الرئيسية / ثقافة وادب / شعر / في بعدك أصبحت أكتب جيدا !

شعر / في بعدك أصبحت أكتب جيدا !

فيينا / الخميس 02. 05 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نجمة عمر علي/ تونس*

..”حين رقص الشوق على عتبة محرابها سال الصخر ..
أيا من هجرت معاقل ودها أغرقت السماء دمعا مالحا..
قطف الغريب النجم من جوف الآه وصار الحبيب لها..
طال البعد والجرح لم يشفى ..فلا البعيد أطل ولا الشوق انتهى…
اعتزلتك مذ ذبحت الوريد في الدجى…
نار البعاد نمت على جنباتها الأشواق وسقاها دمع السماء …
أفيا غيمة العشاق أمطري حبرا عسى الجراح تتغطى بقصيد..
بكى الصخر ..انتهت مراسم العشق..
نادت السماء النجم ..غرقت الغيمة ..
أمطرها يا هاجر ودها بألف قصيدة عساها لرقص الطير تهوى..
بقلمك لون فروع النسيم الغارق في بحر لهفة العشاق …
وزد على القوافي قوافيا ..
وزد على البعد بعدا..
وزد على الجرح ملحا..
وزد على حروف اسمي قبلة الوداع…
علمتني الحياة أن النجمات ان هجرت السماء وامتلأت الحناجر غيما تجف الأرض وتنتحر الأشواق وتصبح الرقصات كرقصة الطير المذبوح ولا تشفى بواقي الجراح.
.
وبينك وبينها اختلاف..
أهدتك يوما حبا وتصدقت أنت باللوعة..
ونسيت أنت أن هذا الزمن لا تقبل فيه الصدقات..
أتتطهر نفسك من دنس الندم على حب ضاع منك برقصة العشاق وتنسى أنها من علمتك فنون العشق يوم كنت لا تفقه منه غير قافية باردة ..وغير حركات بالية لرقصة ميتة.
احمل معك الموسيقى وقرع طبول الوجع وغادر محرابها..
خذ معك كل الأوراق و لطخ يديك بحبر الكلام وغادر ..
لملم كل قصائدك اليتيمة وحروفك الهجينة وغادر…
اخلع اسمي من كل أوراقك الملطخة بكذب الكبرياء..
غادر رفات دفاتري وعد من حيث عدت لي باكيا..
أصبحت بعدك لا أبكي ..لقد جفت مدامعي..
أصبحت بعدك أرقص رقصة العشاق ..
أصبحت بعدك أكتب ..
كتبتك بحرفية وانتزعتك من لسان قلمي وأنا الكاتبة بروحي وليس بقلمي…

*كاتبة وشاعرة تونسية

اترك تعليقاً