فيينا / الخميس 19. 09 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
تم تهريب موتي مامان (73 عامًا) إلى إيران مرتين لعقد اجتماعات مع مسؤولي استخبارات حاولوا تكليفه باغتيالات ومهام أخرى؛ محاميه: لقد أخطأ في الحكم.
أعلنت السلطات الإسرائيلية الخميس اعتقال مواطن إسرائيلي يهودي الشهر الماضي بعد أن زُعم أن إيران جندته لتنفيذ مخطط لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي أو وزير الدفاع أو رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال بيان مشترك للشاباك والشرطة الإسرائيلية إن المشتبه به تم تهريبه إلى إيران مرتين وتلقى أموالا مقابل تنفيذ مهام نيابة عن طهران.
وجاء هذا الإعلان في وقت تقف فيه إسرائيل على شفا حرب شاملة مع وكيل إيران في لبنان، حزب الله، بعد تفجير أجهزة اتصال إلكترونية بحوزة أعضاء الحزب في سلسلة من الانفجارات التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت إسرائيل أن حزب الله خطط لاغتيال مسؤولين دفاعيين سابقين رفيعي المستوى، أحدهم موشيه يعلون، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق.
وتم توجيه لائحة اتهام ضد المشتبه به، الذي تم الكشف أنه موتي مامان (73 عاما) من مدينة عسقلان الجنوبية يوم الخميس، وبعد ذلك كشف الشاباك عن تفاصيل التحقيق.
وبحسب تحقيقات الشاباك والشرطة، فإن مامان هو رجل أعمال عاش لفترات طويلة في تركيا، حيث كانت له علاقات تجارية واجتماعية مع مواطنين أتراك وإيرانيين.
وفي إبريل من هذا العام، وافق مامان، من خلال وساطة شخصين تركيان – قال الشاباك أنهما أندريه فاروق أصلان وجونيد أصلان – على لقاء رجل أعمال ثري يعيش في إيران يدعى إيدي، لمناقشة نشاط تجاري.
وسافر مامان إلى مدينة السويدية التركية القريبة من سوريا، والتقى مع اثنين من ممثلي رجل الأعمال الإيراني، بحسب الشاباك. وفي السويدية، أجرى المشتبه به الإسرائيلي والرجل الإيراني مكالمة هاتفية بعد أن عجز الأخير عن مغادرة إيران.
وقال الشاباك إن المشتبه به عاد في مايو الماضي إلى تركيا للقاء أندريه وجونيد وممثلي إيدي
وبعد أن عجز رجل الأعمال الإيراني عن مغادرة إيران لعقد لقاء في تركيا مرة أخرى، تم تهريب مامان إلى إيران عبر معبر بري بالقرب من مدينة وان بشرق تركيا، بحسب جهاز الأمن.
وداخل إيران، التقى مامان بإيدي وشخص آخر يُدعى خواجة، والذي قدّم نفسه كعضو في قوات الأمن الإيرانية. ووفقا للتحقيق، قدّم مامان نفسه كمواطن إسرائيلي خلال اجتماع في منزل إيدي في إيران.
وخلال ذلك الاجتماع، اقترح إيدي على المشتبه به الإسرائيلي تنفيذ مهام مختلفة في إسرائيل لصالح النظام الإيراني، بما في ذلك وضع أموال أو مسدس في أماكن محددة، والتقاط صور لمناطق عامة مزدحمة، وتهديد المدنيين الإسرائيليين الآخرين الذين كانوا يعملون لصالح إيران ولم ينفذوا مهماتهم، بحسب ما وجد الشاباك.
وقال مامان إنه سينظر في الأمر وعاد إلى تركيا ثم إلى إسرائيل. وفي أغسطس عاد إلى إيران للمرة الثانية. وتم تهريبه إلى البلاد عبر معبر بري من تركيا، بينما كان مختبئًا داخل شاحنة، بحسب التحقيق.
وقال جهاز الأمن إن مامان التقى في منزل إيدي بمسؤولين في الاستخبارات الإيرانية، الذين طلبوا منه “تطوير هجمات اغتيال” ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو وزير الدفاع يوآف غالانت، أو رئيس الشاباك رونين بار.
وبحسب التحقيق، نظر مسؤولو الاستخبارات الإيرانية أيضًا في إمكانية اغتيال مسؤولين كبار آخرين، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.
وقال الشاباك إن المسؤولين الإيرانيين اعتبروا خطط الاغتيال بمثابة انتقام لمقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو الماضي، والذي نسب إلى إسرائيل.
وبحسب التحقيق، طلب مامان مليون دولار مقدمًا قبل تنفيذ أي من المهام.
وفي اليوم التالي، التقى المشتبه به الإسرائيلي مرة أخرى بمسؤولي الاستخبارات الإيرانية، حيث ناقشوا مرة أخرى خطط اغتيال مسؤولين إسرائيليين كبار، قال الشاباك.
وخلال ذلك الاجتماع، وفقًا للتحقيق، طلب من مامان أيضًا أن يضع أموالًا في أماكن مختلفة في إسرائيل لصالح آخرين يتم تشغيلهم من قبل إيران. وتشمل الخطط الأخرى التي تم اقتراحها في الاجتماع أن يقوم مامان بالتواصل مع أشخاص روس أو أميركيين وتكليفهم باغتيال معارضين إيرانيين في أوروبا والولايات المتحدة، وتجنيد عضو في الموساد كعميل مزدوج.
وفي ذلك الاجتماع أيضا، طلب مامان مليون دولار مقدما، لكن عملاء الاستخبارات الإيرانية رفضوا طلبه وقالوا إنهم سيتواصلون معه في المستقبل، قال الشاباك.
وبحسب التحقيق، قبل مغادرته إيران للمرة الثانية، حصل مامان على مبلغ 5 آلاف يورو من أحد عناصر الاستخبارات الإيرانية مقابل مشاركته في الاجتماعات.
واعتقلته السلطات الإسرائيلية عند عودته إلى إسرائيل في أغسطس
“أخطأ في الحكم”
ونقلت قناة 12 الإخبارية عن مامان قوله للمحققين “من الجيد أنكم اعتقلتموني، لا أعرف إلى أين كانت الأمور قد تصل”.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل التحقيق للقناة إن المشتبه به لم ينكر الاتهامات طوال فترة الاستجواب. وقال محامي مامان إن موكله “أخطأ في الحكم” وأنه يتعاون بشكل كامل مع السلطات في التحقيق.
وقال المحامي إيال بيسرغليك “لم نر بعد المواد التحقيقية، لذا من الصعب في هذه المرحلة الخوض في تفاصيل القضية”.
وأضاف بيسرغليك “يمكن القول بالفعل إن هذا الشخص قدم مساعدة كبيرة لأجهزة الأمن في دولة إسرائيل، وأبناؤه يخدمون في قوات الأمن، وأنه أخطأ في الحكم في سياق عمله”، وأن موكله “تعاون ويواصل التعاون الكامل مع السلطات”.
وقال مسؤول كبير في الشاباك أن القضية “خطيرة للغاية، وهي مثال على الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الاستخبارات الإيرانية لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتعزيز الأنشطة الإرهابية في إسرائيل”.
وقال المسؤول إن الشاباك يقدر أن إيران ستواصل جهودها لتجنيد مدنيين إسرائيليين لمهام تجسس وتنفيذ هجمات، وخاصة من خلال الاتصال بإسرائيليين لديهم خلفية إجرامية.
وقال المسؤول “في الوقت الذي تخوض فيه دولة إسرائيل حربا على عدة جبهات، يذهب مواطن إسرائيلي إلى دولة معادية في مناسبتين مختلفتين، ويلتقي بعناصر استخبارات إيرانية، ويعرب عن استعداده لتنفيذ أعمال إرهابية خطيرة على الأراضي الإسرائيلية. لقد ساعدت أفعاله إيران وعناصر استخباراتها في حملتهم ضد إسرائيل”.
وقال جهاز الأمن إن تصرفات المشتبه به “تشكل جريمة أمنية خطيرة، حتى عندما يكون الدافع وراء الاتصال [مع المسؤولين الإيرانيين] جنائيا أو متعلقا بالأعمال التجارية”.
وأضاف أن “جهاز الأمن العام يعتبر أي اتصال بين إسرائيليين وعناصر إيرانية خطيرا. ورغم أن الدافع وراء الاتصال في المقام الأول هو ذريعة تجارية أو جنائية، فإن هذا لا يقلل من خطورة الأفعال”.
وأعلن الشاباك في الأشهر الأخيرة عن سلسلة من المؤامرات الإيرانية المزعومة، حيث حاولت إيران خداع الإسرائيليين عبر الإنترنت لتنفيذ مهام لصالحها، بما في ذلك مخطط تم الكشف عنه في يناير حيث تم تجنيد إسرائيليين لجمع معلومات استخباراتية عن شخصيات بارزة.
المصدر / اوف تايمز الاسرائيلية
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك