السيمر / فيينا / السبت 04 . 04 . 2020 —- أغلقت السلطات المصرية أكبر مستشفى لعلاج الأورام في البلاد، أمام المرضى مؤقتا، بعد ظهور 17 حالة إصابة بفيروس كورونا بين أفراد طاقمه الطبي.
ويأتي إغلاق مستشفى المعهد القومي للأورام، بهدف اتخاذ إجراءات الوقاية والتعقيم، بعد اكتشاف إصابة 12 من أفراد طاقم التمريض و3 أطباء بالوباء، وقد أعلنت جامعة القاهرة لاحقا عن ارتفاع العدد إلى 17.
واشارت تقارير إلى أن حصيلة الإصابات بين الأطقم الطبية في مصر بلغت 81 حالة.
ويتبع ذلك المستشفى لجامعة القاهرة، ويعد الوجهة الرئيسية لمرضى السرطان من كافة أنحاء مصر.
وعن ملابسات إصابة أفراد الطاقم الطبي، قال حاتم أبو القاسم مدير مستشفى معهد الأورام إن الأعراض ظهرت على أحد الممرضين الأحد الماضي، وبإجراء التحليل ثبتت إيجابية الحالة لفيروس كورونا، وبعد الكشف على المخالطين له تأكد إصابة 3 أطباء و12 من فريق التمريض، ونقلوا جميعا إلى مستشفى العزل بمنطقة العجوزة بالقاهرة.
ورجح أبو القاسم أن تكون العدوى قد انتقلت إلى الممرض، الذي ثبتت إصابته في بداية الأمر، من مستشفى خاص يعمل فيه إلى جانب عمله بالمستشفى الحكومي.
وأغلقت مصر خلال الفترة الماضية عدة مستشفيات حكومية وخاصة من أجل تنفيذ إجراءات التعقيم، بعد ظهور إصابات بين الأطقم الطبية.
وتوفي قبل أيام طبيب متخصص بالتحاليل الطبية، بمحافظة بورسعيد شمالي مصر، جراء المرض بعدما أجرى تحليلا لأحد المصابين بالفيروس في مختبره الخاص.
وأفادت آخر الأرقام الرسمية، التي أعلنتها وزارة الصحة مساء الجمعة، بارتفاع إجمالي عدد الإصابات بالوباء في مصر إلى 985 حالة، فضلا عن 66 حالة وفاة.
وحذرت الحكومة المصرية مواطنيها، مؤخرا، من دخول البلاد المرحلة الثالثة لتفشي الوباء، مما قد يدفع الحكومة لتشديد الإجراءات الاحترازية، بسبب “عدم التزام المواطنين”.
وقالت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إنه في حال وصل عدد المصابين إلى ألف مصاب، سيصعب حينها على السلطات الطبية رصد أعداد المخالطين للمصابين، ما قد ينذر بمخاطر كبيرة.
وتفرض السلطات المصرية بالفعل حظرا للتجوال ليلا في أنحاء البلاد، وإغلاقا جزئيا على بعض الأنشطة والمتاجر، وإغلاقا كليا على بعضها الآخر.
كما عزلت السلطات بعض القرى والمناطق، التي ظهرت فيها إصابات بالوباء، لكن المواصلات العامة – وبخاصة قطارات الأنفاق والسكك الحديدية – تشهد تكدسا بالمواطنين في بعض الأحيان، ما يهدد بتفشي الوباء في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة.
“عيادات متنقلة”
من ناحية أخرى، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، بتطبيق “أعلى درجات الوقاية” وتوفير الرعاية الصحية للعاملين بمواقع المشروعات المختلفة، وتأجيل افتتاح المشروعات الكبرى التي كانت مقررة هذا العام للعام المقبل، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.
جاء ذلك بعد انتقادات قوية لقرار وزير الإسكان المصري، بعودة ملايين العاملين في مجال الإسكان والتعمير إلى أعمالهم ابتداء من اليوم السبت، بسبب مخاوف من تعرضهم للعدوى.
وكانت وزيرة الصحة قد أعلنت عن استخدام نحو ألف عيادة طبية متنقلة، في مواقع تلك المشروعات لتلبية الاحتياجات الطبية للعمال، والكشف عليهم بصفة دورية.
في هذه الأثناء، أرسلت مصر كميات من المساعدات والمستلزمات الطبية إلى إيطاليا، للمساهمة “في تخفيف العبء عنها في محنتها الحالية”، حسبما قال بيان للرئاسة المصرية.
سلمت تلك المساعدات وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، التي تزور إيطاليا حاليا.
المصدر / بي بي سي