فيينا / الأثنين 14. 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
رسل جمال*
حكايتنا اليوم حول تغير مفاهيم المجتمع بتقييم الفرد بما يملك من ماديات
شهد العالم في العقود الأخيرة، تحولات كبيرة وكثيرة على جميع الاصعدة ولم تسلم منظومة القيم المجتمعية،من هذا التحول والتغيير لاسيما في طريقة تقييم الأفراد ومكانتهم الاجتماعية. فبينما كانت القيم الأخلاقية والعلمية والروحية تمثل في السابق الأساس في احترام الإنسان وتقديره، أصبح المال والمظاهر المادية في كثير من المجتمعات مقياسًا رئيسيًا للحكم على الأفراد، وهو ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في مفاهيم المجتمع.
وكان لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الدور الاكبر في قلب المفاهيم وتغيير المعايير المجتمعية بشكل كبير وفي ترسيخ صورة نمطية تربط النجاح والسعادة بما يملكه الإنسان من ماديات مثل سيارات فاخرة، بيوت فارهة، وعلامات تجارية باهظة الثمن. هذا التوجه أدى إلى تهميش الكثير من القيم الجوهرية مثل النزاهة، الإبداع، العلم، والاجتهاد، لصالح المظاهر التي لا تعكس بالضرورة القيمة الحقيقية للإنسان.
إلا أن هذا التوجه لم يخلُ من ردود فعل مضادة، اذ مع تنامي الوعي، بدأت بعض الأصوات تنادي بأهمية إعادة تقييم هذا المنظور، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في مستويات القلق والاكتئاب المرتبطة بالركض وراء الماديات، وانعدام الطمأنينة والسكون التي تمنحه القيم والمبادئ النبيلة للانسان والمجتمع بشكل عام وأصبح من الواضح أن المظاهر لا توفر شعورًا دائمًا بالرضا ، وأن احترام الإنسان يجب أن ينبع من جوهره لا من مقتنياته.
لذلك نرى تغيير في مفاهيم المجتمع تجاه هذا الموضوع الذي ما زال في طور التفاعل، وهناك فئات بدأت تتبنى قيمًا جديدة تركز على التنمية الذاتية، والوعي، والعطاء، بدلاً من التفاخر بما تملكها من ماديات. وهذا التحول، رغم أنه بطيء، إلا أنه يبشر بإمكانية بناء مجتمع أكثر اتزانًا، لا يُقصي الفقير ولا يُمجد الغني لمجرد امتلاكه المال.
في الختام وقبل السلام ، فإن تقييم الإنسان ينبغي أن يكون مبنيًا على مبادئ ثابتة ترتكز على الأخلاق، العلم، والتأثير الإيجابي في المجتمع، لا على أساس ما يرتديه أو ما يركبه. فالإنسان بقيمه، وجوهره لا بما يملك، او يرتدي.
* سكرتير تحرير “جريدة السيمر الاخبارية”
بغداد 14 . 04 . 2025
www.saymar.org
alsaymarnews@gmail.com
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات