في دولة تستضيف قواتها للتدريب والاستشارة حصرا؟، ترى ما ذنب مرافق هذا القائد الذي اسشتهد معه؟، ما ذنب الذين اصيبوا في القصف؟، ماذا لو اسفر الهجوم عن قتل مدنيين عراقيين؟، كلها اسئلة لا تجد لها من جواب، الا بتفعيل قرار مجلس النواب العراقي الذي دعا الى طرد القوات الامريكية من العراق، بعد الجريمة الامريكية النكراء والجبانة التي استشهد فيها قادة النصر قاسم سليماني وابومهدي المهندس، بل ولابد من تحويل هذا القرار الى قانون، قبل ان تسترخص امريكا المتغطرسة دماء اشرف العراقيين، عندما لا تجد من يقول في وجهها كفى ارهابا وعليك الرحيل.
على جميع القوى الوطنية في العراق، ان تدعم القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي اعلن عن تشكيل لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة امريكا في العراق، بعد يوم واحد من جريمة اغتيال الشهيد ابو تقوى. السوداني اكد، خلال تشييع الشهيد ابوتقوى ان “العراق خسر رجلا كان همه طوال سنوات عمره أن يكون العراق حرا مستقلا”. كما شدد في كلمته بالذكرى الرابعة لاستشهاد قادة النصر، سليماني وابومهدي المهندس، على عزمه بعدم التراجع عن إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق.
القوات الامريكية في العراق، ادركت حجم الحماقة التي ارتكبتها، عندما اغتالت الشهيد ابو تقوى، لذلك حاولت ان تخلط الاوراق وخلق فتنة في صفوف العراقيين، بزعمها كذبا وزورا، انه كان هناك تنسيقا مع السلطات العراقية بشأن الضربة ، وهو ما دفع خلية الإعلام الأمني، الى اصدار بيان فندت المزاعم الامريكي. بيان الخلية الامنية وأد الفتنة الامريكية في مهدها عندما اكدت:”أن القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها، كانت وما زالت تعمل بروح الفريق الواحد في ظل قيادة وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وهي دائماً على الاستعداد التام للدفاع عن الدولة ومؤسساتها الدستورية ومعالجة كل التجاوزات والخروقات القانونية”.
الشيء المهم والذي لا تدركه العقلية الامريكية المتغطرسة، هو إن الحشد الشعبي هو القوة الوحيدة التي حصلت على الشرعية القانونية والدينية والشعبية، لذلك تعتبر المؤسسة الوحيدة التي لا يتواجد الاميركان في غرف عملياتها، وهو ما لا يتحمله امريكا، التي تكن حقدا دفينا على الحشد، لانه كان له الدور الابرز الى جانب القوات الامنية والجيش العراقي في دفن الفتنة الامريكية الكبرى المعروفة بـ”داعش”.
اليوم جميع القوى الوطنية والاحزاب والبرلمان، مطالبة بدعم حكومة السيد السوداني في عزمها على اخراج القوات الامريكية من العراق، فالعراق اليوم هو غير عراق عام 2003، عراق اليوم يمتلك جيشا قويا يستطيع ان يحمي حدوده ويدافع عن كيانه، ووجود القوات الامريكية يعقد المشهد ويربك الاوضاع، بهدف خلق الذرائع للبقاء اكثر وقت ممكن، لاضعاف العراق بهدف تشتيته وتقسيمه، خدمة للمصالح الامريكية والطامعين بالاستحواذ على خيراته من لصوص وانفصاليين ، وخونة وجوايسي من مختلف الاصناف والقوميات .