الرئيسية / ثقافة وادب / هشام إعجيلة الذي انتهى قتيلا

هشام إعجيلة الذي انتهى قتيلا

فيينا / الأثنين 12. 08 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

 زاهر الشاهين

كأقرانه الصبية يلهو ،يغار ويغامر ،كان جسورا لأنه لم يعرف للخوف الذي ذاقه شعبه من رعب وتسلط.لم يخدم العلم(الخرقة الانجليزية) التي وزعتها بريطانيا على المقسم من تركة الدولة العثمانية.نعم فقد قضى في هذه المفرمة معظم جيله بين شهيد وفاقد البصر او من غير اطراف او مشوّه الوجه والجسد وأصبحوا عالة على الاهل والمجتمع.

تمتع عباس إعجيلة بذكاء بالرغم انه لم يكمل دراسته الابتدائية حتى نسي القراءة والكتابة.امتاز إبن إعجيلة بممارسة الاعمال التي تمس بالقانون وتسبب الما للمواطنين.السرقات والسطو على منازل المواطنين هي شغله الشاغل.لم يعرف مهنة اخرى ليعيش منها وعائلته التي تتكون من والدته وزوجته.

رغم هذا السلوك المشين لكنه بين اصحابه يحبونه ويحتفون به ما أن التقوا به.كانوا ينظرون اليه بتعجب لما فيه من اقدام على هذه الاعمال الخطرة.كان يرتدي البزة العسكرية وكأنه ضابطا في الجيش ويحمل اوسمة حصل عليها خلال المعارك التي كانت تدور وقتذاك.

من مغامراته العجيبة انه  قرر ان يسطو على دار لأحد الضباط الذي يسكن في منطقة مشهورة يسكنها الميسورين من ابناء البلد.بعد ان استطلع المكان جيدا حدد الوقت الذي يبدأ به سرقة هذه الدار. في الصباح الباكر قبل ان يستفيق الناس من سباتهم حضر ومجموعة من العمال الذي هم من احد الجاليات العربية وسيارة لشحن المسروقات.كان يجمل معه مجموعة من المفاتيح وأدوات تفتح حتى مغارة علي بابا.

فتح الباب وأشار بدخول العتالين الى الدار وليبدءوا بنقل اثاث البيت الى عجلة الشحن.ولطرافته عندما رأى في الثلاجة سمكة كبيرة في المجمدة  قال لأكبر العتالين هذه السمكة من حصتك لاني اراك متفانيا بعملك.

كان الجيران يراقبون المشهد وهم في حيرة من امرهم .المشرف على العملية ضابط ويحمل الرتبة العسكرية وأوسمة الشجاعة وصاحب الدار غائبا .لكنهم اقتنعوا بان مالك الدار هو الذي اوعز لهذا الضابط الذي اقل رتبة منه بان يقوم بإجراءات نقل اثاث بيته وعليه كانوا مطمئنين.

بعد ان استكمل رصف اثاث البيت في العجلة وصعد العمال الى سيارة الحمل اشار الى طفل كان يراقب المشهد فنادى عليه ليعطيه خمسة دنانير.

انطلقت الشاحنة الى مكان قد أعده لوضع المسروقات ومن ثم بيعها.وصل هشام إعجيلة الى المكان المحدد وافرغوا الشاحنة .شكر العمال وسلمهم اجرهم شاكرا لهم جهودهم وقد وعدهم سيطلبهم مرة اخرى لعملية اخرى.هؤلاء لن يعلموا ان ما قاموا به هو عملية سطو.

من اصدقاءه المقربين واسمه عفيف ،كان معجبا به جدا لما يمتلك من جرأة قل نظيرها وتخفيه عن انظار الشرطة والأجهزة الامنية.

