القوات الأمريكية على حدود الأردن.. وجود ضمن اتفاقات تعاون (إطار)
29/01/2024
تقارير صحفية وسياسية
28 زيارة
السيمر / فيينا / الأثنين 29 . 01 . 2024
أثار إعلان الولايات المتحدة، الأحد، عن مقتل وإصابة عدد من قواتها في هجوم نفذته المقاومة الاسلامية العراقية المتهمة بموالاة ايران، واستهدف قاعدة شمال شرقي الأردن، تساؤلات عن طبيعة الوجود الأمريكي بالمملكة.
وقالت الحكومة الأردنية في تعليقها على الهجوم، إنه استهدف قاعدة “التنف” والتي تبعد عن أراضي المملكة نحو 24 كيلو متراً، فيما قالت الولايات المتحدة أن الهجمات استهدفت قاعدة البرج T22، الواقعة في الشمال الشرقي للمملكة.
وقال متحدث الحكومة الأردنية مهند المبيضين، إن “القوات الأمريكية تتواجد على الحدود الأردنية في سياق اتفاقية التعاون بين البلدين والتي تتضمن تعزيز مجالات التدريب وزيادة منظومة أمن الحدود الفنية والتدريبية”.
– تعاون متصاعد
وتزامن ظهور القوات الأمريكية على الأراضي الأردنية مع بداية الأزمة السورية عام 2011، وذلك من خلال إقامة الجانبين مناورة سنوية تعرف باسم “الأسد المتأهب”، لنحو 10 آلاف من قوات البلدين، وبحضور دولي واسع.
وهدفت هذه المناورات، وفق بيانات رسمية، إلى “العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية والتعاون بين أجهزة ومؤسسات الدول المختلفة للاستجابة للتهديدات الأمنية والأزمات الداخلية”.
وفي عام 2014، انضم الأردن إلى التحالف الإقليمي والدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ضد التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، جاري المملكة الشرقي والشمالي، “من منطلق حماية حدوده وضمان توفير الأمن والاستقرار لمواطنيه”.
وقد كانت المشاركة الأردنية فعلية، حيث نفذت قوات المملكة العديد من الطلعات الجوية التي استهدفت مواقعا لتنظيم “داعش” الإرهابي، خاصة بعد تعرض المملكة لعدد من الأحداث الأمنية على الحدود.
وبعد ذلك، كثر الحديث عن وجود أعداد من القواعد الأمريكية داخل الأراضي الأردنية، دون تأكيد رسمي من جانب المملكة، فيما تحدثت بعض التقارير الأمريكية أنها تتوزع في بعض المحافظات؛ لغايات التدريب وتبادل الخبرات، فيما قالت بعضها إنها لحماية مصالح واشنطن بالمنطقة.
وفي يناير/ كانون الثاني عام 2021، أثار الإعلان عن اتفاقية تعاون دفاعية مع الولايات المتحدة، ردود فعل واسعة بالأردن؛ لما اعتبره منتقدون أنه “تعدٍ وتجاوز على القوانين وسيادة بلادهم”.
ويوفر الأردن، وفق الاتفاقية، “أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعا (غير معلنة)، وتعطيها صلاحيات وامتيازات واسعة في مختلف الأمور العملياتية والعسكرية، ويجوز لها حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية أثناء تأديتها مهامها الرسمية”.
وتعد الولايات المتحدة داعما أساسيا للأردن؛ ووقع البلدان في سبتمبر/ أيلول 2022 مذكرة تفاهم، تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية سنوية للمملكة بقيمة 1.45 مليار دولار للفترة بين 2023 و2029.
وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، وقع الأردن والولايات المتحدة، اتفاقية منحة مالية قيمتها الإجمالية 845.1 مليون دولار؛ لدعم موازنة المملكة.
– تفاصيل قليلة
وانطلاقا من ذلك، فإن الإعلان عن وجود قوات أمريكية بالأردن ليس بالأمر المستغرب، لكن تقل التفاصيل المعلنة عن طبيعة القوات وعددها ومواقعها.
فمثلا إعلان واشنطن عن أن الهجوم استهدف قاعدة برج يسمى T22 على الحدود، كان مفاجئا، لأنه لم يسبق بأن تم الحديث عن وجود أمريكي في هكذا موقع.
إلا أن المعلومات التي رشحت للأناضول، تشير بأن البرج 22 قاعدة يستخدمها الجيش الأمريكي لتقديم الدعم اللوجستي بالمنطقة.
وتحتوي على مئات الجنود الأمريكيين، إضافة لمروحيات هجومية، وأخرى للنقل والتدريب، ومركبات عسكرية مدرعة.
بينما تصفها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بأنها “موقع ذو أهمية استراتيجية في الأردن، عند أقصى نقطة شمال شرق البلاد حيث تلتقي حدود البلاد مع سوريا والعراق”.
وأوضحت أن قاعدة البرج 22 “تضم 350 جنديًا من الجيش الأمريكي والقوات الجوية، وتقدم دعمًا لوجستيًا، بالقرب من التنف”.
و”التنف”، قاعدة تقع داخل الأراضي السورية عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وتضم مئات من الجنود الأمريكيين، وأنشأتها قوات التحالف بقيادة واشنطن عام 2016 “لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي”.
وسبق أن تعرضت القاعدة في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري لهجوم بمُسيرتين مجهولتي المصدر، تمكنت القوات الأمريكية من إسقاطهما قبل وصولهما للقاعدة.
ويعد الهجوم على قوات أمريكية في الأردن الأول من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والأول الذي يُسفر عن سقوط قتلى أمريكيين.
وادّعت جماعة تسمى “المقاومة الإسلامية العراقية”، في بيان عبر تلغرام أن مقاتليها “هاجموا بواسطة طائرات مسيّرة، 4 قواعد للأعداء، 3 منها في سوريا، وهي قاعدة الشدادي، وقاعدة الركبان، وقاعدة التنف، والرابعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية”.
وتعلن الجماعة التي تضم جماعات شيعية عراقية تتهم بموالاة إيران، أنها تهاجم بشكل متكرر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية، وقوات التحالف “ردا على الهجمات في غزة”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر / الاناضول
2024-01-29