فيينا / الأربعاء 08 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
دعت منظمات حقوقية السلطات السورية الجديدة الى إجراء تحقيق بعد ظهور وزير العدل شادي الويسي حاضرا أثناء إعدام امرأتين ميدانيا، في مقطعي فيديو جرى تداولهما عبر الانترنت، ويعود تاريخ نشرهما إلى العام 2015.
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع في الأيام الأخيرة، مقطعي فيديو يظهر في أحدهما مسلحون يطلبون من امرأة محجبة متهمة بالدعارة أن تركع في وسط الشارع، قبل أن يطلق أحدهم النار على رأسها ويرديها.
وفي مقطع آخر، يظهر مسلح النار وهو يطلق على رأس امرأة أخرى، فور تلاوة حكم إعدام بحقها بتهمة “الدعارة” أيضا.
ويظهر الويسي في المقطع الأول وهو يصوّر الواقعة عبر هاتف خلوي، بينما يتلو حكم الإعدام الميداني في المقطع الثاني، ما أثار انتقادات شديدة ومطالبات بإقالته.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ظهور الويسي في المقطعين اللذين سبق للمرصد أن وثقهما ويعود تاريخ نشرهما إلى عام 2015.
وقال إن الويسي كان آنذاك قاضي شرع لدى “جبهة النصرة” التي أعلنت في العام اللاحق فكّ ارتباطها عن تنظيم القاعدة وغيّرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام.
وقادت الهيئة هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى الاطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
لا تعليق
وردا على سؤال لفرانس برس حول ظهور الويسي في الفيديو، قال مصدر في الإدارة السورية الجديدة لفرانس برس “لا تعليق متاحا حاليا” بهذا الصدد.
ورأت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش هبة زيادين إن تورط الويسي الظاهر في الإعدام الميداني للمرأتين “يثير تساؤلات معقدة بشأن المساءلة والعدالة”، معتبرة أن “إجراء تحقيق شفاف ومستقل.. أمر بالغ الأهمية”.
واعتبرت أن “استمرار الويسي في أداء دوره الحكومي” رغم تداول مقطعي الفيديو “يبعث برسالة مقلقة حول التزام الإدارة بالعدالة والمساءلة”.
ورغم أن هيئة تحرير الشام قطعت روابطها مع تنظيم القاعدة قبل سنوات، يخشى سوريون كثر من توجهها لإقامة نظام حكم ديني متشدد وتهميش دور المرأة، رغم رسائل طمانة يوجهها المسؤولون لمختلف المكونات السورية والمجتمع الدولي.
مطالب بالإقالة
ودعا مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة محمد العبد الله إلى إقالة الويسي، واصفا تعيينه كوزير للعدل بأنه “فضيحة”.
وقال “هذا يبعث بأسوأ رسالة للجميع في سوريا وخارجها”، مضيفا “هذان فقط مقطعا فيديو… وقد تكون الأمور في الواقع أسوأ من ذلك”.
وأعرب المتحدث الحقوقي عن مخاوفه من أن تدفع حوادث مماثلة القيادة الجديدة في سوريا إلى تجنّب “الانخراط في أي عمليات حقيقية للعدالة الانتقالية” تجنبا للمساءلة.
ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق بعد إطاحتها الأسد في الثامن من ديسمبر، يكرّر موفدون دوليون يزورون دمشق تباعا، أهمية أن تكون العملية السياسية في البلاد جامعة تكفل احترام الحقوق المدنية والحريات الأساسية.
وأثار المقطعان غضب سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتبت الناشطة النسوية رويدة كنعان على فيسبوك “المطلوب حاليا إقالة وزير العدل شادي الويسي لأنه كارثة على مستقبل سوريا والسوريين والسوريات”.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات