فيينا / الأربعاء 24. 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
حامد گعيد الجبوري*
يروى ان صخر بِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيَّ اخ الشاعرة تُمَاضِرُ – الخنساء – لأبيها، وكان صخر شجاعا حليما كريما جميلا، احب امرأة من ربيعة اسمها سليمى بنت عوف، وتعاهدا ان لا يتزوج أحدهما إلا من حبيبه، وتعاهدا أيضا ان مات أحدهما بعد الزواج يبقى وفيا لزوجه ولا يتزوج بعده، وحدث ان غارت إحدى القبائل العربية على قبيلة صخر وطعن برمح في بطنه، ويروى ان الطعنة وصلت أحشاءه فأرتث لسنة كاملة مات اثرها ، ووقفت امه على مراعاته وتطبيبه، وجزعت سلمى زوجته وسأمت علاجه وتطبيبه ورعايته ، ومحض صدفة سمعها صخر وهي تجيب جارة لها فقالت ( لا هو حي فيرجى ولا ميت فيرثى)، على حين اجابت امه سائلةً عن صخر فقالت الام ( أننا في خير طالما نراه)،في احد الصباحات نظر صخر ورأى ابن عم زوجته يضع يده على كتفها وهو يقول لها ( هل هذا الكفل للبيع؟ فقالت قريبا سيكون ذلك)، اغتم صخر لما سمع من زوجته ونادى امه قائلا هات لي سيفي، فقالت وماذا تصنع به؟، فقال أخشى انه صدأ، وناولته السيف ونادى سلمى زوجته وهم ان يضربها لكنه لم يتمكن لحبه الشديد لها وبكى لما وصل اليه وانشد قائلا ،
أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي
ومَلَّتْ سُلَيمى مِضْجَعي ومَكاني
وَما كنتُ أخشَى أَن أكونَ جَنَازَة
عليكِ وَمن يَغترُّ بالحَدَثان
أهُمُّ بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه
وَقد حيلَ بينَ العْيرِ والنَّزَوان
لعمري لقد نَبُهْتَ من كَانَ نَائِما
وأسمعت من كَانَت لَهُ أذُنان
وللموتُ خيرٌ من حَيَاة كَأَنَّهَا
محلّة يَعسوبٍ بِرَأْس سِنان
وأيُّ امْرِئ سَاوَى بأمٍّ حَلِيلَة
فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقا وهوان
وتزوجت سلمى من ابن عمها ولم يمض سنة على وفاته، اما الخنساء الشاعرة المخضرمة لم يشتهر لها شعر إلا برثاء صخر
يذكرني طلوع الشمس صخرا
واذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على اخوانهم لقتلت نفسي
المصدر
1 :الاغاني لأبي فرج الاصفهاني
2 : المستطرف في كل فن مستظرف – الابشيهي الحنفي