الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / العباءة الزينبية: هوية راسخة أم جدل متجدد؟

العباءة الزينبية: هوية راسخة أم جدل متجدد؟

فيينا / الخميس  05 . 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

جريدة السيمر الاخبارية / بغداد / رسل جمال 
أثيرة في الآونة الأخيرة، مقترحات اعتماد العباءة الزينبية كزي رسمي للنساء في مؤسسات الدولة العراقية جدلاً واسعاً عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد انقسم الرأي العام بين من يرى في هذا الزي تمثيلاً للهوية الثقافية والدينية، وبين من يخشى من فرضه كقيد على حرية المرأة في اختيار مظهرها.
العباءة الزينبية، التي تنتمي بجذورها إلى النهج السلوكي والزهد العملي للمرأة المسلمة، ليست مجرد قطعة قماش سوداء، بل هي تمثيل حي للقيم التي جسدتها السيدة زينب (عليها السلام) من صبر، عفة، وكرامة في أعتى المواقف. وقد أصبحت هذه العباءة مع مرور الزمن رمزاً لهوية المرأة المؤمنة، خصوصاً في البيئات الدينية والوطنية المقاومة.
ان الضجة الإعلامية التي رافقت اعتماد العباءة كزي رسمي تارجحت بين التسييس وسوء الفهم، لان الحملة الإعلامية التي صاحبت مقترح اعتماد العباءة الزينبية كزيًا رسميًا في الدوائر الرسمية، جاءت في كثير منها بدوافع غير موضوعية، حيث خلط البعض بين الزي الديني والتشدد الديني، وبين الهوية والانغلاق، والواقع أن العديد من النساء العراقيات العاملات في مواقع حساسة وقيادية يرتدين العباءة الزينبية دون أن يشكّل ذلك عائقاً في كفاءتهن أو إبداعهن المهني.
وهناك الكثير من النماذج النسائية يُحتذى بهن في الميدان العملي والسياسي مثل صاحبة المقترح نفسه السيدة هدى جليل  عضو مجلس بغداد عن الحكمة ومسؤولة قسم التنمية والخدمات – الحشد الشعبي / القسم النسوي – قاطع الرصافة  ام حسنين، وغيرهن الكثير من النسوة في مؤسسات الدولة الفاعلات اللاتي يرتدين العباءة ولم تمنعهن من تأدية ادوارهن و الجمع بين الالتزام الديني الصادق والأداء المؤسساتي العالي.
في مشاهد متعددة، سواء في الاجتماعات الرسمية، أو في المحافل التدريبية والندوات المجتمعية، تظهر هذه المسؤولة بالعباءة الزينبية، بكل ثقة ووقار، وهي تدير أعمالها باحترافية عالية ومهارات قيادية ملحوظة، وما يميزها هو التوازن الذي تعكسه بين الهوية الشخصية والانفتاح على خدمة المجتمع، ما يجعل منها صوتاً نسوياً فاعلاً في ميادين قلّما تمثل فيها المرأة بهذا الزخم.
ان العباءة الزينبية والعمل الرسمي هي حالة  توافق لا تعارض.
فليس هنالك تعارض حقيقي بين الالتزام بالعباءة الزينبية والمشاركة الفعالة في العمل الرسمي أو الحكومي. وما تحتاجه المؤسسات هو الكفاءة والالتزام، وليس تحديد شكل الزي كمعيار وحيد، وأثبتن أن العباءة لا تحجب الفكر، بل قد تحميه من الانجراف، وتعززه بالقيم.

إن النقاش حول العباءة الزينبية يجب أن يتحول من سجال أيديولوجي إلى حوار مجتمعي عقلاني، يوازن بين حرية الفرد واحترام الهوية الثقافية، واعتماد العباءة كزي رسمي لا ينبغي أن يُفهم كفرض، بل كخيار مدعوم بسوابق مشرفة ونماذج نسائية متميزة أثبتت فاعليتها على الأرض الواقع وبنفس الوقت لا ندعو الى قمع النساء اللاتي لا يرتدين العباءة بل العكس فالعراق منذ الازل هو ارض التنوع والحضارة .

بغداد / 05 .06 . 2025

جريدة السيمر الاخبارية
www.saymar.orgal
alsaymarnews@gmail.com

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً