السيمر / فيينا / الاحد 21 . 06 . 2020
أياد السماوي
مجموعة أوامر إدارية أصدرها السيد وزير الدفاع جمعة عناد تتعلّق بإعادة هيكلة بعض الدوائرالهامّة ذات التاريخ العريق في وزارة الدفاع , كمديرية الاستخبارات العسكرية العامّة ورئاسة أركان الجيش .. ظاهر هذه الأوامر يبدو لإعادة توزيع الصلاحيات في مؤسستي رئاسة الأركان العامّة ومديرية الاستخبارات العسكرية , وإعادة هيكلة مديرية الاستخبارات العسكرية بما يخدم تقوية مؤسسات الجيش العراقي بشكل عام وصنف القوات الخاصة بشكل خاص .. لكنّ باطن وغرض هذه الأوامر شيء آخر بعيد عن دوافع المصلحة العامّة .. فغاية السيد وزير الدفاع هو تقليص صلاحيات رئيس أركان الجيش الفريق أول عبد الأمير يارالله . وكذلك تقليص دور أهم مؤسسة عسكرية في الجيش العراقي , وهي مديرية الاستخبارات العسكرية العامة , من خلال فك ارتباط بعض الوحدات العسكرية التابعة لها وإعادة ارتباطها بآمرية القوات الخاصة .. العديد من المتابعين والمهتّمين في الشأن العسكري اعتبروا هذه الاوامر هي ضربة لمؤسسة أركان الجيش ولرئيس أركان الجيش بشكل عام وإلى الاستخبارات العسكرية بشكل خاص ..
لست خبيرا بالشأن العسكري , لكنّ المعنيين بالشأن العسكري قد أجمعوا على أن هذه الأوامر هي ضربة لأهم مؤسستين عريقتين في وزارة الدفاع العراقية لعبتا دورا مهما وكبيرا في تحقيق النصر على داعش , خصوصا الدور الكبير الذي اضطلعت به مديرية الاستخبارات العسكرية في الحرب المقدّسة ضدّ داعش .. بعض المطّلعين على قرارات وزير الدفاع الجديد جمعة عناد , يؤكدون أنّ المستهدف في هذه القرارات هم الضابطين اللامعين الفريق أول عبد الأمير يارالله والفريق سعد العلاق .. وإذا كانت الغاية من قرارات فك ارتباط بعض الوحدات التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية العامّة هو تقوية صنف القوات الخاصة , فهذا لا يستوجب فك ارتباط هذه الوحدات التي تشّكل ركنّا مهما من عمل مديرية الاستخبارات العامة , بل من خلال إعادة هيكلة الفرق والألوية التابعة إلى رئاسة أركان الجيش بما يقوّي صنف القوات الخاصة .. وإن كانت هنالك مصلحة للقوات المسلّحة العراقية في هذه الأوامر فيجب أن تناقش داخل القيادة العامة للقوات المسلّحة وتحصل على موافقة القائد العام للقوات المسلّحة .. وبدورنا نقول للسيد وزير الدفاع المحترم .. أن هذه القرارات غير الصحيحة لا علاقة لها بمصلحة القوات المسلّحة العراقية من بعيد أو قريب .. وهي قرارت منفردة تمّ اتخاذها من دون علم القائد العام للقوات المسلّحة , الغاية منها تقليص صلاحيات أهم ضابطين في الجيش العراقي لغاية في نفس السيد الوزير .. في الختام .. أليس الأجدر تقوية الجهد الاستخباري وليس إضعافه ؟ وأليس الأجدر تعزيز الذهنية الاستخبارية لا تعزيز القوّة العضلية كون معركتنا هي معركة استخبارات ؟ …
في 21 / 06 / 2020