الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / خطة بديلة للأسد.. كيف درّبت واشنطن الجولاني سياسياً؟
زعيم الارهاب العالمي الجولاني ، الرئيس الاأسد

خطة بديلة للأسد.. كيف درّبت واشنطن الجولاني سياسياً؟

فيينا / الثلاثاء 20. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بدور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في إعداد زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، سياسياً، وتجهيزه ليكون بديلاً محتملاً للرئيس السوري بشار الأسد، في إطار مشروع غربي أوسع لإعادة رسم خارطة الحكم في سوريا بعد تعثر المفاوضات بين واشنطن ودمشق.

وفي محاضرة ألقاها فورد في مجلس العلاقات الخارجية بمدينة بالتيمور الأميركية، بتاريخ 5 أيار الجاري، قال إن “هيئة تحرير الشام، وعلى رأسها الجولاني، خضعت لتدريبات سياسية مكثفة أشرف عليها دبلوماسيون وخبراء استخبارات أميركيون وبريطانيون، بتمويل من مؤسسة بريطانية، بهدف نقل الجولاني من ساحة القتال إلى ميدان السياسة”.

وأوضح فورد أن “الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركاء غربيين، عملت على تأهيل الجولاني – الذي تم تقديمه لاحقاً باسمه الحقيقي أحمد الشرع – ليكون جزءاً من مرحلة انتقالية محتملة في سوريا، وذلك بعد فشل محاولات الوصول إلى تسوية سياسية مع نظام الأسد”.

وفي السياق، أكد المراقب السياسي الدكتور هيثم الخزعلي، أن تحركات واشنطن الأخيرة، ومنها رفع بعض العقوبات عن سوريا خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، جاءت ضمن مشروع قديم يهدف إلى إعادة تموضع دمشق خارج محور المقاومة.

وقال الخزعلي في تصريح خاص لوكالة /المعلومة/، إن “الولايات المتحدة ربطت تخفيف العقوبات عن سوريا بتقديم تنازلات استراتيجية، من بينها القبول بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، والتنازل عن مرتفعات الجولان، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، بما يسمح لإسرائيل ببسط نفوذها العسكري والاستخباراتي هناك”.

وأضاف أن “هذه التحركات ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى ما قبل عام 2003، وتهدف لإبعاد سوريا عن مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والمقاومة، وتفريغها من أي دور سياسي مؤثر في الإقليم”.

وأشار الخزعلي إلى أن “تصريحات السفير فورد الأخيرة، والتي تضمنها مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل، وتحديداً “تيك توك”، تؤكد أن الجولاني خضع فعلياً لبرامج إعداد سياسي ليتولى السلطة في دمشق بعد إزاحة النظام الحالي، وهو ما يكشف حجم التدخل الخارجي في الملف السوري”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، تشهد فيه الساحة السورية تحولات ميدانية وسياسية متسارعة، وسط تجاذبات إقليمية ودولية، فيما يُتوقع أن تثير هذه المعلومات ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية السورية والعربية، لا سيما مع التلميحات إلى دور استخباراتي غربي في إعادة إنتاج جماعات مسلحة بواجهات سياسية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً