السيمر / فيينا / الخميس 01 . 02 . 2024
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
المتابع إلى ماتكتبه فيالق الارتزاق المنضوية ضمن أجهزة اعلام البداوة الوهابية سواء في القنوات التلفزيونية، أو الكتابة بالصحف، أو المشاركة في كتابة تغريدات مدفوعة الثمن بمواقع التواصل الاجتماعي، يجد هذه الفيالق الإعلامية تكتب وتحلل بطرق بعيدة كل البعد عن الحقيقة على أرض الواقع، غاية الإعلاميين من كُتاب وصحفيين عندما يكتبون في صحف دول البداوة للكسب المادي.
قرأت مقال لإنثى عجوزة شمطاء، خلصت عمرها تدعي اليسارية والتقدمية، وإذا بها تختار الكتابة في صحف دول تعتبر المرأة مجرد أداة لإشباع الغريزة الجنسية، للاسف المادة جعلت الكثير من الكُتاب والصحفيين العرب ومن كِلا الجنسين، يتنازل عن القيم التي تربى عليها، وقاموا في بيعها بأتفه الأثمان.
هذه الصحفية العبقرية تحدثت كالعادة عن حرب غزة، وقالت إن بوتين زعيم روسيا الاتحادية، انضم إلى الدول التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وما الضير من ذلك، شيء طبيعي تطالب روسيا بوقف الحرب، أسوة بغالبية دول العالم، بل حتى رئيس الاتحاد الأوروبي طالب في إيقاف الحرب، لكن المطالبات هي ليست قرارات ملزمة.
غالبية دول العالم طالبت بوقف الحرب من منطلق إنساني لوقف مذابح قتل الأطفال والنساء وليس للدفاع عن منظمة حماس، انا شخصيا اتألم واحزن عندما اشاهد صور الأطفال والنساء، لكن هذا لايعني انا مع منظمة حماس، نتعاطف مع الأطفال والنساء، لذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف مستوى العنف في غزة في «مرتفع جداً من كلا الجانبين».
بوتين قال هناك فشل دولي لعدم وجود حل الدولتين، وفعلا لو أن الدول العظمى طبقت قرارات الأمم المتحدة حول تنفيذ قرار التقسيم، ولو كانت دولة فلسطينية حتى لو على جزء من قطاع غزة وقرية أو قضاء من غزة وقبل عليها الشعب الفلسطيني لما كان إلى منظمة حماس أي صراع مع إسرائيل.
ترك الصراعات دون حلول يجلب صراعات ومشاكل وحروب وتنفيذ عمليات هجومية مباغتة، هذه هي الحروب تخلف القتلى والمعاقين والأرامل واليتامى ومعانات نفسية تبقى تلاحق الناس إلى يوم مماتهم .
روسيا لديها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وكذلك الصين، الاتحاد السوفياتي اعترف بدولة اسرائيل بعد اعلان الاستقلال في أربعين دقيقة، في سبعينيات القرن الماضي، كنا ندرس في المدرسة، الرفيق الحزبي البعثي يقول لنا الصين ربع نفوس العالم وهي قادرة أن ترسل لنا جيش يحرر لنا فلسطين ههههههههه على اساس ان الصين لديها شعب مرتزق يقاتل نيابة عن الآخرين هههههه.
قضية فلسطين مسؤولية العرب دون غيرهم، ياليت مواقف الدول العربية تجاه شعب العراق أو سوريا أو اليمن أو حتى فلسطين مثل مواقف روسيا والصين، بل قرار تصفية منظمة حماس صدر من دول الخليج بشكل خاص وبموافقة غالبية أعضاء الجامعة العربية، إلقاء قضية تصفية حماس على روسيا والصين فهي كذبة كبرى.
وشيء طبيعي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يمدح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ملوك ورؤساء العرب علاقاتهم مع نتنياهو حميمية، بل الرئيس التركي طيب أردوغان عتب على نتنياهو وقال له سوف اقوم في مسح اسمك يا نتنياهو من قائمة أصدقائي إذا ماتوقف حرب غزة، رغم أن أردوغان هو المرجع الروحي والديني إلى كل حركات الإخوان ومنهم منظمة حماس، فهل صداقة أردوغان مع نتنياهو حلال وتكون الصداقة حرام مابين بوتين ونتنياهو، مع العلم يوجد مئات آلاف اليهود الروس في إسرائيل ولديهم مناصب سياسية مهمة في إسرائيل.
الآن توجد حرب مابين روسيا و أكرانيا، روسيا تتطلع إلى وجود حلول لإيقاف الحرب الدائرة، نعم الحرب الآن دائرة لكن هذا لايعني غلق كل طرق التواصل، لابد أن تأتي ساعة يتوصل الروس والأوروبيين والامريكان إلى صيغة حل سلمي ينهي الصراع.
قادة روسيا والصين من مصلحتهم وجود علاقات بينهم وبين اسرائيل والفلسطينيين والعرب الإيرانيين والهنود والافغان والباكستانيين، الصين تشتري كل نفوط دول الخليج وإيران والعراق وليبيا والجزائر وروسيا، حتى تتمكن الصين من التعامل الاقتصادي مع كل الدول.
وجود أزمات بالشرق الأوسط يعزز فرصة جلوس دول أوروبا وروسيا والصين وأمريكا للحوار لإيجاد اتفاقيات فيما بينهم، لاقيمة للعرب لدى الدول النووية الخمسة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، متى العرب وقف بعضهم مع البعض الآخر حتى بقية الدول العظمى تقف مع العرب.
من أغرب التحليلات التي يتحدث بها المحللين العرب انهم يقولون، ( ان روسيا تستفيد بأكثر من طريقة، بحرب غزة، بسبب وجود رأي عام عربي ضد امريكا) وأن فإدانة الولايات المتحدة أن( بوتين يرى أن الصراع في غزة طريقة فاعلة لإلحاق الضرر بمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط).
( وأن حرب غزة تصرف انتباه الغرب عن الصراع المستمر في أوكرانيا).
هذه التحليلات هراء، روسيا والصين دول عظمى لهم حصة ومكان في العالم، أما العرب فلا مكان لهم بين الأمم سوى أن يتم حلبهم وفرض الوصاية عليهم، لابد في يوم من الأيام يجلس اللاعبين الخمسة الكبار ويجتمعون في تقاسم النفوذ، ويوزعون الدول العربية فيما بينهم، ولايمكن لهم أن يتقاتلوا ولديهم ترسانات نووية تزيل كوكب الأرض من الوجود، ترامب حلاب ابقار الخليج الشهير، قال اذا وصلت الى البيت الأبيض أوقف حرب أوكرانيا خلال ساعات، الدول الكبرى لم تدخل بحرب نووية ابداً.
لذلك أي حرب نووية لم ولن تقع والذي يفكر بها عليه مراجعة نفسه، ربما مصاب بمرض نفسي، يتخيل له وقوع حرب، أتذكر قبل عقود من الزمان، أحد الأشخاص بمنطقتنا ذهب بالليل لزيارة صديق له، أكمل السهرة، وودع صديقه ورجع إلى بيته، وبقي يفتر مايندل كيف يرجع لبيته، أصبح الصباح، أولاده كانوا صغار ذهبوا إليه، رأوه يمشي في المزرعة يمين شمال، وكان وجهه اصفر، قال لهم ما اعرف كيف اعود إليكم، المهم أولاده مسكوه من يده اعادوه لبيتهم، تحدث أنه شاهد مخلوقات ليس بشرية لدى عودته من بيت صديقه، وأنه تناول معهم كباب، بقي هذا الرجل يمشي بالكثير من الأحيان وحده ليومنا هذا، الناس تتحدث أن بداخله جن، البعض يقول لديه قرين ملك……الخ.
ابني يدرس بمجال الطب سألته ذات يوم، على مثل هذه الحالات، أن بعض الناس يتكلمون مع مخلوقات غير بشرية، قال لي تحدث أمراض في موت بعض خلايا الدماغ تجعل الإنسان يتحدث انه يشاهد مخلوقات ويتحدث معهم وفي الواقع لايوجد اي شيء، إنما كلها تخيلات لا أكثر، نفس هذا السؤال طرحته على صديقي طبيب من البوسنة كرواتي، قال لي يحدث موت بعض خلايا الدماغ تجعل الإنسان يتحدث انه يشاهد مخلوقات أخرى غير بشرية، وفي الحقيقة لايوجد اي شيء من هذا القبيل.
لذلك معظم المحللين العربان يعيشون في تخيلات وخاصة المحللين بالفيالق الإعلامية لدول البداوة، يعيشون في تخيلات واضغاث احلام.
الإعلام العربي يقولون خزين الأسلحة باتت دول الناتو تدفعه إلى نتنياهو ولايرسل إلى اوكرانيا، حرب غزة غير متكافئة، ولاتحتاج إلى أسلحة كثيرة، الأسلحة القديمة من سلاح المدفعية الإسرائيلي الذي استخدم في حزب تشرين عام ١٩٧٣ كافي لتدمير كل غزة، رأينا قوات صدام الجرذ كيف دمرت مدن الشيعة والأكراد من خلال القصف المدفعي.
التقى بوتين ونتنياهو عشرات المرات خلال وجودهما في السلطة، وكشهادة على قوة علاقاتهما، لم تنفذ إسرائيل أبداً عقوبات يقودها الغرب ضد روسيا، لازالت العلاقات الروسية الإسرائيلية جيدة وممتازة، الدليل موجود تبادل دبلوماسي مابينهم مستمر ليومنا هذا.
قرأت تحليلات أخرى تقول ان حرب غزة تقلل فرص بايدن في إيجاد تطبيع بين العرب اي السعودية واسرائيل ههههه التطبيع موجود، بعد الانتخابات الأمريكية القادمة تعلن السعودية فتح علاقاتها بشكل مباشر دبلوماسي مع إسرائيل، والآن العلاقات موجودة والزيارات موجودة، وفود متبادلة ما بين إسرائيل وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كافي كذب يا محللي العربان، التطبيع موجود، وهناك رغبة بتصفية منظمة حماس من قبل الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص.
ههههه شر البلية مايضحك، محللة عربية تقول ( إن من أحد «عيوب» أميركا وتغييرها الديمقراطي لسلطتها كل أربع سنوات هو أن تحالفاتها ونواياها واستراتيجياتها المعلنة تخضع لتغيير هائل مع «نزوة» أي إدارة مقبلة).
هههههه هههههه تريد تنصح الأمريكان بتطبيق نماذج حكم الدول العربية الديمقراطية ههههه، الرئيس العربي يصل بإنقلاب عسكري ويبقى يحكم إلى أن يموت ويورث إلى ابنه أو أبن عمه، أو إلى حزبه، ابو رقيبة بقي رئيس رغم انه فقد الذاكرة، وكانت زوجته هي من تحكم تونس، اختلفت مع زوج بنتها رئيس الحكومة يكنى مزالي، تم تعين زين العابدين بن علي وزير للداخلية، بعد أن كان سفير تونس في بولوندا، وعلاقته طيبة مع الطلاب العراقيين الذين كانوا يعيشون في مدينة وارسو عاصمة بولندا، ذات مرة السيد وزير الداخلية زين العابدين بن علي طلب مواجهة الرئيس ابو رقبة، دخل إلى الغرفة كان راقد بمستشفى خاص، كانت حاسة الشم قوية لدى السيد الوزير، اشتم ريحة كريهة، افتهم القصة أن ابو رقيبة وصلت الحالة به ماسيطر حتى على فضلاته، عاد إلى مبنى الوزارة، فكر بشكل جيد، طلب من حضور وزير الدفاع وامر الشرطة في السيطرة على محطة الإذاعة والتلفزيون والقى القبض على وزير الدفاع، طلب منه ولاء الجيش للانقلاب، ونجح الانقلاب دون أن يقتل ولابشر، وأصبح زين العابدين رئيس إلى تونس وبقي عقود من الزمن إلى أن جاء الربيع العربي تم إسقاط نظامه، هرب للسعودية ومات قهراً على كرسي الحكم الذي فقده، هذه نماذج الحكم الديمقراطي لدى العرب، وهذه الكاتبة تريد من شعب أمريكا تطبيق النموذج الديمقراطي العربي لحكم أمريكا، كلام اقل ما يتم وصفه بالهراء.
بالختام لا يوجد أي دور عربي لكون العرب أمة ميتة لا حضور لها إلا في كرة القدم وخطب يوم الجمعة، بل حتى الخطيب بدول البداوة يعطوه ورقة يقرأها رغم أنفه، ممنوع عليه حتى أن يدعوا ربه، رغم أنا على يقين أن الله عز وجل لم ولن يستجيب لدعاء هؤلاء أئمة المساجد المنحطين الفجرة أتباع السلطان الظالم.
27/1/2024