فيينا / الأربعاء 26 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
وداد عبد الزهرة فاخر*
كان ذلك العام 1964 من القرن الماضي عندما اخذت حقيبة يد ، وذهبت الى ساحة ام البروم بالبصرة ، حيث تقف سيارات تاكسي
وباصات صغيرة ، للنقل بين البصرة والكويت انذاك ، ولا فيزا ولا اي شئ ، كون لا توجد حكومة ، او مؤسسات ولا يوجد سوى سوقين بوسط الكويت .
سألت المنادين بالساحة عن الاسعار، اخبروني التاكسي بدينار عراقي لحدود الكويت ، وكانت المطلاع .. لكن الباص يدخل للكويت لمنطقة المرقاب بنصف دينار عراقي. وكوني طالب وكان الشهر الثاني من الاجازة الصيفية شهر آب ، فضلت الباص ارخص ويدخلني للكويت ..
قضيت اربعة ايام للفرجة ، ولم تك هناك لا اسواق ولا ابنية او اي شوارع بالمدينة ، سوى بيوت قديمة من طين بمنطقة الشرق .. وكانت ساحة الصفاة هي مركز المدينة وفيها اربع ادارات للدولة ” ادارة الشرطة ، وادارة الدفاع ، ودائرة للبريد ، وادارة للتربية ” .
وسوقين قديمين ” سوق الغربللي ، وسوق واچف ، بمنطقة المباركية .. وبالطرف الأيمن من المنطقة نساء يجلسن على الارض يبعن امور نسائية مثل ” الحنة، والديرم ، وامشاط خشبية للنساء وغيرها ..” .
وكنت يوما اجلس مع صديقي وابن محلتي ” توفيق عبد الحسن الستراوي ” الذي يعيش حاليا بانكلترا ، نسيبي حاليا حيث تزوج احد ابناءه بنتي الصغرى، في محل ابن عمه الاكبر وزوج اخته الكبرى ، حيث يقضي العطلة الصيفية عند بيت عمه الكويتي ، وكان المحل بسوق واچف، والسوق عبارة عن صفين متقابلين من المحلات القديمة ، ويبيعون بمحل ابن عم صديقي احذية مصفوفة على الارض فوق كارتون كل حذاء ، ولم يكن هناك فترينات زجاجية او اي شيء ..
توقفت سيارة اولدوزموبيل موديل 1964 ، اي آخر موديل بباب المحل ونزل شخص يلبس دشداشة بيضاء ، ولديه ضفيرتين طويلتين تتدليان خلف ظهره ، وحافي القدمين ..
دخل دون ان يلقي التحية ونظر للاحذية المصفوفة فوق الكارتونات بغرابة ودهشه ، وسالنا :
وشو هذا؟
اجبناه احذية.
رد وشو احذية؟
اشرنا لاحذيتنا له ، وقلنا مثل هذه تلبس بالقدمين.
سكت للحظة ، وعاد يسأل :
بچم الوحدة ؟
رد عليه صديقي : 3 دنانير ..
عاد ينظر للاحذية بدهشة وغرابة عجيبة …
ثم خرج مثلما دخل المحل .. وتحرك مبتعدا خارج السوق الصغير بسيارته ….
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات