السيمر / الجمعة 22 . 04 . 2016
عبد الجبار نوري
النواب المعتصمون اليوم تحت تأثير وخزة الضمير وسياط الندم بالجلد الذاتي ، فأنطلقوا من قمقمهم العاجي من تحت قبة البرلمان إلى قلب العاصفة في ساحة جواد سليم ، وهم ينادون لبيك يا شعبنا ، فلا بدّ من التغيير ، فهم يرددون نحن مشاريع أستشهاد فداءاً للوطن والشعب ، فلا بدّ من كسر غطرسة اللوبي الأمريكى ، وأطفاء شاعلي الحرائق من ثوار الفنادق الجواسيس وعملاء السفير الأمريكي والسفير سبهان السعودي ، وطبالة الوهابية السعودية القطرية التركية ، والأيرانية .
وبحراك نواب الشرف والفضيلة أصبح من الملموس { أن موازين القوى } تميل لصالح الشعب العراقي ، بفعل هذا الحراك الوطني في أعتصامهم التأريخي العابر للمحاصصة والطائفية الأثنية والمناطقية ، وقد نجحتم والله في أمتحان حركة حتمية التأريخ عندما خيركم بين عبدالكريم قاسم وعلي صالح السعدي و بين جيفارا وأنقلابيي غواتيمالا ، وبين حر أبن الرياح وعبد الله ابن زياد ، وبين الحمزه ابن عبد المطلب وهند بنت عتبه وبين مسلم أبن عقيل ومعقِلْ ، وبين مالك الأشتر ومعاويه ، وبين الجنة والنار ، وبين الضحية والجلاد ، ولم تهنوا أو تبالوا لأبواب جهنم التي فُتحتْ عليكم من دكاكين أحزاب الذل والخيانة ناهبي، قوت العباد ، وبوقوفكم السلمي المتحضر وصلابة عودكم الثوري قد أعدتم ألى أذهان الشعب العراقي ثورة المكوار لأجدادنا الميامين ضد المدفع الأنكريزي في ثورة العشرين المبا ركة .
ومن خلال رؤية وطنية عراقية مخلصة وشريفة في فلترة وفحص نوايا المعتصمين النواب الشرفاء نجد أنهم أنحازوا لجبهة الشعب ، وترجموا شعارت تظاهرات الجُمعْ ، في نبذ المحاصصة ، وأختزال الأحزاب والتكتلات الفئوية الطائفية والأثنية ، والتأكيد على شعار ( ثقافة التغيير ) بدل ( ثقافة التكفير والكراهية ) وكانت أول الغيث قطر في أقالة رئيس المجلس ونوابه بحركة ديمقراطية تستند على الدستور والنظام الداخلي للمجلس ، والتشخيص الأستراتيجي لتحالف العدو الداعشي مع فصائل البعث المنحل ، وأخذ الحذر الشديد من تحركات السفير الأمريكي والسفير السعودي ، وكسب تأييد المرجعية الدينية لشرعنة حراكهم في الأعتصام داخل قبة البرلمان ، والأتحاد وا لتلاحم مع ا لتظاهرات المليونية السلمية المطالبة بالأصلاح ، كل ذلك لتفويت الفرصة على الأعداء وما أكثرهم متربصين بدولة سرجون الأكدي قبل اكثر من أربعة آلاف سنة .
ولفضح الوجوه الكالحة من المرتدين والمرجفين الذين أصطفوا مع أعداء العراق ، وسوف نتركهم عند محكمة التأريخ التي لا تعرف المجاملة والوساطة وعندها يحصلون على لعنة الأجيال القادمة ، وخجل أحفادهم وأسرهم —–
المجد كل المجد للنواب المعتصمين والخزي والعار لخونة وجواسيس الوطن المتخاذلين —–