فيينا / الخميس 05 . 06 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
محمد علي محيي الدين
الدكتور عدنان الظاهر أحد العلماء العرب البارزين في مجال الكيمياء، حيث ترك أثرًا ملحوظًا في الأوساط العلمية والأكاديمية من خلال أبحاثه وإسهاماته المتعددة. عرف بإخلاصه للعلم والتعليم، وقد كرس حياته لتطوير الأبحاث الكيميائية وتدريب الأجيال القادمة من الباحثين والعلماء. عبر مسيرته الطويلة، جمع بين الفكر الأكاديمي والبحث العلمي ليقدم إضافات مهمة في الكيمياء التطبيقية والنظرية.
ولد الدكتور عدنان عبد الكريم الظاهر في مدينة الحلة بتاريخ 17 – 12 -1935و بعد إتمامه دراسته الثانوية بتفوق، التحق بدار المعلمين العالية – جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1959، وعمل في التدريس الثانوي ثم تمتع بإحدى زمالات وكالة الطاقة الذرية سنة 1962م الى جامعة موسكو وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1968م التي شكلت نقطة الانطلاق الحقيقية لمشواره العلمي الحافل.
شغل الدكتور عدنان الظاهر العديد من المناصب الأكاديمية في الجامعات ومراكز الأبحاث المختلفة، حيث عين عام 1970م تدريسياً في كلية علوم جامعة بغداد، وتدريس الكيمياء لطلبة الدراسات الأولية والعليا (الماجستير) وعضو لجنة الدراسات العليا في قسم الكيمياء، وبعد خروجه من العراق عام 1978عمل أستاذ مشارك في قسم الكيمياء في كلية علوم جامعة الفاتح في العاصمة الليبية طرابلس، وتدريس الكيمياء غير العضوية والنووية لطلبة الدراسات الأولية والعليا (الماجستير) ورئيس لجنة الدراسات العليا في القسم. حيث ساهم في تطوير المناهج الدراسية وتوجيه طلبة الدراسات العليا حتى سنة 1984م.
كما تولى عدة مناصب إدارية وعلمية في مؤسسات مرموقة، ليكون حلقة وصل بين العمل الأكاديمي والبحث التطبيقي. عمله لم يقتصر على التدريس فقط، بل ركز بشكل كبير على الأبحاث العلمية ونشر الدراسات المتعلقة بالكيمياء.
مؤلفاته
-ديوان شعر بعنوان ( إحساسي يًصيب الهدف )-صدر في بغداد- مطبعة العاني-1960.
-ديوان شعر باللغة الإنجليزية بعنوان ( سورنكاث ). صدر في لندن عن دار “منيرفا”-1998م
-ديوان شعر بإسم ( رملٌ وبحر ). صدر في دمشق عن دار الحصاد سنة2000م.
– كتاب في الشعر باللغات العربية والإنجليزية والألمانية-صدر في مدينة ميونيخ عن دار “فُلك نوح “.-2000م.
-كتاب بعنوان ( نقد وشعر وقص ). صدر في القاهرة عن مركز الحضارة العربية-2002م.
-حواريات مع المتنبي- دار الفرات للثقافة والاعلام- بابل- العراق-2022م.
وساهم الدكتور عدنان الظاهر في نشر عدد كبير من البحوث العلمية المحكمة التي تناولت موضوعات معقدة في الكيمياء، ليقدم بذلك حلولًا مبتكرة للكثير من التحديات العلمية والصناعية،منها: أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية – جامعة كاليفورنيا في إرفاين- الولايات المتحدة الأمريكية خلال عامي 1968-1969، أبحاث في حقل الكيمياء غير العضوية – أكاديمي زائر في قسم الكيمياء في جامعة ويلز – مدينة كاردف البريطانية-1988-1990، أبحاث في حقل كيمياء المعادن العضوية ( الفيروسين) 1990-1993، ونشر سبعة أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية والكيمياء غير العضوية في مجلات اختصاص عالمية، ونشر أبحاث علمية حول البيئة والتلوّث في مجلة العربي الكويتية ومجلة الزمان الجديد الصادرة في لندن خلال الأعوام 2000 ـ 2002 .
وأسهم في ندوات ومؤتمرات علمية وأدبيه في العديد من العواصم العربية والعالمية فقد جمع بين الكيمياء والأدب، وأشرف على إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه لعشرات الطلاب الذين أصبحوا علماء مميزين في مجالهم.
يُعد الدكتور عدنان الظاهر مرجعًا علميًا في مجال الكيمياء بفضل ما تركه من أبحاث وإسهامات عملية. تلمذ على يديه العديد من الطلاب الذين يشغلون اليوم مراكز مرموقة في الأوساط الأكاديمية والصناعية. كما كان محاضرًا مميزًا، امتاز بأسلوبه المبسط في توصيل المعلومات وتطبيق المنهج العلمي في التفكير والتحليل، ويتميز بتعدد مواهبه واهتماماته التي لم تقتصر على المجال العلمي والكيميائي فقط، بل امتدت لتشمل المجال الأدبي والثقافي أيضًا. جمع الدكتور بين دقة العلم وعمق الأدب، ليقدم للعالم العربي إسهامات بارزة في كلا المجالين.
وبعيدًا عن حياته المهنية، كان الدكتور عدنان الظاهر شخصية إنسانية مميزة، عُرف بتواضعه وبساطته في التعامل مع زملائه وطلابه. كان يؤمن بأن العلم رسالة إنسانية تهدف لخدمة البشرية والارتقاء بالمجتمع، لذلك حرص على نشر المعرفة وبناء جسور التعاون مع المؤسسات البحثية المختلفة.
ويُعتبر الدكتور عدنان الظاهر واحدًا من رموز العلم والكيمياء، حيث أسهم بعلمه وفكره في بناء قاعدة قوية للأجيال القادمة من العلماء. يمثل مثلاً يُحتذى به في التفاني والإصرار على تحقيق الإنجازات العلمية، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة العلم العربي والعالمي كأحد أبرز الكيميائيين الذين ساهموا في تطوير هذا المجال.
وقد اهتم بتحليل الأدب العربي الكلاسيكي والحديث، وقدم قراءات نقدية لعدد من رواد الأدب العربي، وحرص الدكتور عدنان الظاهر على تسجيل مسيرته الشخصية والمهنية عبر مذكرات توثق تجاربه وتفاصيل حياته بين العلم والأدب. جاءت كتاباته بأسلوب شفاف وأنيق يعكس شخصيته العلمية والأدبية الفريدة.
وما يميز الدكتور عدنان الظاهر هو قدرته الفريدة على المزج بين العلم والأدب، حيث يظهر هذا التداخل في كتاباته التي تحمل طابعًا تأمليًا عميقًا. كانت مقالاته الأدبية مليئة بالمفاهيم العلمية، بينما اعتمد أسلوبًا أدبيًا رشيقًا في صياغة كتبه العلمية، مما جعلها سهلة الفهم ومحببة للقراء.
لقد ترك الدكتور عدنان الظاهر إرثًا ثريًا من الكتب العلمية والدراسات الأدبية التي ألهمت العديد من الأجيال. إسهاماته كانت نموذجًا للعالم المتكامل الذي يُقدّم للإنسانية علمه ومعرفته بروح من الإبداع والإحساس الأدبي.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات