الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / هل يحمل المستقبل حلّا للإختلاف الشيعي ؟

هل يحمل المستقبل حلّا للإختلاف الشيعي ؟

فيينا / الأحد 04 . 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

إختلف الزعماء الشيعة حول دور الفقهاء في حياة الأمة بعد عصر الإمامة :
– هل عليهم مواصلة نهج الأئمة الذين عاشوا بعد استشهاد الحسين عليه السلام- جوَّ الرقابة والعزلة وقلّة الناصرين؟
– أم ينبغي الدعوة للحكم وتأسيس دولة بعد أن أصبح الشيعةُ مئاتَ الملايين، وأعيد تقسيم العالم الجديد، وأطيح بالإمبراطوريات التي حكمت العالم الإسلامي وأنشِئَت بدلا عنها دولٌ جديدة على أساس قوميّ وديني؟

– خصوصا وأن المجتمعات الشيعية (بسبب تبنيها للمواقف المبدئية ورفضها الظلمَ والعدوان) باتَتْ تواجه اليوم تحالفا واسعا من الأعداء الإقليميين والعالميّين، والذين صنفوا “الشيعة” خطرا على طموحات القوى الكبرى في السيطرة على البلاد الإسلامية.

ورغم قوة تيار الزعامة التقليدية ورسوخه في عالم التشيع، يحمل المستقبل القريب ملامحَ التغيير ، إذ ستُرغِم التحدياتُ الأمةَ الشيعيّةَ على حسم خيار إنقيادها بين نمطين من الزعامة :

▪️نمط يتقن إستنباط الأحكام الشرعية على خطى الفقهاء السابقين ، لكنّه يعجز أمام التحديات الجديدة ويعجز عن إتخاذ موقف إزاءها فيميل للعزلة تاركا الأمة في حيرة.

.. وآخر يُتقن إستنباطَ المواقف خلال التحديات المصيرية ، ويمتلك بنفس الوقت قدرا جيدا من أهلية الإجتهاد.

▪️سيتحتّم عليها أن تختار بين زعيم يصلح للفتيا لكن يعجز عن القيادة
.. وقائدٍ لا يهاب التصدّي ولا يعرف التردّدَ.

▪️بين زعيم يبني قراراتِه وفق أولويات مؤسسته العريقة، مقدما إياها حتى لو تزاحمت مع أولويات الأمة ومصلحتها ..
.. وزعيم يرى الأمةَ همَّه الأوّلَ، فيبني قراراتِه وفق مصالحها مقدما إياها على كل الإعتبارات.

▪️بين من يرى واجبه الشرعي حفظ الدماء – وإن اقتضَى التفريطَ بالكرامة والسيادة..
.. وآخر يتحمّل مسؤولية الدماء حفاظا على الكرامة والسيادة.

▪️بين زعيم يؤمن أن رضوخَ الشيعة لحكم الأقليات و قبولهم بالاحتلال أفضل لدنياهم وآخرتهم – مهما تجرعوا من القتل والاضطهاد ، وعومِلوا مواطنين من الدرجة الثانية – فذلك خير لهم من أن يمسكوا الحكم ..!

.. وآخر يرى من حقّ الشيعة أن يقودوا أوطانهم ويواجهوا أعداءهم ويدافعوا عن كرامتهم وينتزعوا حقوقهم – كما تفعل كل الشعوب.

١-٥-٢٠٢٥

المعمار
كتابات في الشأنين العراقي والشيعي

#ليلة_الشهداء
#الجمعة_٢٧٨
#اليوم_١٩٤٦

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً