الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 101): الأنهار (وجعل فيها رواسي وأنهار)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 101): الأنهار (وجعل فيها رواسي وأنهار)

فيينا / الأحد  01 . 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في شبكة مدينة البصرة عن الانهار في محافظة البصرة للدكتور عبدالإله رزوقي كربل: شط العرب: يتكون شط العرب كما هو معلوم لدينا من التقاء نهري دجلة والفرات، وبالنظر إلى التغييرات التي طرأت على طبيعة الجزء الأدنى من مجرى نهر الفرات فأن نقطة الالتقاء مع نهر دجلة قد تغيرت تبعاً إلى ذلك، فقد كان نهر الفرات يلتقي بنهر دجلة عند مدينة القرنة قبل فيضان سنة 1894 أو 1896 للميلاد، وبذلك كان شط العرب يبدأ اعتباراً من منطقة الالتقاء هذه، ثم غير الفرات مجراه الرئيسي وبدأ يجري اعتبراً من ذلك التاريخ نحو هور الحمار ثم كرمة علي فمجرى شط العرب، الأمر الذي جعل شط العرب يبدأ اعتباراً من هذه النقطة واعتبر تبعاً لذلك جزء من شط العرب الواقع بين كرمة علي والقرنة قسماً من نهر دجلة لأنه يتزود بالماء عن طريق نهر دجلة فقط تقريباً، ولقد تغير الوضع حالياً إذ دلت الدراسات الحديثة على   إن قسماً من مياه الفرات بدأت بالتصرف ثانية نحو شط العرب من خلال المجرى الشمالي لنهر الفرات وبذلك فأن نهري دجلة والفرات رجعا ثانية نحو ملتقاهما الخالد في مدينة القرنة ويبدأ شط العرب ثانية من القرنة.   يبلغ طول شط العرب من القرنة حتى مصبه في رأس الخليج العربي 195 كم، ويتباين عرضه من مكان إلى آخر غير انه بصورة عامة يزداد اتساعاً باقترابنا من المصب. ففي منطقة القرنة يبلغ معدل عرض الشط حوالي 25 متراً وفي المعقل 305 متراً ( شمال البصرة )، وفي منطقة العشار حوالي 457 متراً ويبلغ عرضه 805 متراً جنوب مدينة المحمرة، وعند مدينة الفاو يبلغ عرض النهر 1600 متر، وتغير عرضه من حوالي 5ر2 كم قرب منطقة المصب.   وشط العرب نهر دخل إلى مرحلة الشيخوخة من الدورة الجيومورفولوجية لذا نجد إن جريانه يكون بطيئاً وتكثر فيه الدورات النهرية الواسعة، وتظهر في مجراه العديد من الجزر الطموية الطويلة مثل العجيراوية والطويلة والشمشومية وأم الخصاصيف ( أم الرصاص ) والبحرية والقطعة وجزيرة الحاج صلبوخ والزيادية والدواسر والأغوات والدويب والمبادرية وماجد والعبيد وشاهني والمطوعة وأم اليبابي والرميلات والبلجانية والبوارين والصالحية والسندباد والمينوحي ومعادية والقوامر، وتقوم هذه الجزر أحيانا بتمزيق مجرى شط العرب إلى مجار عدة قد تكون متشابهة في عرضها وعمقها لولا تدخل الإنسان الذي يقوم من حين إلى آخر بتعميق بعضها باستخدام الحفارات لأجل استخدامها للملاحة.   كما تحيط بشط العرب من جهتيه سداد طبيعية طموية عالية قياساً إلى مستوى مناطق الأطراف الواقعة خلفها، لكن هذه السداد ليست بنفس درجة الوضوح التي تكون عليها السداد الطبيعية العالية المجاورة لنهر دجلة، حيث أنها لا تزيد ارتفاعها عن المتر الواحد عن مستوى الأراضي المجاورة الواطئة إلا أنها تتميز بالاتساع، وبالنظر إلى أهمية هذه المناطق المرتفعة المحيطة بالنهر وضرورة زراعتها باعتبارها المناطق الوحيدة في المنطقة الصالحة للزراعة بسبب ملائمة التربة فيها فقد قطعت بالعديد من الجداول التي تأخذ مياهها من شط العرب لتسقي منطقة سداد الأنهار الطبيعية العالية وتتوغل أحيانا لتصل حتى إلى المناطق القريبة منها والتي تعود إلى منطقة أحواض الأنهار المطمورة بالغرين، ويزيد عدد هذه الجداول على المئات بتفرع أغلبها من الضفة اليمنى لشط العرب، ولا مجال لذكرها هنا غير انه من المفيد أن نذكر أكثرها أهمية، إذ يتفرع من الضفة اليمنى لشط العرب مجموعة من الجداول والأنهار المهمة مثل الخورة والسراجي ومهيجران وحمدان وأبو مغيرة وأبو الخصيب وأبو الفلوس. أما من الضفة اليسرى من النهر فتخرج بعض الجداول مثل نهر الكتيبان والكباس والحوامد وشط العرب الصغير ونهر جاسم ونهر الخيني.
 
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وعلا “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” ﴿الرعد 3﴾ لما ذكر سبحانه وتعالى في الآية من نعمائه وآلائه على عباده في رفع السماوات وتسخير الشمس والقمر ودل بذلك على وحدانيته عقبه بذكر الأرض وما فيها من الآيات فقال “وهو الذي مد الأرض” أي: بسطها طولا وعرضا ليتمكن الحيوانات من الثبات فيها والاستقرار عليها “وجعل فيها رواسي” أي: جبالا ثوابت لتمسك الأرض ولوأراد أن يمسكها من غير جبال لفعل إلا أنه أمسكها بالرواسي لأن ذلك أقرب إلى أفهام الناس وأدعى لهم إلى الاستدلال والنظر “وأنهارا” أي: وشق فيها أنهارا تجري فيها المياه ولولا الأنهار لضاع أكثر المياه ولما أمكن الشرب والسقي ” وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ” أي: وجعل في الأرض من كل الثمرات لمأكولهم ومطعومهم صنفين أسود وأبيض وحلوا وحامضا وصيفيا وشتويا ورطبا ويابسا عن ابن عباس وقيل: الزوج قد يكون واحدا وقد يكون اثنين يقال زوج نعل وزوج نعلين عن أبي عبيدة وإنما قال اثنين للتأكيد. والزوج في الحيوانات عبارة عن الذكر والأنثى وفي الثمار عبارة عن لونين.  وقال الماوردي: وأحد الزوجين ذكر وأنثى كفحول النخل وإناثها وكذلك كل جنس من النبات وإن خفي الزوج الآخر حلو وحامض أوعذب ومالح أو أبيض وأسود أو أحمر وأصفر فإن كل جنس من النبات ذو نوعين فصارت كل ثمرة زوجين هما أربعة أنواع “يغشي الليل النهار” أي: يلبس ظلمة الليل ضياء النهار عن الحسن وقيل: يدخل الليل في النهار والنهار في الليل عن ابن عباس وقيل: معناه يأتي بالليل ليذهب بضياء النهار ويستره ليسكن الحيوانات فيه ويأتي بضياء النهار ليمحو ظلام الليل وينصرف الناس فيه لمعايشهم “إن في ذلك” أي: فيما سبق ذكره “لآيات” أي: لدلالات واضحات على وحدانية الله تعالى “لقوم يتفكرون” فيها فيستدلون منها على أن لهم صانعا.
 
جاء في صفحة تراث البصرة: نهر العشار في مدينة البصرة ( البصرة القديمة ) بين محلة الباشا على اليمين و محلة نظران على اليسار و يظهر جسر الغربان( جسر بغداد ) الخشبي. حيث تم إعادة تشيد جسر الغربان بالآخر و الخشب من قبل بلدية البصرة في عام ( 1314هـ\1896م ) زمن الدولة العثمانية. صوره لنهر سيد رجب  في أبو الخصيب في العشرينات وقد لونت شجرة الموز لتمييزها  علما بأن منطقة أبو الخصيب مشهورة بانتاجها وخصوصا منطقة السبيليات ومزرعة المرحوم طالب النقيب. ثمار الموز تكون من الحجم الصغير و شديدة الحلاوة ونجحت زراعتها في مناطق الجنوب والوسط عموما.
 
وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وعلا “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ” وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ” يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ” إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الرعد 3) “وهو الذي مد” بسط “الأرض وجعل” خلق “فيها رواسي” جبالا ثوابت “وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين” من كل نوع، “يغشي” يغطي “الليل” بظلمته “النهار إن في ذلك” المذكور “لآيات” دلالات على وحدانيته تعالى “لقوم يتفكرون” في صنع الله.
 
تكملة للحلقة السابقة جاء في جريدة القبس عن البصرة كما كانت البصرة كما هي الآن 5 انهيار أنهار البصرة في جريان فينسيا الأقاليم الاستوائية  بتأريخ 2005 للدكتور جمال حسين: شبه الجزيرة: كثرت الأنهار وملتقياتها، فلا يوجد نهر يضيع وحده في البصرة، جعل البصرة تبدو من الجو كأنها شبه جزيرة تلتف حولها الأنهار من كل الجهات ( شمالا نهر كرمة علي وغربا شط العرب وجنوبا نهر السراجي )، ناهيك عن اختراقات نهر الجبيلة والرباط والعشار في المركز وجنوبا الخورة والسراجي. الأنهار الآن: تعاني أنهر البصرة كلها بما فيها شط العرب من التلوث، الذي تتوضح آثاره في نهاياتها وأكثرها في أنهار البصرة والعشار والرباط والخندك، ويمكن ملاحظة ذلك جليا من خلال الصور التي أخذناها لهذه الأنهر في أبريل الذي يعد شهرا للتصريف العالي، أي أفضل أيام السنة من حيث سريان المياه وكميتها وسرعتها في العام. ونذكر بأن هذه الأنهر وقنواتها وتفرعاتها كانت صافية عذبة صالحة للشرب، ولا يجري الحديث عن قرون ماضية، عندما كنا نصطاد السمك في شواطئ النهيرات والترع بالأيدي لهول كثرتها، وثمة من كان يصطادها بدشداشته بعد طيها قليلا في الماء. بمعنى أن التلوث لم يكن موجودا لغاية مطلع السبعينات، حيث كانت عمليات كري وتنظيف الأنهر الفرعية تجري يوميا على مدار العام، وكذا الحال بالنسبة للأنهار الكبرى. مسببات: بالدرجة الأولى الإهمال وجهل حكام المدينة المعينين من بدو تكريت بطبيعة البصرة وأعراض أنهرها. لذلك عرف البصريون لأول مرة أن أنهرهم تحولت إلى مجرى للمياه الثقيلة الخارجة من مساكنهم. زد عليها أتربة ومخلفات الشوارع التي تجلبها على النهر مياه الأمطار التي لم يفكر أحد في بناء شبكة لتصريفها، واستسلموا لواقع الطبيعة وتصريف شؤونها باللجوء المنطقي للأنهار. وما أن ازدادت المناطق الصناعية والمصانع بالقرب من الأنهار، حتى شوهدت فيها الاطارات والزيوت والمعادن وقطع السكراب فكانت تفرعات نهر الخندك في الداكير والسيمر على نهر العشار واحدة من أول مناظر التلوث التي قدر لأنهار البصرة تحملها الى يومنا. وما تلقيه مصانع البتروكيمياويات والأسمدة في أبي الخصيب والورق في القرنة على شط العرب والطحين في الطويسة على نهر الرباط، ومعمل الألبان على نهر الجبيلة ومعملي الثلج والطحين على نهر الخورة في المطيحة ومصنع البيبسي، ومصفى المفتية، ونحو 170 مصنعا متوسطا في البصرة تلقي نفاياتها كلها في الأنهر وهناك عوادم الزوارق والبواخر التي تدخل الأنهر بسبب المد والجزر الذي يصيب شط العرب مرتين كل 24 ساعة. واذ كانت البصرة تستقبل سنويا ألف باخرة كبيرة قبل الحروب المعروفة، فان آلاف الزوارق ذات المحركات تتنقل في أنهرها يوميا. الثروة العبء: اضافة الى عدم كريها لأكثر من ثلاثين عاما من المواد العضوية وغير العضوية، لم يبن أحد ضفافها، فزحفت إليها التربة والرواسب الطينية التي كانت تقذف بالفسفور والمعادن الثقيلة الى المياه الخالية من الأوكسجين المذاب ( الذي يعتبر عماد الحياة في المياه )، الأمر الذي خدم نمو الطحالب والأشنات والأعشاب موزعا البكتريا والروائح الكريهة محولة تلك الأنهر الصافية الى مجرد برك للجيفة، خالية من الأسماك والأحياء النهرية الأخرى. الموت الجماعي لأنهر البصرة قتل معه الاصطياد والتنزه وحول الأنهر من ثروة هائلة الى عبء أضاع على المدينة فرصة استغلالها ولو للسياحة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً