السيمر / فيينا / الثلاثاء 10 . 11 . 2020
كاظم اللايذ
الكنيسةُ
المتربّعةُ على الهضبة
في ذلك المُرجِ الأخضرِ الفسيح …
يقصدُها القرويونَ
في قدّاس الآحاد
من مزارعهم
على ظهور البغال
أو الدرّاجات الهوائية
أو في العربات التي تجرها الخيول
…………..
الكنيسةُ المتوحدةُ في البرية ِ
تحت سماءٍ لا تغادرها الغيوم .
لا يُشبهها شيءٌ في هذا العالم
إلاّ.. قلبي ….
*****
يُسمّونها :
” بلاد الغابات والبحيرات ” …
اينما ولّيتَ وجهك َ
فثمةَ , غابةٌ وشجر .
….
الخريفُ يهاجم الغابات
مثل جائحة عاتية ..
أدخلُ الغابةَ
مثلما ادخلُ مجلسَ العزاء
انحني على الأوراق الملقاة على الارض
لأعزيَها بخريفها
ورقةً , ورقة .
*****
السائحتانِ العجوزانِ
رفيقتانا في الرحلة
أكثرُ المجموعةِ مرحاً وشباباً
والأكثر اندهاشاً
بالمشاهد التي تتراشقُ علينا
من نوافذ الحافلة .
استمع الى قهقهاتهما
من المقاعد الخلفية
فأمتلئ بالحبور .
بينما ينكفئُ الآخرون
على ذواتهم صامتين
كأنّهم مأخوذون
إلى الأشغال الشاقة .
*****
أمام فندقنا ذي القرميد الأحمر.
الخريفُ يداهم الأشجارَ الثلاث
فيجردها من جميع ثيابها
ويكوّمُها على العشبِ
صفراءَ ذابلة …
……
ستمضي هذه الأشجار شتاءَها
على باب الفندقِ
عارية ً
حتى قدوم الربيع ..
*****
مرشدتُنا السياحيةُ (يوليا )
بنت الثلوج البيلاروسية
خريجة ( معهد الاستشراق )
بصوتها الذي يُشبه قعقعة الصفيح
تتحدث العربيةَ الفصيحة
بلُكنةٍ
لكنها لكنةٌ أفصحُ من ” سحبان وائل ”
*****
لا تُتعبْ نفسكَ
أيّها العجوز …
إنّ السعادةَ التي هجرتْكَ صغيراً
وفرّتْ من يدك كما العصفور
لا يمكن أن تنالها بعد ذلك , أبداً ..
حتى ولو تهيأ لك من الكنوز
ما تهيأ لذلك الملياردير اليوناني : ” أوناسيس ” .
بيلاروسيا
ت. الأول | 2020