وكالة السيمر الاخبارية
فيينا /الأربعاء 07 . 02 . 2024
زاهر الشاهين
في حي شعبي ومن عائلة عمالية جاء الى هذه الدنيا ذلك الطفل وقد منحه جده من جهة والدته اسم عفيف الذي اصبح فيما بعد شابا يهوى القراءة ،ساعدته ظروف العائلة حيث كانت الاسرة متعلمة وإخوته الاكبر منه حصلوا على تعليم جيد واستمالتهم السياسة.كان الوالد من الذين ساهموا في اضرابات معمل السجائر،كما انه كان بأشبه سفير لأهله وأصدقائه حيث انه انتقل من الجنوب الى بغداد ليعمل ويسكن العاصمة التي استهوت الكثير من فلاحي الوسط والجنوب.
تلك البلاد التي ترعرع فيها وفي فترة استثمرت خيرات البلد ليس بالمكان المحدد الذي يجلب الخير والبحبوحة لأبناء الشعب كما هو الحال عند جيرانهم.لا زلت اتذكر ان بعض الرجال يذهبون الى دول الجوار من اجل عمل عضلي ألا وهو الحمالة وهي بان الرجل يضع على ظهره سلة كبيرة لينقل فيها حاجات العائلات الميسورة هناك.نعم هذا البلد الغني بكل شيء تهدر ثرواته بما يرضي نزق ومزاج الحاكم الجاهل الذي كان قبل ان يتصدر السلطة واحدا من مجموعة عصابة وشقاوات اراذل . كبر هذا الصبي واشتد عوده .بعد ان انهى مرحلة الثانوية كان البلد يمر في حرب ارادها حاكم البلد وبتشجيع من دول العرب المنتفخة خيانة وانبطاح والغرب الديمقراطي والحامي لحقوق الانسان بقوانينه المكتوبة بحبر يشي بالقتل والدمار. التحق هذا الشاب لأداء الخدمة العسكرية وهي خدمة اجبارية على كل من بلغ الثامنة عشر من العمر. خضع الى دورات تدريبية مكثفة وبما انه حاصل على الشهادة الثانوية منح رتبة عسكرية تناسب شهادته.كان من المتفوقين ولذلك ارسل الى القواطع الساخنة للمعركة.اهوال الحرب وتداعياتها جعلت من هؤلاء الفتية ان يعتادوا على اجواء المعارك .اصبح المقاتل يميز بن القنابل والصواريخ التي تمطر عليهم .
ذات مرة اراد عفيف ان يقض حاجته ،حمل بيده ابريقا وتوجه الى دورة المياه البسيطة والبدائية التي اعدها الجنود لهذا الغرض.
ما ان خطى عدة خطوات وإذا بصوت قذيفة هاون تنطلق باتجاه موقعهم.ركض مسرعا الى ملجئ قرب النقطة التي يتحصنون فيها ورمى بجسده في ذلك الاخدود .كان الابريق ممتلئا بالماء .بعد ان سقطت قذيفة الهاون وبهذا الاثناء كان يشعر بان قطرات تبلله ناسيا انه يمسك بإبريق الماء.اخذ يتجسس رأسه وجسده وأطرافه ليعرف اين الجرح النازف.تذكّر اهله و حبيبته التي اقسم لها ما ان تنتهي الحرب حتى يتقدم لخطوبتها .بعد هنيهة من الوقت وابتعاد صوت القذائف لملم قواه ونهض متوجها الى مقر النقطة التي يتحصنون فيها ،ما ان رأوه سالما معافى ابتهجوا فرحين مهنئين بعضهم بعضا بالسلامة .بعد ان قص لهم ما جرى بدأت النكات والمرح .
6\2\2024