فيينا / الأربعاء 12 . 02 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
نوال الوزاني / المغرب
أحبُّ التفاصيل:
الشتاء وأولئك الذين مع ثلجه وأحاديثه. أولئك هم تفاصيله، وهم موقده، هم
حنينُه وعشقُه. ليتكَ تكن مِثلهم
الريحُ تتلو قصائدَ البردِ، هل أنت مِثل الشتاء؟ ومِثل أنين أشجاره، واستعدادها، لصقيع طويل؟
ها هو الشجر بين الزوايا، يكتبُ سطوراً، لعلها كالمرايا، أنظرُ إليها.
يغفوُ شبابكُ، يغفو واقِعاً تحت الندى
يكتبُ حنيناً ودمعاً خفيّاً، فهل هو عيون تبصرُ؟
حُلمكَ يُريد أن يبقى، يُريد مكوثاً، ويُريد بيتاً.
تُحدّث الرياحَ الغيمَ، حديثهُا سرابٌ.
يا غيم الشوق ويا زاد الثرى
يا سفراً في السماء
طينٌ ذو رائحةٍ منكَ، يرفرفُ في الأجواء
المدى، ها هو بين راحتيك، الأمواج، ها هي لكّ، الرياحُ ، ها هي تدنو منكِ
بردكَ ودفؤك، يتعانقان.
المنازلُ ترومُ البقاء
الدفءُ نبحث عنه في راحتينا
بينما الغيمُ حضنٌ لا يزول.
أحبُّ النارَ وموقدَها، أحبُّ المساء وسعادتَه بنا
إليكَ النار وهي تبرد عندكَ، إليك الصقيع، بينما مواعيده مثل الزهور
أجمعُ هؤلاء، كصداقةٍ، كأحبابٍ للذكريات.
يا فصل الصفاء
أعشقُ تفاصيلكَ، سيدنو منها الولعُ، وسيكون وفيراً
والحلمُ غزيراً، والجليد عزيزاً: كلّهم طرقات مُبلّله، نحو الرمال.
طفلٌ يرفعُ يدَه، لا بدّ أن يفعل هكذا،
فلديه رياحي، ومطري ورجائي.
نحن في آذار، نحن في أرضه وفي تفاصيله .
مِثل شاعرٍ، يغني لي الكون، كبسالة الجندي.
يشاركني المطر أثقالي، ونحن سعيدان، نحنُ حضنٌ واحدٌ للكون.
ما نحن سوى الحياة
ما نحن
إلّا فصلٌ للبقاء.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات