الرئيسية / مقالات / كمال الحيدري يثير جدلاً في حوزة قم: بيان ’تكفير’ بخط فقيه.. ورد ناريّ من علماء!

كمال الحيدري يثير جدلاً في حوزة قم: بيان ’تكفير’ بخط فقيه.. ورد ناريّ من علماء!

السيمر / فيينا / الجمعة 30 . 10 . 2020 —- أثار المرجع الديني كمال الحيدري، جدلاً داخل حوزة قم في إيران، على خلفية حديثه عن “التكفير” لدى علماء المذهب الشيعيّ.

وأصدرت جمعية “مدرّسي حوزة قم”، في وقت سابق، بياناً هاجمت فيه الحيدري وطالبت بـ”خلع لباسه الدينيّ”، وفق وسائل إعلام إيرانية تابعها “ناس”، (30 تشرين الأول 2020).

فيما وصف محسن أراكي، الرئيس السابق للجمعية العالمية للتقريب بين المذاهب، تصريحات كمال حيدري، في بيان صدر يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول)، بأنها “كذبة كبيرة وافتراء عظيم”.

يذكر أن كمال حيدري، وهو أحد مراجع التقليد المقيمين في مدينة قم، قال الشهر الماضي، في مقابلة مع شبكة “العراقية” حول الاختلافات بين المذاهب الإسلامية المختلفة، إن “التكفير لا يقتصر على أهل السُّنة، وقضية التكفير موجودة أيضًا بين علماء الشيعة”، مضيفًا أن علماء الشيعة في الوقت الراهن يؤمنون بالتكفير الباطني للسُّنة، وعلى الرغم من أن السُّنة هم من المسلمين، يعتقد بعض رجال الدين الشيعة أن السُّنة “ليسوا مسلمين باطنًا”.

وفي تصريح له، وصف “أراكي”، كمال حيدري بأنه رجل دين “وقع في فخ أجهزة المخابرات العالمية”، مضيفًا أن مرجع التقليد هذا “بدأ مؤخرًا بعصيان كبير، ونسب إلى علماء مذهب أهل البيت ادعاءات كاذبة ومزيفة وقاسية وعدائية بأنهم يكفّرون جميع المسلمين”.

كما وصف الرئيس السابق للجمعية العالمية للتقريب بين المذاهب كمال حيدري بأنه “فاسق ومن أهل البدع ودجّال”، قائلًا: “يجب على كل المسلمين أن يتبرؤوا منه، وأن يخلعوا ملابسه الدينية”. وأن “أي تعاون معه، وتأييده، ودعمه، بأي شكل من الأشكال، يعد فعلًا حرامًا، ومن يفعل ذلك فهو مجرم ويستحق العقوبة الإلهية”.

بعد ذلك، أصدرت جمعية مدرّسي حوزة قم بيانًا قالت فيه “إنها تراقب كمال حيدري منذ عدة سنوات”، مضيفة أن “آراءه الباطلة قد ظهرت منذ فترة طويلة، ورغم قبوله معظم التحذيرات والالتزام بتصحيح الأخطاء والتعويض عنها،  إلا أنه لم يَفِ بوعوده ولم يصحح منهجه”.

وأكدت جمعية مدرّسي حوزة قم، في بيانها، أنها “تحذر أعضاء المجتمع الإسلامي من فتنة أمثال كمال حيدري”، مضيفة أن “الطريق الذي سلكه هذا الشخص سيؤدي، في نهاية الأمر، إلى الانحراف والضلال”.

وردًا على بيان محسن أراكي وجمعية المدرسين في حوزة قم، أعرب 15 من الحداثيين الدينيين، يوم الأربعاء 28 تشرين الأول، هم: “محمد جواد أكبرين، وعبد علي بازركان، ومحمد برقعي، ورضا بهشتي معز، وسروش دباغ، وعبد الكريم سروش، ورضا عليجاني، وحسين كمالي، ومحسن كماليان، وداريوش محمدبور، ومحمد مهدي مجاهدي، وياسر ميردامادي، ومهدي ممكن، وصديقة وسمقي، وحسن يوسفي اشكوري”؛ أعربوا عن قلقهم العميق من تشكّل موجة اختناق وانتشار الأدب التكفيري في حوزة قم.

وقال كاتبو الرسالة، إن “الحيدري دعا إلى مراجعة جذرية لفقهاء الشيعة في أصولهم الفقهية الكلامية فيما يتعلق بالمذاهب الإسلامية الأخرى”.

وأضاف الموقّعون على هذه الرسالة، إن “المفارقة المريرة في الأمر أن الفقيه (محسن أراكي) استخدم الأدب التكفيري ضد فقيه آخر (كمال حيدري) ليبين أن الفقه الشيعي ليس تكفيريًا”، مضيفين: “كيف يمكن لفقهائنا أن يدّعوا التقارب مع السُّنة وحتى الحوار مع الأديان الأخرى وقبل كل شيء الحوار مع من لا يؤمنون بدين، بينما لا يستطيع فقيه شيعي التحدث إلى فقيه شيعي آخر دون الأدب التكفيري؟”.

ونفى مكتب المرجع الديني كمال الحيدري، الثلاثاء، خضوع المرجع إلى الإقامة الجبرية في طهران.

وذكر مكتب المرجع في بيان تلقى “ناس” نسخة منه (27 تشرين الأول 2020)، أنّ “سماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري عاد صباح اليوم، إلى منزله في مدينة قم بتمام الصحة والعافية بعد انقضاء فترة النقاهة الطبية في طهران”.

وأضاف البيان، أنّ المرجع “قدم شكره عاد وتقديره المتواصل لكل الذين استفسروا عن صحته ورفعوا أيديهم بالدعاء”.

وشدد البيان، أنّ “كل ما أشيع مؤخراً وتم تداوله على الألسن وفي صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي من إقامة سماحته في الحصر الجبري بطهران، لا أساس له من الصحة بتاتاً”.

وأعلن الإعلامي سعدون محسن ضمد، في وقت سابق، التوقف عن تسجيل حلقات برنامج “المراجعة” الذي يُعنى بحوار “الدين والعلمانية”، ويُبث عبر شاشة التلفزيون الرسمي (العراقية)، وذلك بعد ساعات على بيان من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وجه فيه انتقاداً ضمنياً إلى مقدم البرنامج، وآخر ضيوفه، المرجع كمال الحيدري.

وطالب الصدر في رسالته بأن “لا تكون النقاشات التلفزيونية بين الإسلاميين والعلمانيين بيد مَن لا يعي الكثير من المستويات وأن تكون من قِبل المنصفين من الطرفين، لا بين الماكرين والمنحازين وذوي الميولات المشبوهة”. وفقاً لتعبيره.

وقال ضمد في إيضاح تابعه “ناس” إنه “سيتوقف عن تسجيل حلقات البرنامج، بسبب التطورات التي حدثت وسوء الفهم، وحتى لا تتحمل القناة أو أي من الزملاء أي مسؤولية”، متوجهاً بالاعتذار إلى 3 ضيوف كان قد نسق لاستضافتهم.

وجاء في إيضاح ضمد “اولاً: كنت قد سجلت في برنامج المراجعة مع الافاضل: د جواد الخوئي، د محمد علي بحر العلوم، د.عامر الكفيشي، د.عبد الوهاب السامرائي، الشيخ عبد الفتاح مورو، وهؤلاء كلهم رجال دين وناقشت معهم المحاور نفسها، حتى خشيت من ضجر المشاهد بسبب التكرار. وهذه هي حدود عملي التي يفترض بي الالتزام بها. فأنا لم أناقش مع سماحة السيد الحيدري غير ما ناقشته مع البقية”.

وأضاف “ثانياً: حتى لا يقال بأنني جئت إلى العراقية مبيتاً نية مناقشة الدين والعلمانية فإن أول ملف فتحته في هذا البرنامج لم يكن عن هذا  الموضوع، بل كنت قد فتحت ملف تاريخ الانتفاضة الشعبانية، وسجلت أول حلقتين مع سماحة الشيخ اليعقوبي، وكان محور الكلام عن دور النجف فيها وما جرى فيها من احداث وكذلك عن دور السيد الشهيد محمد صادق الصدر في قيادة الانتفاضة وكانت النية ان تبث الحلقات بالتزامن مع موعد استشهاده. لكن خللاً فنياً جعل مكتب الشيخ يطلب عدم عرض الحلقات، ثم لما جددت الطلب كان الشيخ قد انشغل، ولم نوفق لتكرار المحاولة والحلقتان موجودتان في ارشيف القناة”.

وختم “ثالثا: بسبب التطورات التي حدثت وسوء الفهم، وحتى لا تتحمل القناة او اي من الزملاء أي مسؤولية عن ما حدث، سأتوقف عن تسجيل برنامج المراجعة. ولذلك اقدم اعتذاري الى الدكتور عزمي بشارة والشيخ جواد الخالصي والدكتور فالح مهدي، حيث كنت قد اتفقت معهم على التسجيل في الأيام المقبلة”.

وأصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في وقت سابق، بياناً مطولاً ناقش فيه محتوى برنامج “المراجعة” مع المرجع كمال الحيدري.

ورد الصدر في رسالته على الحيدري، وذلك بعد أن أجرى الأخير سلسلة حلقات متلفزة عبر التلفزيون الرسمي، تحدث فيها عن منهجه الديني.

اترك تعليقاً