وكما هو معروف ان الطريدة لابد ان تقع في شباك الصياد ،ها هو هشام إعجيلة تم القبض عليه وليودع السجن ليقدم الى المحكمة وينال جزاءه.امضى فترة في الحبس حتى حان موعد محاكمته.اصطحبه اثنان من الشرطة وقد ربطت يديه وتوجهوا الثلاثة الى المحكمة.احد المرافقين الشرطة قال لنأخذ تكسي كي نتلافى الازدحام وافق الاخر.بعد قليل توقفت سيارة تكسي كانت مارة فصعدوا اليها.شاءت الصدف ان سائق التاكسي كان من الحي الذي يسكنه هشام ،لم يكلمه لكنه اومأ له بعينيه من اجل التخلص من الشرطيين .هشام إعجيلة لظرافته وذكاءه جعل الشرطي يفتح قفل يديه ووعدهم بتناول وجبة فطور قبل الذهاب الى المحكمة معللا ان الوقت هناك سيطول حتى يأتي دوره في النطق بالحكم.لم يكن في المطعم غيرهم في ذلك الوقت لان الوقت مبكرا.استغل هشام إعجيلة انشغال الشرطيين بتناول الفطور.فهم سائق التاكسي بان عليه مساعدة ابن الحي في التخلص من قبضة الشرطيين.اثناء تناولهم للأكل وإذا بهشام يوجه لكمة لكل الشرطيين وبسرعة فائقة افقدت الشرطيين صوابهما وليهرب مع سائق التاكسي الى جهة غير معلومة.

بعد ان علمت الشرطة والأجهزة الامنية بما جرى صبيحة ذلك اليوم وبدأ البحث عن هشام إعجيلة،قرر هشام الهرب في ذلك اليوم الى ذويه في المحافظات الجنوبية ليختفي عن الانظار حتى يهدأ البحث عنه ومن ثم يعود الى العاصمة ليمارس هوايته المفضلة.

امضى ابن إعجيلة فترة بين الاقرباء الذين يعرفون بسوابق اعماله فكانوا معه يتناولون مغامراته والمواقف التي يتخلص منها بأعجوبة وكثيرا ما يزيدها مبالغة.

اقام علاقات مع بعض الشباب الذين على شاكلته.وكما هو معروف للناس شبيه الشيء منجذب اليه.الاجهزة الامنية وشرطة تلك المنطقة لم يتعرفوا اليه لأنه كان قد امتلك هوية شخصية مزورة باسم آخر.مكث هناك عن الاقرباء مدة ثلاثة اشهر.لم يستطع البقاء اكثر من ذلك لان لديه في العاصمة والدة وزوجة.قرر العودة الى الاهل بالرغم من النصائح التي تلقاها من الاصدقاء الجدد والأقرباء.لم يستمع اليهم وقرر العودة.

الاجهزة الامنية في العاصمة ليس كما هي في المحافظات الاخرى.لا زال البحث جاريا وصوره موزعة على مراكز الشرطة وعند مكاتب الاجهزة الامنية.

ذات يوم عندما كان جاسا في احد النوادي الليلة ومستمتعا بوقته وبصحبة اصدقاءه وإذا بستتة من رجال الامن وبزي مدني مدججين بالسلاح الفردي اشهروا سلاحهم بوجه من كان معه مهدديهم ان لا يقوموا بأي عمل يسبب لهم الاذى.تم القبض على هشام إعجيلة ليساق الى مركز الشرطة وقد اوصى من كان يرأس المجموعة الامنية بان يأخذوا الحذر منه لأنه شخص خطير جدا .

قبل اين يعود الى العاصمة طلب من والدته وزوجته ان ينتقلوا الى دار أًخرى ،لكن بعد ان تم القبض عليه ادلى بكل المعلومات عن سكنهم الجديد.

لم يحضر هشام الى المنزل تلك الليلة كعادته .لم تنم والدته حتى الصباح .في التاسعة صباحا وإذا بصوت طرق على باب الدار.هرعت ام هشام وهي تنادي وليدي هشام ،ما أن فتحت الباب وإذا بالشرطة يندفعون الى داخل البيت .كانت امه مذعورة وتسأل هل اصاب هويشم مكروه؟لم يسمعوا ما نطقت به وراحوا الى داخل الغرفة وإذا بزوجته نائمة.ايقظوها وبغلاظه شديدة.استجوبوا والدته وزوجته عن الادوات التي يستخدمها في سرقة البيوت والأسلحة النارية والباردة التي يمتلكها.عثروا على سكينا اوتوماتيكية وعدة مفاتيح مختلفة الاحجام وآلات لفتح الابواب.

خرجوا من المنزل قائلين لزوجته ووالدته تبا لهذه التربية .سينال القصاص بأسرع وقت حتى يتخلص الوطن من هذا الوغد المجرم.

في المحكمة كان هناك ادعاءات كثيرة من ضمنها قتل اشخاص من اجل السرقة تم الكشف عنها بعد القبض عليه.

تم الحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص لأنه كان جنديا هاربا من خدمة العلم.

اترك تعليقاً