الرئيسية / مقالات / الاعلام وصناعة ثقافة الغباء

الاعلام وصناعة ثقافة الغباء

السيمر / فيينا / السبت 26 . 12 . 2020

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
الاعلام الجاهل يلعب دور مهم وجوهري  في صناعة  الجهل، من خلال التركيز على الشعارات وترك الحديث عن اصل الصراعات والخلافات، لذلك قيل إذا أراد الله تعالى أن يدمر قرية أو مدينة أو قوماً يسلط عليهم أغبياءهم وسفهاءهم، فيكون الغباء صفة سائدة شعبية، ترى صاحب القرار إمعة وتابعه عطل عقله جانبا وسلم مقاليد نفسه لزعيمه الجاهل،  وحينها تكون المعادلة من الصعب في هذا البلد أو ذاك المجتمع إزالتها، لان الزعيم واتباعه هم جهلة،  فكلما زاد الغباء انتشرت ظاهرة تفلسف الاغبياء  الذي هو قمة الغباء المغلف بغير الغباء خارجياً، فقد ظهرت في اوروبا في العصور المظلمة ظاهرة السوفسطائين يجتمعون من الصباح للمساء في الجدال والتلاعب بالالفاظ، لذلك تكون جميع أساليب الحياة والتخطيط في هذا المجتمع بذرتها غباء وجهل ويتم  سقي  البذرة بماء الغباء والجهل، وترش بمبيدات للقضاء على الذكاء والمعرفة لتثبيت الجهل والسذاجة من حيث يشعرون او لايشعرون، نحن في بلد يشهد صراع قومي ومذهبي منذ عام ١٩٢١ مع ولادة الدولة العراقية، كل صراعات المائة عام الماضية سببها الحقيقي صراع قومي مذهبي مغطى بشعارات الوحدة الوطنية، مضت اكثر من ١٧ سنة والكل يعرف من هم الارهابيين وداعموهم وهم سبب خراب العراق ودماره وهم فلول البعث وحضنهم الطائفي، وللاسف عندما تشاهد حلول ساسة المكون الشيعي للازمة تصاب بالذهول، الارهاب والقتل والدمار موجه لكل من هو شيعي بشكل خاص، وكل هذا تجد ساسة المكون الشيعي متناحرون متشتتون اصبحوا اضعف حلقة رغم انهم المكون الاكبر، لايستطيعون بناء تواليت صحية صالحة للاستعمال مع شركاء الوطن، قناة العراقية بثت اعترافات ارهابيين يوم الجمعة مجموعة من ثلاثة ارهابيين شقيقان وخالهم من تكريت يخطفون الجنود والمواطنين وبغالبيتهم من الشيعة ويقتلوهم بحيث احدهم قتل ثلاثين ضحية يتم سجنه عشرين عام، أي مهزلة هذه، مظاهرات خرجت واستغلت من الاعداء، لم نسمع المتظاهرين طالبوا في اعدام الذباحين وطرد الخونة من الضباط والمنتسبين بالدفاع والداخلية من انصار فلول البعث، بل تم حرق مدننا وقتل قيادات بالحشد الشعبي بدون أي معرفة، قطعان من البشر تحركهم السفارات، النتيجة بعد استفحال خطرتهم قام السيد الصدر وتياره بتصفيتهم، لكن المطلوب ان ساسة المكون الشيعي يجتمعون ويتفقون على مشروع ينهي الانقسام والتشرذم والاتفاق على مشروع سياسي يجلب الامن والاستقرار، انهاء الصراعات مابين ساسة الشيعة يعني نهاية الصراعات والتدخلات الدولية وفلول البعث يضطرون لرفع راية الاستسلام والقبول بالعيش المشترك.
21.12.2020

اترك تعليقاً