فيينا / الأثنين 28. 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
رسل جمال*
العالم يضج بالاحداث والاخبار، لكن العقل البشري غير مصمم ان يعرف كل اخبار العالم بدقة لان ذلك سيشكل ضغط عليه، ولذلك لايجب التعمق بالاحداث والاستغراق بتحليلها، لسبب بسيط انها ستتغير فجاءة ! لذلك ارتأت ” جريدة السيمر ” ان يكون هذه المساحة بعيدة عن السياسة قريبة من عدة مواضيع متنوعة تشغل المجتمع وتطفو على سطحه لذلك سالفتنا اليوم عن (علم الطاقة ) الذي يعتبر من الظواهر المثيرة للجدل التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل متسارع، وأصبح له تأثير كبير في مجالات عديدة مثل الطب البديل والتنمية الذاتية، لكن يرى البعض أن (علم الطاقة) يعد أحد الأوجه الجديدة للخرافة التي يتم الترويج لها بأسلوب علمي مزيف.
في البداية يعتمد علم الطاقة على الفكرة القائلة بوجود طاقة غير مرئية في الكون تؤثر على الكائنات الحية والجمادات، هذه الطاقة، حسب المتبنين لهذا العلم، يمكن أن تُستخدم لتعزيز الصحة وتحقيق التوازن الداخلي والطاقة الإيجابية، من بين الممارسات التي تُستند إليها هذه الفكرة، نجد العلاج بالريكي، التأمل، والمعالجة بالطاقة الحيوية، ويمكن للقارئ البحث اكثر عن اصل مسميات هذه العلوم، و رغم أن علم الطاقة يشير إلى العديد من المفاهيم التي تبدو علمية، مثل الطاقة الكهرومغناطيسية أو الجزيئية، إلا أنه لا يتوفر على أدلة علمية قوية تدعمه، ويفتقر الى قوى صارمة تحكمه، ولان العلم قائم على فرضيات قابلة للاختبار والتكرار، وهو ما يفتقر إليه علم الطاقة لذلك لا يطمئن له العلماء في الغالب، اذ لا يوجد أي أساس تجريبي أو دراسات علمية محكمة يمكن أن تدعم ادعاءات هذا العلم، مما يجعله قريبًا من الخرافة ، ويكمن خطر تبعات انتشار علم الطاقة التأثير النفسي الذي يمكن أن يترتب على الأفراد، خصوصا البسطاء منهم فعندما يتم الترويج لفكرة أن الطاقة الحيوية أو القوى غير المرئية يمكن أن تعالج الأمراض أو توفر السعادة، فإن ذلك قد يقود الأفراد إلى إهمال العلاج الطبي التقليدي ومن الممكن أن يتسبب ذلك في تفاقم الأوضاع الصحية للأشخاص الذين يعتمدون على هذه العلاجات البديلة دون فحص أو تدقيق علمي.
اما (علم الطاقة) من منظور نقدي، يمكن أن يُعتبر أحد الأوجه الحديثة للخرافة التي تروج لها بعض الشركات والأفراد بدافع تجاري، فالأفراد الذين يمارسون أو يسوقون لهذا النوع من “العلاج” قد يستغلون حاجة الناس للراحة النفسية أو الأمل في العلاج من خلال وعود غير واقعية، وبالتالي، يمكن اعتبار هذا النوع من الممارسات نوعاً جديداً من الخرافة، تتسلل إلى عقول الناس وجيوبهم من خلال تلاعب بالعلم أو إخفاء الحقيقة ، والترويج لبضاعة الخرافة مثل الأحجار المزيفة وغيرها .
ان علم الطاقة ظهر بشكل بارز في الثقافة الشعبية، خاصة في الكتب، الأفلام، والبرامج التلفزيونية. هذه التصورات الثقافية قد ساهمت في ترسيخ هذه الأفكار وجعلها أكثر قبولًا لدى عامة الناس. كما أن المروجين لعلم الطاقة في الإعلام غالبًا يربطون هذه الفكرة بمفاهيم مثل “التوازن” و”التنمية الذاتية”، مما يجعلها تبدو وكأنها علمية ومبنية على أسس ثابتة.
وفي الختام وقبل السلام وعلى الرغم من أن علم الطاقة يتم ترويجه بشكل كبير في العصر الحديث، فإن غياب الأدلة العلمية التي تدعمه يدفع الكثيرين إلى تصنيفه كأحد الأوجه الجديدة للخرافة. وفي حين أن بعض الأشخاص قد يجدون فيه الراحة النفسية أو أملًا في العلاج، فإنه من المهم أن يتم التعامل مع هذه الممارسات بحذر وعدم إهمال الطرق العلاجية الطبية المعترف بها.
*سكرتير التحرير
بغداد / 28 . 04 . 2025
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات