الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 72): الأسواق (ويمشون في الأسواق)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 72): الأسواق (ويمشون في الأسواق)

فيينا / الأحد 04 . 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في جريدة الشعب عن سوق (البصرة القديمة) وجه الفيحاء المشوّه بتأريخ 4  شباط/فبراير 2023: يعد سوق (البصرة القديمة) من الأسواق التراثية الشعبية الشهيرة في مدينة البصرة. وقد جاءت تسميته نسبة إلى المنطقة المحيطة به، والتي تعد من أقدم مناطق المدينة وتضم بيوتا تراثية (شناشيل). ويوفر السوق مختلف المواد الغذائية والسلع المنزلية، إضافة إلى اللحوم والأسماك. ونظرا لرخص أسعار بضاعته، مقارنة بالأسواق التجارية الأخرى، يرتاده غالبا مواطنون من الشرائح الفقيرة وذات الدخل المحدود. هذا السوق ورغم أهميته التجارية ومكانته التراثية والتاريخية، يعاني منذ سنوات إهمالا حادا في مجال الخدمات. فمن يدخل إليه، خاصة خلال موسم الأمطار، يحتاج إلى أن يرتدي حذاء مطريا، كون أزقته غاصة بالأوحال والمياه الآسنة، فضلا عن النفايات ومخلفات المطاعم وفضلات تنظيف الأسماك والدجاج والخضار التالف. فيما الرائحة الكريهة تنتشر في جميع أرجاء السوق. مأساة خدمية مخجلة: غالبا ما يرتاد زائرو المدينة والسائحون، مثلما حصل خلال أيام بطولة (خليجي 25)، هذا السوق، باعتباره معلما تراثيا معروفا يجسد وجه المدينة القديم. أما الزائرون القادمون من محافظات البلاد، فيرتادون في الغالب سوق السمك، كي يطلعوا على الأسماك البحرية التي تنفرد بها البصرة ويشتروا منها، وأحيانا يصورونها بكاميرات هواتفهم ويرسلون الصور إلى أهاليهم وأصدقائهم، ناقلين معها مشاهد لمأساة خدمية مخجلة. لا نظافة ولا تنظيم: بعض المواطنين لا يفضلون الشراء من هذا السوق، خاصة بالنسبة للأسماك واللحوم، بسبب حجم التلوث الواضح في جميع أزقته. إذ يخشى الناس أن تكون المواد الغذائية الموجودة في السوق معرضة للجراثيم والأوبئة بسبب عدم نظافة المكان واكتظاظه بالبسطات غير المنظمة التي تعرض بضاعتها في الهواء الطلق، الأمر الذي يضعف الإقبال على هذه البضاعة، وبالتالي يضر البائع. وفي المساء، بعد أن يغادر الباعة والمتبضعون السوق، تخرج الجرذان ومختلف القوارض والحيوانات السائبة، لتحتفل وسط أكوام النفايات المتناثرة هنا وهناك. مستثنى من مشاريع الإعمار. خلال السنوات الأخيرة شهدت البصرة مشاريع إعمار وبناء في معظم مناطقها، خاصة في مركز المحافظة. وبالرغم من كون هذا السوق يقع في قلب البصرة، إلا أنه لم يحظَ بأيٍ من تلك المشاريع، ما يكشف عن تقصير حكومي كبير في هذا المجال. ومما أشعر أهالي البصرة بالإحراج والأسف أيضا، هو أن الكثيرين من زائري المدينة من الوفود الخليجية وأبناء المحافظات الأخرى خلال أيام بطولة الخليج، توافدوا على هذا السوق، باعتباره شاخصا تراثيا، وبالتأكيد شاهدوا واقعه المأساوي الذي بدا غير مألوف ومختلفا تماما عن بقية مناطق مركز المحافظة التي وصلتها يد الاعمار. فكان من المفترض أن ينال هذا المكان الاهتمام الذي يستحقه. باعة السمك يهجرون السوق: الكثيرون من باعة السمك في سوق (البصرة القديمة)، وبسبب تدهور الواقع الخدمي في مكان عملهم وضعف إقبال المتبضعين عليهم، اضطروا إلى مغادرة السوق والتحول إلى باعة جوالين. إذ اشترى بعضهم عربة خشبية وآخر ستوتة أو سيارة (بيك آب)، يحمّل فيها اسماكه ويتجول في الأحياء السكنية. هذا الأمر خلق مشكلة جديدة. إذ إن نقل الأسماك وعرضها وبيعها بهذه الصورة مخالف للشروط الصحية، ناهيك عما يخلفه ذلك من فوضى وتشويه لنظام الحركة التجارية في المدينة. ويرى العديد من هؤلاء الباعة، في حديث لـ (طريق الشعب)، أن (من واجب الحكومة المحلية ودوائرها البلدية، الاهتمام بالسوق، من حيث تزويده بالبنى التحتية ومستلزمات التهوية ورفده بخدمات النظافة، فضلا عن تنظيم عمل الباعة بالشكل الذي يعكس الوجه الحضاري للمدينة). ويضيف الباعة، أن (الأمر لا يقتصر فقط على هذا السوق، إنما جميع الأسواق الشعبية في المدينة، ومنها سوق العشار. فمعظم هذه الأسواق تعاني ترديا من ناحية الخدمات، رغم كونها توفر فرص عمل للآلاف من الكادحين). ان إحياء الأماكن التراثية، ومنها سوق (البصرة القديمة)، مهمة إنسانية تقع على عاتق الحكومات والمواطنين أيضا. لذلك، يتوجب على الجهات المسؤولة، لا سيما دائرة البلدية، إيلاء هذا السوق الاهتمام الذي يستحقه والذي يوازي قيمته التاريخية.
 
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا” ﴿الفرقان 20﴾ قوله تعالى: “وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق” إلى آخر الآية. أجاب تعالى عن قولهم: “ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق” إلخ، أولا بقوله: “تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك” إلخ، مع ما يلحقه من قوله: “بل كذبوا بالساعة” إلخ، وهذا جواب ثان محصله أن هذا الرسول ليس بأول رسول أرسل إلى الناس بل أرسل الله قبله جما غفيرا من المرسلين وقد كانوا على العادة البشرية الجارية بين الناس يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ولم يخلق لهم جنة يأكلون منها ولا ألقي إليهم كنز ولا أنزل معهم ملك، وهذا الرسول إنما هو كأحدهم ولم يأت بأمر بدع حتى يتوقع منه ما لا يتوقع من غيره. فالآية في معنى قوله: ” قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ” (الأحقاف 9)، وقريبة المعنى من قوله: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ” (الكهف 110). فإن قيل: هذا في الحقيقة دفع للاعتراض عنه صلى الله عليه واله وسلم خاصة وتوجيهه إلى عامة الرسل فلهم أن يعترضوا على عامة الرسل كما وجهه سابقوهم وقد حكى الله عنهم ذلك قال: “فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ” (التغابن 6)، وقال: “قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ” (إبراهيم 10)، وقال: ” مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ” (المؤمنون 33). قلنا: الجواب مطابق للاعتراض فإن قولهم: “ما لهذا الرسول يأكل” إلخ، يعطي الخصوصية بلا إشكال وأما تعميم الاعتراض لو عمم فيدفعه قوله تعالى: “بل كذبوا بالساعة” إلخ، وقوله قبل ذلك: “قل أنزله الذي يعلم السر” إلخ، على ما تقدم من التقرير. ومن عجيب القول ما عن بعض المفسرين أن الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنه قيل: إن الرسل من قبلك كانوا على الحال التي أنت عليها فلك فيهم أسوة حسنة، وأما كونه جوابا عن تعنتهم فالنظم لا يساعد عليه إذ قد أجيب عنه بقوله: “انظر كيف ضربوا لك الأمثال” هذا وهو خطأ. وقوله تعالى: “وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون” متمم للجواب السابق بمنزلة التعليل لكون الرسل كسائر الناس في الخواص البشرية من غير أن تتميز حياتهم أو دعوتهم بخواص سماوية تورث القطع بكونهم حاملين للرسالة الإلهية كإنزال ملك عليهم أو إلقاء كنز إليهم أو خلق جنة لهم فكأنه قيل: والسبب في كون الرسل جارين في حياتهم على ما يجري عليه الناس أنا جعلنا بعض الناس لبعض فتنة يمتحنون بها فالرسل فتنة لسائر الناس يمتحنون بهم فيتميز بهم أهل الريب من أهل الإيمان والمتبعون للأهواء الذين لا يصبرون على مر الحق من طلاب الحق الصابرين في طاعة الله وسلوك سبيله. وبما مر يتبين أولا: أن المراد بالصبر هو الصبر بأقسامه وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته، والصبر عند المصائب. وثانيا: أن قوله: “وجعلنا بعضكم لبعض فتنة” من وضع الحكم العام موضع الخاص، والمطلوب الإشارة إلى جعل الرسل وحالهم هذه الحال فتنة لسائر الناس. وقوله تعالى: “وكان ربك بصيرا” أي عالما بالصواب في الأمور فيضع كل أمر في الموضع المناسب له ويجري بذلك أتم النظام فهدف النظام الإنساني كمال كل فرد بقطعه طريق السعادة أو الشقاوة على حسب ما يستعد له ويستحقه ولازمه بسط نظام الامتحان بينهم ولازمه ارتفاع التمايز بين الرسل وغيرهم. وفي الجملة التفات من التكلم مع الغير إلى الغيبة، و النكتة فيه نظيرة ما في قوله السابق: “تبارك الذي إن شاء” إلخ.
 
عن الموقع الرسمي لديوان محافظة البصرة بتأريخ 2019: البصرة تسعى لتطوير أسواق المدينة بتصاميم حديثة تحاكي المباركية الكويتي ودبي القديم: كشفت محافظة البصرة عن سعيها لتطوير وتحديث أسواق البصرة القديمة المنتشرة بين منطقتي البصرة القديمة والعشار مركز المحافظة التجاري، وأشار مسؤولون في المحافظة إلى أن السعي يهدف الى انهاء العشوائيات و ظاهرة الاكتظاظ التي تتسم بها أسواق البصرة في الوقت الحاضر. وذكر المسؤولون المحليون أنهم يمتلكون تصورا حديثا عما يريدون تنفيذه داخل المحافظة، الا انهم ينتظرون وصول عروض من شركات استشارية عالمية ليختاروا منها ما يناسب مكانة أسواق البصرة التاريخية والشعبية، على غرار بعض أسواق الدول المجاورة. وقال مدير العقود الحكومية في محافظة البصرة”م.ولاء عبد الكريم” عن عزم المحافظة على إعلان مشروع خلال هذا العام واحالته ايضا، يتضمن دراسة تصاميم وتطوير سوق البصرة القديم، الممتد من جامع العرب ولغاية شارع علي بن يقطين، وكذلك سوق العشار بشكل كامل”. وتابع “نحن بانتظار تقديم الشركات الاستشارية العالمية رؤية لهذه الأسواق واعداد كشوفات، وبعد الانتهاء من هذه الاستشارات وتصاميمها سنعلن تنفيذه، والمباشرة بتطويره على أرض الواقع بداية عام 2013”. بدوره أكد مدير بلدية البصرة،عبد الزهرة محمد سويد، وجود مشروع يخص “تطوير كل من سوق البصرة الكبير، وسوق مقام علي، مع كافة الرؤى والمتطلبات العصرية، بهدف تطويرها والقضاء على العشوائية الموجودة وتسهيل حركة المارة، وتحسين صورة الأسواق في البصرة بما يتناسب مع حركتها العمرانية”. واستدرك سويد ان “تنفيذ المشروع متعذر في الوقت الحاضر، لذا يتم العمل الآن على إيجاد أماكن بديلة لسحب النشاط التجاري اليها من اجل تخفيف الزخم عنها، ليتسنى فيما بعد للجهات ذات العلاقة تنفيذ المشاريع ضمن مخطط استراتيجية البصرة”. وعن السقف الزمني للشروع بالتطوير، بين انه “سيتم بعد الانتهاء من الدراسة واكتمال الخطط والرؤى المستقبلية ليصار الى التنفيذ”. ونفى مدير بلدية البصرة، وجود أي “مشكلة في التخصيصات إذا اكتملت الدراسات خلال عام 2012 والتي ستتنافس عليها المكاتب والشركات المتخصصة بذلك، حيث سيكون هناك مباشرة في عام 2013 على ارض الواقع و بطراز واسواق عصرية”.
 
جاء في شبكة البصرة عن  سوق الجمعة  للكاتب حسين العطية: وكان يقع بالقرب من سوق السمك (بنگلة السماجة) هنا كان يجتمع رواده من الباعة والجائلين أيام الجمع لعرض بضاعتهم المختلفة من تحفيات وكتب ومجلات وأدوات منزلية ومايخطر أو لايخطر على بال أحد. كانت تباع فيه مجلات سمير وميكي ومجلة حواء والعالم وغيرها من الكتب المجلات وكلها اعداد قديمة وأسعارها أرخص من المكتبات ويتجول في هذا السوق بائعي الماء واللفات واللبلبي والباقلاء والشربت إلخ. كل ينادي بأعلى صوته معلنا عن بضاعته. وكان لكل سوق مقهى أو عدة مقاهي خاصه بأصحاب السوق ورواده.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً