فيينا / الأربعاء 21. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
نجمه عمر علي / تونس
كيف تمكن وقتك من اختزالي لثانية تعاش بلا تفكير؟
كيف جمع القلب منك كل غرغرة الفؤاد عند الإحتظار؟
كيف وطأت بحرك وغرقت في بحور لغتك بلا تفسير؟
كيف نجى منك كل من مر على عزفك للعالم التعيس؟
من أي وطن وأي كوكب وأي فلم وأي سماء تأتين؟
لمن تقرئين وعن من تكتبين ولمن تبتسمين وأين أنا منك؟
تاه قلمي يا ٱمرأة بين الصحف وأنا أكتبك وطنا متحررا…
فلا الورق ولا العين تصدق ما رأت روحي فيك…
أيا ٱمرأة عجز التاريخ عن تدوين ثورتك وغارت الأقلام منك..
أيا شاعرة بالحب ولا تغرقين ولا تتوسلين العطف ولا الحرف؛
أيا قبلة مشرقي وبوصلة مغربي وتوهان شرودي وعلتي…
أيا وطنا رغبته وحلما رأيته ونورا يغشاني وحبا يسكنني ..
بالله عليك قولي…
بالله عليك قولي من أي وطن أنت؟
فلقد جبت الصحراء والجبل والبحر والرمل والموج والنار ..
لقد تهت بين الغيوم والأمطار والجفاف والموت والحب…
ولم أجدك….
فبالله عليك قولي من أي مملكة أنت؟
عرفت مماليك الإنس واخترقت مماليك الجان ورقصت رقصة الموت والسجان ولثمت الصبح وغنيت لك الألحان
ولم أجدك..
فبالله عليك قولي كيف يكون الصبح ونجمة تلون جبين الشمس ؟
اغتالني الصبح وحرق ظلمتي الفجر وشوه الضوء أوراقي وتلطخت بالنهار واحترقت بنار الأشعار ورتبت التاريخ كله..
ولم أجدك…
يا ٱمرأة أتعبني قولها وأرهقني تفكيرها وأربكني حضورها …
يا ٱمرأة تشبه العاصفة وحباب المطر وبياض الغيمة…
يا رداء الروح وبلسم الأشجان وقهقهة الوجع و دموع الوطن..
يا شربة الماء ….
يا زهرة بالريح ….
يا توهان شطآني وبرد مدفأتي ومرمر الوجود…
يا طفلة لا تكبر تتعلم الألوان…
يا ٱمرأة يؤنبها الوقت ويكسرها الحب ولا تبكي…
يا ٱمرأة لا تختار الموت على صدري ..
يا ٱمرأة تحيا فوق دفاتر أشعاري وتسرق روح الكلمات…
بالله عليك اسمعي…
اسمعي ما قال لي العراف….
اسمعي ..
…كنت قد غرقت فيك غراما فرمت الموت …
كنت قد تهت في رؤاك فلزمت الصمت…
زاد بي الجنون وكل شيء مختلف كان يزور الهدوء…
أمسك بيدي صاحبي وأخذني ليرقيني منك العراف…
كنت أبتسم لجهله وأستغفر الرحمن ولكني نويت أن أبرأ منك.
نظر العراف لراحة يدي و نفث ثلاثا وبسمل…
يار بأصابعه فوق كل يدي فتعثر وذرف الآه…
قال:
…يا رجلا تاه بين سطور امرأة عربية …
بنيت قبرك وخاط زمانك الأبي الكفن…
أكان عقلك السارد للحب أبكما أو جبانا؟
يا رجلا قد مات بغصة كالغرغرة…
روحك مأسورة والكفن قد خيط منذ زمان …
والخيط من سنا روحك وعطش فؤادك…
تكبلك امرأة بريئة منك ومن قلبك وقولك وظنك…
مالي أراك لم تفكر قبل الكلام عنها لليلك وشمسك والقمر..
امرأة هي كالبدر ..جارة للقمر…
امرأة تقرأ الصوت وتكتب مغمضة العين وتفهم الأسرار ..
أشتري بصوتها لغة الصرخة …
تقسم الظلم لنصفين فلا ينبت محلات القمح ..
عاشقة لرائحة الأرض والتراب والطين..
لأنها مهرها فكان حفنة من تراب الشام والقدس …
والرواء ماء زلال من نهر الفرات والنيل..
وأنا الثوب فكان من رمال الحبر…
كيف بك يا رجلا تتورط في هكذا حرب معها …؟
انهزامك انتصار…
انتصارك ثورتها والشعب والمظلمة….
امرأة تعزف الحرف فوق السحاب وتمطر نشيدا وطنيا…
تسافر روحها من أرضها لأرض عربية…
تباغت بحنكة نبرتها كل عاشق شرقي…
كغجرية لا تهدأ بكعب وخلخال راقصة تحت المطر…
كخلخال لعين أسرها حين كتب عنه الدمشقي…
أمازيغية الثورة والشعب هي…
قرطاجية الكبر والوقت ملك لها..
بعصا القوة تضرب وجه الزيف….
متأهبة للموت…
اعشق هطول الرصاص ولا أخشى الوجع…
من ألم طافت كطوفان الأقصى …
من ألم صنعت جناحا للحرية…
من ضعف صارت القوية…
داست على الضعف وانتزعت من جوفها الخوف ..
عشقت رجلا عربيا يعتلي صهوة المجد…
شاعرة كتبت قصيدة نثرية عربية حرة وعنونتها بغرغرة…
امرأة مكسورة القلب لم تقع ولم تنتظر يدا تسندها…
جبرت كسرنا وحدها بلا قلب ثان …
من رمادها تحترق وتنتفض وتثور ثائرة الحق كالبركان ..
امرأة عربية بروح القدس والسلام ..
عصية هي على كل الزمان …ترسم بالألوان وطنا يزهر..
حالك يارجلا يحزنني فلا شفاء لك منها على مر الأزمان…
عد يا رجلا ولا تعد هنا مجددا فبلسمك هو الداء..
قد جئت عرافا ليشفيك فتركته بداء….
خذني للعالم الذي أتعبك عساني أجد الدواء…
وكان الضوء من ذنب حبها يشبه صوت الغرغرة…
جاب العراف الأرض بحثا عن تلك اللغة …
تابع السفر حتى تعب ولم يجدها للآن …
وذاع خبر جنون العراف..
حين عجز عن الشفاء من لعنة الشاعرة…
طلاسم بحروف الفراعنة …
بملامح الصبية الفاتنة أرهقت حقيقة السنوات…
خر الشيب أمام بياض روحها عاجزا…
وكانت تلك الحكاية تشبه الغرغرة …
غرغرة الروح والمشنقة …
بسملة الفؤاد والمصقلة…
أميرة الظل والمبخرة..
أعواد القرنفل والنرجسة…
رائحة الموت والتضحية…
حامية الحق والمأذنة…
الثائرة الصامدة…
الأرض الواعظة…
الروح الحالمة …
فلسطين ..
عشق يشبه الغرغرة…
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات