السيمر / فيينا / الخميس 19 . 11 . 2020
أياد السماوي
إثنان وثلاثون نائبا في برلمان إقليم كردستان وقّعوا على طلب استضافة رئيس الحكومة مسرور بارزاني , للاطلاع على تفاصيل اتفاقية بيع نفط الإقليم وكركوك لتركيا لمدّة 50 سنة , النواب الموقعون على هذا الطلب يطالبون رئيس وزراء الإقليم بتقديم شرح لتفاصيل هذا الاتفاق وإعلام الرأي العام ببنوده , لأن حكومة الإقليم قد وقعّت على هذا الاتفاق مع تركيا دون الرجوع لبرلمان الإقليم .. ولا شّك أنّ تسرّيب هذا الاتفاق من قبل نواب الإقليم قد شّكل إحراجا ليس لحكومة الإقليم الخارجة عن القانون , بل إحراجا وضربة موجعة لحكومة ( أخو عماد ) وناطقه ( المستصرم ) .. الدستور العراقي الذي وقع عليه مسرور وأبيه وبن عمه , لا يحتاج لتفسير ( أخو عماد ) الذي لم يقرأ الدستور قط , أو لتفسير ناطقه الذي أوغل بخدش مشاعر العراقيين .. فالمادة 111 من الدستور التي جعلت من النفط والغاز في كلّ الأقاليم والمحافظات ملكا للشعب العراقي , واضحة ولا تسمح لمسرور وأبيه وبن عمه التصرّف بهذا النفط أبدا .. المعلومات المتسرّبة عن هذا الاتفاق المبرم بين عصابة آل برزان والحكومة التركية تفيد أنّ حكومة الإقليم قد وقعت عقدا مدّته 50 سنة يتمّ فيها تزويد تركيا 450 ألف برميل من النفط يوميا وبأسعار منخفضة جدا كما تقول المعلومات المتسرّبة .. خبراء وزارة النفط يعرفون جيدا أنّ حقول الإقليم لا تنتج هذه الكمية من النفط , وهذا يعني أنّ نفط كركوك هو جزء من هذا الاتفاق الموّقع ..
تسريب خبر هذا الاتفاق من قبل نواب برلمان الإقليم الذين لا علم لهم بتفاصيله , قد أكدّ ما كنّا نقوله منذ سنوات , أنّ حكومة الإقليم خارجة تماما عن سيطرة الحكومة الاتحادية في بغداد , وهذا لا يتعلّق بتصدير النفط وتسليم الإيرادات الاتحادية الأخرى لحكومة بغداد فحسب , بل أن حكومة الإقليم تتصرّف بعيدا عن كافة سياسات حكومة بغداد العامة وتتصرّف كأنّها دولة مستقلّة .. مشكلة الشعب العراقي ليست مع حكومة الإقليم الخارجة عن القانون والدستور , بل هي مع حكومات الغفلة والانحطاط والفساد والسرقة التي توّلت مصير الشعب العراقي , فلولا هذه الحكومات الفاسدة التي لا يهمها سوى مصالح أحزابها الفاسدة , لما تجرأت حكومة الإقليم بسرقة برميل واحد من نفط الشعب العراقي والاستحواذ على دينار واحد من الإيرادات العامة الاتحادية .. لكن حينما يزّف شخص مثل الكاظمي رئيسا للوزاء من قبل غمّان شيعة السلطة وهو لا يحمل من المؤهلات غير العمالة لأسياده الأمريكان وتنفيذ إرادة الثعلب الذي جاء به رئيسا للوزراء .. هنا الطامة الكبرى .. وحينما يكون وزراء حكومة الكاظمي على شاكلة وزير المالية خائن الأمانة .. فما الذي يمنع مسعود وأبن أخيه وأولاده من سرقة أموال العراقيين في البصرة وباقي محافظات العراق المنتجة للنفط ؟ فمتى كان مسعود وأبيه عراقيين حتى ينصحوا للعراق وأهله ؟ .. بعد تسريب فضيحة هذا الاتفاق , هل لا زال أخو عماد لا يعلم بتفاصيله ؟ أم أنّه يعلم والمهمّة المرسومة له تقتضي السكوت والاكتفاء ( بالمستصرم ) ليبرّر نيابة عنه ؟ .. أخيرا أتوّجه لوزير المالية علي عبد الأمير علاوي .. هل ستقدّم استقالتك من حكومة أخو عماد احتجاجا على سرقة نفط الشعب العراقي وبيعه على تركيا ؟ أم أنّك قد شربت كأس الذّل والانبطاح وخيانة الأمانة ؟ …
في 19 / 11 / 2020
الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية