الرئيسية / تجارة واقتصاد / العراق يعود للمستعمر والمستغل السابق شركة BP من أجل أن يبيع برزاني نفط كركوك : العراق يوقع مع «بي بي» البريطانية عقود تطوير وإنتاج 4 حقول نفطية في كركوك

العراق يعود للمستعمر والمستغل السابق شركة BP من أجل أن يبيع برزاني نفط كركوك : العراق يوقع مع «بي بي» البريطانية عقود تطوير وإنتاج 4 حقول نفطية في كركوك

فيينا / الأربعاء 26 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

يستمر العراق بتدارك الإنعكاسات السلبية لسريان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص بإنهاء الإعفاءات التي منحتها واشنطن لبغداد المتعلقة باستيراد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران، إذ وقعت الحكومة، اليوم الأربعاء، عقد تطوير وإنتاج النفط من أربعة حقول في كركوك، مع شركة “بي بي” البريطانية، في خطوة من شأنها دعم جهوده الرامية لزيادة إنتاجه النفطي إلى 6 ملايين برميل بحلول 2029.

ويعد العراق هو في طليعة البلدان التي تحتوي على احتياطيات ضخمة سواء في ما يتعلق بالنفط أو الغاز، إلا انه لم يجر استغلال تلك الثروات الهائلة طيلة الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003، ويتم الاعتماد بشكل كلي على الغاز المستورد من إيران، لتشغيل المحطات الكهربائية الغازية.

وفي 8 آذار مارس الجاري، انتهت مدة الاستثناء الذي أعطته الولايات المتحدة للعراق من العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي فإن حكومة بغداد لن تتمكن من استيراد الغاز الإيراني اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في عموم البلاد.

وذكر بيان لمكتب رئاسة الوزراء، تلقته “العالم الجديد”، أن “رئيس مجلس الوزراء رعى اليوم، مراسم توقيع عقد بين وزارة النفط وشركة (BP) البريطانية، بشأن مشروع تطوير وإنتاج الحقول النفطية الأربعة في كركوك، وهي؛ (كركوك بقبتيه (بابا وافانا)، و باي حسن، و جمبور، وخباز)”.

وأضاف أن “العقد يشمل إعادة تأهيل وتطوير الحقول الأربعة لتعزيز احتياطات الثروة الهيدروكربونية، وزيادة معدلات إنتاج النفط الخام بهدف الوصول إلى معدل إنتاج ذروة يبلغ (420) ألف برميل/ يوم، واستثمار الغاز المصاحب من خلال تأهيل وتوسيع منشآت شركة غاز الشمال لإنتاج (400) مليون قدم مكعب قياسي/ يوم، وإنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميكاواط”.

وتابع أن “المشروع سيسهم في إيقاف الحرق المستمر للغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام، من خلال استغلاله بصورة مثلى، وتوفير الوقود اللازم لمحطات الطاقة الكهربائية، فضلاً عن استيعاب الأيدي العاملة بمختلف الاختصاصات، وتطوير الكوادر الفنية والهندسية العاملة”.

وتخطط شركة بي بي البريطانية لاستثمار نحو 25 مليار دولار في تطوير حقول النفط الـ4، بما في ذلك الاستثمارات في النفط والغاز والطاقة والمياه.

وتعيد صفقة حقول النفط والغاز في كركوك شركة بي بي إلى العمل على تطوير احتياطيات نفطية في العراق تزيد على 9 مليارات برميل بعد غياب دام نحو 6 سنوات، منذ أن انسحب في أواخر عام 2019 من حقل كركوك بعد انتهاء عقد الخدمة الذي أبرمته عام 2013، دون التوصل إلى اتفاق بشأن توسعة الحقل.

من المتوقع أن تساعد صفقة تطوير حقول النفط في كركوك في إنعاش الإنتاج بشركة نفط الشمال، التي عانت خلال الـ10 سنوات الماضية بسبب الأحداث الإرهابية وسيطرة تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من البلاد.

الجدير بالذكر أن شركة بي بي وافقت في كانون الأول ديسمبر 2024، على الشروط الفنية لتطوير حقول النفط في كركوك، وتبع ذلك الاتفاق على كل الشروط التعاقدية، الذي أعلن في 25 شباط فبراير 2025.

وتعتبر “بي بي” شركة بريطانية، ثالث أكبر شركة نفط خاصة في العالم بعد “إكسون موبيل” و”شل”، وكانت قد ساهمت في استكشاف النفط في كركوك في العام 1927.

وكانت حكومة كردستان، قد أصدرت بيانا غاضبا في 13 كانون الثاني يناير الماضي، لوحت فيه إلى الاستفتاء والمادة 140 من الدستور العراقي لسنة 2005، إثر قيام حكومة بغداد باستثمار حقول كركوك، مبينة أنه بموجب المادتين 110 و115 من الدستور العراقي لعام 2005، تتمتع حكومة إقليم كردستان بحق مطلق ومن جانب واحد في إدارة حقول النفط والغاز المكتشفة حديثاً، كما تنص المادة 112 أيضا على أن تقوم الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم بإدارة مشتركة لحقول النفط والغاز المكتشفة سابقا.

وكان خبير النفط والطاقة كوفند شيرواني، قال في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، إن “شركة بي بي، كانت متعاقدة مع وزارة النفط سابقا على تطوير حقول كركوك، لكن بشكل مختلف، فالعقود القديمة كانت بأنموذج عقود الخدمة، أما الأسلوب الجديد الذي تبنته الوزارة في جولات التراخيص الخامسة والسادسة التي وقعت منتصف آب أغسطس الماضي، كانت بأسلوب تقاسم الأرباح”.

وكان اكتشاف نفط كركوك بوابة لتحوّل العراق إلى بلد نفطي، وبدأ تدريجياً الاعتماد بشكلٍ كامل على الإيرادات النفطية بعد معرفة أن العراق يطفو على بحر من النفط.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً