الرئيسية / مقالات / حروف القلقلة في القرآن الكريم (ح 2)

حروف القلقلة في القرآن الكريم (ح 2)

فيينا / السبت 06. 04 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة التكوير “فَلَا أُقْسِمُ (قلقلة القاف الساكنة) بِالْخُنَّسِ” (التكوير 15)، و “وَالصُّبْحِ (قلقلة الباء الساكنة) إِذَا تَنَفَّسَ” (التكوير 18)، و “وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (قلقلة الجيم الساكنة)” (التكوير 22)، و “وَلَقَدْ (قلقلة الدال الساكنة) رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ” (التكوير 23).

جاء في موقع المسبحة أونلاين عن القلقلة: أمثلة عن القلقلة الوسطى: “وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ ” (البقرة 125) السجود: حرف القلقلة متطرف وغير مشدد. “إِذ أَبَقَ إِلَى الفُلكِ المَشحونِ” (الصافات 140) أبق: حرف القلقلة متطرف وغير مشدد. “وَالتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ” (القيامة 29) الساق: حرف القلقلة متطرف وغير مشدد. أمثلة عن القلقلة الكبرى: “إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ” (يوسف 8) أحبّ: حرف القلقلة متطرف ومشدد. “قالَ قائِلٌ مِنهُم لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلينَ” (يوسف 10) الجبّ: حرف القلقلة متطرف ومشدد. “فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبراهيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ” (ال عمران 97) حجّ: حرف القلقلة متطرف ومشدد.

قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة الانفطار “إِنَّ الْأَبْرَارَ (قلقلة الباء الساكنة) لَفِي نَعِيمٍ” (الانفطار 13)، و “وَمَا أَدْرَاكَ (قلقلة الدال الساكنة) مَا يَوْمُ الدِّينِ” (الانفطار 17)، و “ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ (قلقلة الدال الساكنة) مَا يَوْمُ الدِّينِ” (الانفطار 18).

جاء في مفتاح تجويد القرآن الكريم عن القلقلة: س: لماذا سمى العرب ذلك الصوت القوي الذي ينتج من اندفاع الهواء بعد حبسه في الحرف بالقلقلة؟ ج: لقد لاحظ أئمتنا من العصور المبكرة ـ من أيام الخليل بن أحمد وسيبويه ـ الذين أكرمهم الله بهذا الفهم الدقيق والذوق السليم للحروف العربية أن هذه العملية التي تحدث لبعض الحروف من حبس النفس والصوت بغلق المخرج ثم التباعد السريع بسبب الضيق الحاصل في جهاز النطق وإصدار صوت ذي نبرة قوية ليس لها اسم فأرادوا أن يضعوا لها اسمًا فألهمهم الله بتوفيق منه بهذا اللقب (القلقلة)، حيث أخذوا من تقلقلت القدر على النار، لأن العرب كانوا يضعون القدر على ثلاثة أحجار، ويضعون بين الأحجار الخشب ويشعلونه، وإذا اشتدت النار غلى الماء الذي في القدر فعند الغليان يضطرب القدر ويهتز، وتقول العرب تقلقلت القدر على النار أي اهتزت واضطربت. فلو نظرنا إلى تلك القدر وسألنا هل هذه القدر ساكنة؟ فلا نستطيع أن نقول إنها ساكنة لأنها تهتز، ولو سألنا هل هي متحركة؟ لا نستطيع أن نقول عنها متحركة لأنها لم تغير مكانها أي ما زالت في نفس المكان إذن تحركت ولكن حركة اضطرابية.وهكذا الحرف المقلقل لا هو بالساكن لأنه لم يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ولا هو بالمتحرك لأنه لم يصاحبه انفتاح للفم ولا انضمام للشفتين.

قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة المطففين “وَمَا أَدْرَاكَ (قلقلة الدال الساكنة) مَا سِجِّينٌ” (المطففين 8)، و “كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ (قلقلة الباء الساكنة) لَفِي عِلِّيِّينَ” (المطففين 18)، و “إِنَّ الْأَبْرَارَ (قلقلة الباء الساكنة) لَفِي نَعِيمٍ” (المطففين 22)، و “إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا (قلقلة الجيم الساكنة) كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ” (المطففين 29).

جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة: التقاء الحروف: أقسام التقاء الحروف: إنّ التقاء الحروف بعضها ببعض يولد أحكاماً مختلفة من الإظهار والإدغام والحذف وغيرها، فأيّ حرف غير حرف المد يلتقيان خطا و لفظا، أم خطا فقط، فإنهما يندرجان تحت أحد الأقسام الأربعة التالية: المثلين، المتجانسين، المتقاربين، المتباعدين. أولا: المتماثلان: التماثل: هو أن يلتقي حرفان اتحدا مخرجا وصفة، أو اتحدا اسما ورسما، كالباء مع الباء، فإنّ اسمها واحد وذاتها في الرسم واحدة نحو (اضربْ بّعصاك). ثانيا: المتجانسان: الشكل الثاني من أشكال التقاء الحروف هو التجانس وهو التقاء حرفين اتحدا في المخرج واختلفا في الصفة، كالتاء مع الطاء في نحو، (قالتْ طّائفة). ثالثا: المتقاربان: هو أن يلتقي حرفان تقاربا مخرجا واختلفا صفة، وهذا ما قاله الناظم، والصحيح أن التقارب يشمل أكثر من ذلك فهو تقارب الحرفين مخرجا، أو صفة، أو مخرجا وصفة، فالأول نحو قوله تعالى: (قد سمع)، فالدال والسين متقاربتان مخرجا. وأما الثاني، نحو قوله تعالى: (كذبت ثمود). رابعا: المتباعدان: التباعد هو التقاء حرفين تباعدا مخرجا واختلفا صفة، كالتقاء حرفي أقصى اللسان وحروف الطرف والشفتين، ومن الأمثلة عليه: (حرّمت عليكم).

اترك تعليقاً