أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تصاعد الضغوط على الحكومة في إسرائيل لإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن
مشاركون في دفن الرهينة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي قتل في قطاع غزة في الثاني من أيلول/سبتمبر 2024 © غيل كوهين ماجين / صورة مشتركة/ا ف ب

تصاعد الضغوط على الحكومة في إسرائيل لإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن

فيينا / الأثنين 02. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين “الصفح” من عائلات ستة رهائن انتشلت جثثهم من نفق في جنوب قطاع غزة نهاية الأسبوع، فيما تتزايد الضغوط على الحكومة من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في الأراضي الفلسطينية.

وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي متلفز “أطلب منكم الصفح لعدم إعادتهم أحياء. كنا قريبين لكننا لم ننجح. ستدفع حماس ثمنا باهظا للغاية”.

وأضاف أن “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا… السيطرة على محور فيلادلفيا تضمن عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة”. وتطالب حماس من جهتها بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع الفلسطيني.

وأثار العثور على جثث الرهائن في نفق بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة غضبا عارما في الدولة العبرية ودعوة إلى إضراب التزمت به بعض المناطق والقطاعات قبل أن تصدر محكمة إسرائيلية قرارا بوضع حدّ له.

ودعا الاتحاد العام لعمال إسرائيل (هستدروت) الذي يعدّ أبرز نقابة عمالية في البلاد، الأحد إلى “إضراب عام” دعما للرهائن ودفعا نحو التوصل إلى اتفاق.

وأعلنت بلديات عدّة الإثنين التزامها بالإضراب، ومنها تل أبيب وحيفا (شمال) حيث أغلقت المدارس والجامعات. وتأثرت وسائل النقل العام التي تديرها شركات خاصة جزئيا بالإضراب، وكذلك حركة المطار.

ولم تلتزم بلديات أخرى مثل القدس وعسقلان بالإضراب، وبقيت الحركة فيها على طبيعتها.

وخرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع الاثنين في تل أبيب وفي القدس وغيرها من المناطق، غداة تظاهرات حاشدة في كل أنحاء البلاد، للمطالبة بإعادة الرهائن.

في واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أن نتانياهو لا يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

لكنه قال أيضا إن المفاوضين “قريبون للغاية” من التوصل إلى اقتراح نهائي لتقديمه إلى إسرائيل وحماس.

وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر، جهود وساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تهدف إلى إبرام اتفاق هدنة في الحرب المتواصلة منذ نحو 11 شهرا بين الطرفين في غزة، يتيح الإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.

وفي المملكة المتحدة، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي الاثنين تعليق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرا أمام البرلمان إلى “خطر واضح” من إمكان استخدامها في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.

وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي القرار، قائلا عبر منصة إكس “أشعر بخيبة أمل شديدة بعدما علمت بالعقوبات التي فرضتها حكومة المملكة المتحدة على تراخيص التصدير إلى المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية”.

“مسافة قريبة جدا”

جانب من تظاهرة في تل أبيب 1 أيلول/سبتمبر 2024 تطالب بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة بعد عثور الجيش على جثث ستة رهائن في نفق في القطاع الفلسطينيجانب من تظاهرة في تل أبيب 1 أيلول/سبتمبر 2024 تطالب بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة بعد عثور الجيش على جثث ستة رهائن في نفق في القطاع الفلسطيني © أورين زيف / ا ف ب

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه عثر السبت على جثث الرهائن كرمل غات، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية، وألموغ ساروسي، وأوري دانينو، في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة.

ودفن ما لا يقل عن أربعة منهم الأحد في حضور أقاربهم المفجوعين. ودُفن هيرش غولدبرغ بولين الاثنين.

وصرّح الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال مراسم دفن بولين “أعتذر نيابة عن دولة إسرائيل لأننا فشلنا في حمايتكم خلال الكارثة الرهيبة التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر (يوم هجوم حماس على جنوب إسرائيل حيث أخذ هيرش غولدبرغ بولين رهينة)، ولأننا فشلنا في إعادتك إلى وطنك سالما”.

وقالت والدته رايشتل “هيرش، أريدك أن تساعدنا على البقاء أقوياء، أن تساعدنا على المضي قدما”.

في واشنطن، قال البيت الأبيض في بيان بعد اجتماع عقده بايدن ونائبته كامالا هاريس مع المفاوضين الأميركيين إن “الرئيس بايدن أعرب عن حزنه وغضبه إزاء جريمة القتل، وأكد مجددا على أهمية محاسبة قادة حماس”.

بدوره، قال جان-مارك ليلينغ، وهو صديق لعائلة بولين لوكالة فرانس برس، إن هيرش كان شخصا “يؤمن بالتعايش مع الفلسطينيين”.

وقال جيل ديكمان، وهو قريب كرمل غات، عن إضراب الاثنين “آمل حقا بأن تكون هذه نقطة تحول”.

واتهم نتانياهو الاثنين حماس بأنها “أعدمت” الرهائن بطلقات على “مؤخر الرأس”.

في المقابل، حمّل عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن.

خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، خُطف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة.

وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 40786 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

تطعيم

ميدانيا في قطاع غزة، تواصلت المعارك والقصف الإثنين تزامنا مع اليوم الثاني من “هدن إنسانية” محلية لتسهيل حملة تلقيح بعد رصد أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال منذ 25 عاما.

وأفاد الدفاع المدني عن مقتل شخصين جراء إصابة مبنى سكني بصاروخ في مدينة غزة.

ووقعت غارات جوية على النصيرات في وسط القطاع المحاصر.

ومساء الاثنين، أفاد الدفاع المدني عن مقتل خمسة أشخاص في غارة إسرائيلية أمام مدرسة في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة.

وقالت وسام العمري، وهي واحدة من الشهود العيان لوكالة فرانس برس إنه كان هناك أطفال بين القتلى وأوضحت “ناس نازحون كانوا يشتروا من الباعة. قصفوا الصغار كلهم. صغار أصبحوا أشلاء. لقد قتلوا الاطفال، يكفي يكفي إلى أين”.

طفل يتلقى لقاحا ضد شلل الأطفال في الزوايدة في وسط قطاع غزة في الأول من أيلول/سبتمبر 2024طفل يتلقى لقاحا ضد شلل الأطفال في الزوايدة في وسط قطاع غزة في الأول من أيلول/سبتمبر 2024 © إياد البابا / ا ف ب

أدت الحرب إلى كارثة إنسانية وصحية وتسببت في نزوح القسم الأكبر من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

والأحد، شهدت المنطقة الوسطى في القطاع المحاصر بضع ساعات من الهدوء مع إطلاق حملة واسعة النطاق للتطعيم ضد شلل الأطفال.

وأعلنت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج أن 87 ألف طفل تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح الأحد في وسط غزة.

وأشارت إلى أن طوابير الانتظار كانت أقصر الاثنين، لكنّه “أمر متوقع”.

وأضافت أن “التحدي الأكبر الآن يتمثّل في التأكد من أن الجميع يمكنهم الوصول بأمان” إلى مراكز التطعيم.

وزار منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند غزة الاثنين وقال إن “المدنيين ما زالوا يتحملون وطأة هذا الصراع”.

وأضاف “أنا أدين بشكل لا لبس فيه العدد المروع للقتلى المدنيين في غزة”.

“لا أحد يجرؤ على الخروج”

في الأثناء، واصلت إسرائيل عمليتها العسكرية الواسعة النطاق لليوم السادس على التوالي في شمال الضفة الغربية التي تحتلها منذ العام 1967.

في مدينة جنين، بدت الشوارع مقفرة وأغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها الاثنين، مع سماع دوي انفجارات واشتباكات.

وأظهر فيديو لفرانس برس مجموعات من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين يغادرون منازلهم في مخيم جنين وهم يرفعون الرايات البيضاء.

وقال مسؤولون محليون إن جرافات إسرائيلية في وسط مدينة جنين ومناطق أخرى ألحقت أضرارا بالبنية التحتية بما في ذلك أنظمة المياه.

وقتل ما لا يقل عن 26 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ الأربعاء، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية. وقالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي، إن 14 على الأقل من إجمالي القتلى في الضفة هم من عناصرهما.

كما قتل جندي إسرائيلي في شمال الضفة منذ بدء العملية.

وعلى الحدود اللبنانية الاسرائيلية، ما زال الوضع متوترا.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخصين جراء غارة اسرائيلية استهدفت الإثنين سيارة في بلدة الناقورة في جنوب لبنان.

اترك تعليقاً