السيمر / فيينا / الاربعاء 30 . 12 . 2020
عباس راضي العزاوي
اذا اضطررت في يوم ما ان اكتب قصة ساجعل البطل فيها خالدا لايموت, جليل ومبارك , لايجامل , لايلطم , لايبكي , لايشعر بحرقة لفقد ولا حسرة لخساره، سأُلغي من ذاكرته الحزن والانكسار، واحصن قلبه بفولاذ من غضب، واحمي عقله من العاطفة الماصخة.
لايبتسم للضباع والقرود ولايدير ظهره للمسالمين منهم خاصة، لايسامح الخونة والمتخاذلين حتى بعد توبتهم , فنحن لانعرف متى يتحولون ومتى تنبت انيابهم وسكاكينهم كرؤوس الميدوزا من تحت جلودهم.
لن احرمه من اهله ولا من حبيبته ولا من اصدقائه,نهاية القصة ستكون كبدايتها، اي استعداد وتحفز ازلي للصراع ,يقظة سرمدية, لا تأخذه غفلة ولانوم، واترك لخياله باعتباري كاتب متحضر بناء حصن يحفظ ذريته من السقوط بيد المسوخ
سأجعل ذاكرته حاضرة بوضوح عظيم , يحفظ اشكال اعدائه وظلالهم ومخالبهم، يتذكر منابت انيابهم وفتحات السموم فيها, ويشم عفونتهم على بعد عشرين كيلو متر, يتعرف على منطقهم قبل الكلام وعلى غدرهم قبل عملهم , يتحسس ملمس جلدوهم عن بُعد.
سوف لن اجعله من دعاة السلام بل محبا له بشروط صارمة ,عاشقا للاستقرار وفارضا له بقبضته, يؤمن بالقوة وبها فقط يصنع الحب والمودة والامان.
بطلي سيكون صلبا كالصخر , حادا كالسيف ,عادلا كمحمد , شجاعا كعلي, مقداما كالحسين , وناصرا كالعباس ,ومنتقما كالمختار.
هذا باختصار شديد ملامح بطل قصتي “قائد جيوش الفقراء” والتي سترقص لها فتيات مدينتي ويطرب لها شبابها ويتشبهون بها في لقاءاتهم وامام حبيباتهم، وتترنم بها امهاتنا لاحفادهنّ وتبتسم لها حتى ملائكة السماء!!!.