السيمر / فيينا / الاثنين 20 . 07 . 2020
سليم الحسني
إنقسم الحشد الشعبي الى حشدين نتيجة مواقف شخصية حكمت بعض الأشخاص من ذوي الطموح والنفوذ.
انطلق الحشد في بدايته بقرار حكومي اتخذه رئيس الوزراء نوري المالكي، يقضي بتشكيل الحشد الشعبي. كانت الاستجابة ضعيفة محدودة، حتى أصدر المرجع الأعلى السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي في حزيران ٢٠١٤، فتزاحم شباب ورجال الشيعة الى التطوع استجابة للفتوى. وكانت توجيهات السيد السيستاني دقيقة في خضوع هذه القوات الشعبية للقيادة العسكرية الحكومية، لقطع الطريق أمام أي محاولات لتشكيل ميليشيات مسلحة. وهذا ما عزز هوية الحشد الشعبي الرسمية في إطار الدولة، وتحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة وضمن هيئة الحشد الشعبي الحكومية.
مع النجاح السريع لتجربة الحشد الشعبي في إيقاف الموجة الإرهابية لتنظيم داعش، ومع تحوله الى القوة الميدانية التي لا يُشك في قدرتها على حماية العراق، تحركتْ في صدور بعض الأشخاص رغبات الذات وحسابات السياسة وضغوط المزاج، فأطلقوا تسمية (حشد المرجعية) على بعض الفصائل لتمييزها عن البعض الآخر، وكان ذلك التفافاً وتضعيفاً لموقف المرجع الأعلى الذي أكد على أن تشكيلات المجاهدين خاضعة للقيادة العسكرية الحكومية، وعليه فان التسميات والعناوين هي من اختصاص الحكومة وحدها.
مع اختراع تسمية حشد المرجعية، تم الترويج لمصطلح (حشد الولاية) لوصف الفصائل الأخرى. لقد صاغ هذه التسمية عقل ماكر وأشاعها لسان ناعم.
تلقّفت القوى السياسية السنية المتعاطفة مع مشروع داعش والمرتبطة بالسعودية وقطر والامارات وسفارة أمريكا، هذا المصطلح بلهفة الباحث عن ثغرة صغيرة فوجد أمامه بوابة كبيرة. بوابة فتحها بعض الشيعة من أهل الحل والعقد على أشجع الشباب وأصلب الرجال وأخلص الناس للعراق، فدخلها الطائفيون يطعنون بولاء الحشد ووطنيته.
لقد ظهرت الحملات التشويهية ضد الحشد الشعبي، بعد ذلك التقسيم المريب في التسمية، وقد كانت دافعاً لكي يعمل الطائفيون من القوى السنية ضد الحشد الشعبي ويبذلوا مساعيهم المدعومة من الخارج لإضعاف هذا التشكيل الوطني ومن ثم حلّه والقضاء عليه.
لا يخلو الأمر من تدبير خفي، أو من نظرة ذاتية عالية النرجسية وراء هذا التقسيم في عنوان الحشد. (يحتاج هذا الموضوع الى تفصيل مستقل).
صنع بعض الشيعة التسمية وأطلقوها، فوجد فيها أتباع أمريكا أغلى الفرص للطعن بالحشد الشعبي وسلب هويته الوطنية، فإذا كان أهل حلهم وعقدهم يطلقون التسمية، فما الذي يعيقهم بعد ذلك عن استغلالها؟
لقد شككوا بولاء الحشد للعراق، مع أن أبطاله لا يحتاجون الى بطاقة تعريف أو شهادة تزكية، فهذه وثيقتهم واضحة، بندقية على الساتر مختومة بالتراب ومصدّقة بالدم. هل لديكم شك بأنها غير عراقية؟ أروني وثائقكم إذاً.
١٩ تموز ٢٠٢٠
الجريدة لا علاقة لها بكل ماورد من آراء بداخل المقالة .