السيمر / السبت 30 . 04 . 2016
عبد الصاحب الناصر
ابتدأوا و سيلتحق بهم كتاب عراقيون بالكتابة عن مقتدي الصدر و سيشرحون من هو و بمن يرتبط . انطلاقا من تصرفات هذا الجاهل و بالأخص الاخيرة ، بعد ان كان يصفه البعض بالبطل الكارزماتي العراقي و وصفه آخرون بالمرتبط بإيران و هكذا ، بل وربطه آخرون بأمريكا، و انه هو من ينفذ سياستها في تدمير و تقسيم العرا ق، بعد ان كان يوما بطل للمقاومة الشريفة جداً…
إن مقتدي كركري لا هذا و لا ذاك ، انه شخص مخبول جاهل صعد الي الأعلي بعد التغيير باسم ابيه و بعد ان انضم له بقايا البعثين الشيعة الذن وجدوا في تياره الملاذ الآمن لهم وليواصلوا تخريبهم، الذين عرفوا بالتلون و النفاق و تغيير المعاطف، كما انه من غير المعقول ان ترتبط به دول و قادتها رسميا وغير رسم، لانها ستترك آثارا و ستحاسب من قبل معارضيها و من الصحافة الديمقراطية في بلدانها. والسؤال الاهم ، من يا ترى سيرتبط بمغفل جاهل لا يحسن حتى التكلم بجملة مفيدة من اربعة كلمات، و لا يتمكن و لا يحسن حتى نطق جمل كتبت له وحتى المستعارة من ترددها المتكرر على الاسماع يوميا في عراق اليوم، عراق المفارقات و التناقضات و سطوة الجهلاء .
الحقيقة ان من يوجه هذا الجاهل هي مؤسسات و منظمات غير مخلصة للعراق و ممثلون لدول الجوار وحتى هذه المؤسسات و ممثلو تلك الدول، توجهه بطرق غير مباشرة عن طريق المندسين بطريقة عالية التنظيم و الاتقان و من المقربين له صنفا و خلقا، و ممن يستفادون ماديا من هذه العلاقات والموجهين (للبغل)، وهم سيستفيدون منه في بعض المناسبات وللحظات غير متجانسة في كثير من الاحيان. فمنذ انطلاق عملية تصفية العصابات في جنوب العراق ثم في بغداد في مدينة الصدر وّظف هذا الجاهل بدءً من اسقاط نوري المالكي، او لكتلة دولة القانون، ولا أريد هنا أن ادافع عن المالكي، فللرجل اخطاءه كغيره، وهو مسؤول عن ضياع الفرصة لبناء عراق حقيقي دستوري غير طائفي او عنصري، يدار بالقوانين العراقية، و يتبع الدستور و احترامه. وهو من بنى ووظف حوله رجال غير كفوئين وغير واعين لما يدار ضد مصلحة العراق، بل جل اهتمامهم كان ينصب لمصالحهم الشخصية فقط . كما انه كغيره لم يستمع لنصائح المخلصين الذين تصوروه حارساً للدستور و للقوانين.
لم استعمل كلمة “البغل” لإهانة مقتدى الصدر كمخلوق، و لا اتعمد اهانة اي انسان معاذ الله، وانما استعمل هذا المصطلح “The Mule ” لانه يستعمل في الادبيات السياسية و بالأخص ادبيات الارهاب و محاربته، و تعني باستعمال الاغبياء ليحملوا او ينفذوا اعمال لا يعرفون اهدافها لكنها تؤدي بالغرض المخطط له و المراد من قبل من يستعملهم كأدوات أو يستغل غبائهم، فقد استعمل الثوار الاسبان البغال ايام الدفاع عن الجمهورية، و محاربتهم للطاغية فرانكو، واستعملوا البغال لحمل الاثقال و التنقل عند حافات و قمم الجبال العليا لأسباب، انه من المعروف عن البغل هو عناده وعدم احساسه بالخطر، بالاضافة الى قوة تحمله للاثقال بين صخور و احجار الجبال، كما استعمله الثوار اليوغوسلاف في محاربتهم الاحتلال النازي. و تستعملهم القاعدة لتنفيذ خططها الشريرة.
ان مقتدى (خطط له) و كانه يطالب بالاصلاحات و بتكوين حكومة تكنوقراط ، بينما هو يتدخل كقائد دكتاتوري من الصنف الكبير و إجهاض حكومة التكنوقراط بالوسائل الديماغوجية. فيلعب مقتدى الصدر اللعبة القذرة متعددة الاهداف، ليس هذا من عنده بل ممن خطط له هذه اللعبة من وراء الحدود.
لنعدد غايات مقتدى ونحلل نتائجها:
١ـ يقف مقتدى ( او كما خطط له) مع الاصلاحات و مع حكومة تكنوقراط. لكنه لا يفقه معنى مصطلح تكنوقراط ، و لا يقف مع النواب المعتصمين المطالبين حقيقة بالاصلاح، ثم يخذلهم “مرارا” و يقف مع الكتل التي تتقاسم الحصص و تتقاسم المحاصصة البغيضة.
٢ـ يأمر اصحابه او بغاله بالتظاهر في ساحات العراق، كمطالب بحكومة غير محاصصاتية ويستغل ويصادر تظاهرات الديمقراطيين الحقيقيين اليساريين العراقيين، ثم يأمر اصحابه بالامتناع عن التظاهر و بالذهاب لانتخاب وزراء محاصصة.
٣- يقف مع الائتلاف الوطني لكنه لا يقف مع عمار الحكيم، ليشق الصف كما يحلو له تسميتها، يقف مع حزب واعضاء من حزب الدعوة التي يقودهم اصحاب العبادي و لكنه لا يقف مع حزب الدعوة التي يقودهم نوري المالكي. يقف مع العلاق و لا يقف مع الجعفري. يقف مع المعتصمين ولا يقف مع حنان الفتلاوي.
٤ـ يقف مع سليم الجبوري و لا يقف مع المطلك، يقف مع الكرد و لا يطلب منهم التسامح والقبول بالاصلاح. يقف ضد التيار المدني الديمقراطي الذي يطالب بالاصلاح فيستفيد من تظاهراتهم و من جماهيرهم ليدعي مليونية التظاهرات و لكنه لا يقف معهم في تنفيذ الاصلاح الحقيقي فيشل تجمعاتهم .
٥ـ يطالب بسحب وزراء التيار ثم يدعوهم للتواصل مع الحكومة ثم يحبسهم و يعاقبهم و يأمرهم كل ساعة برأي مختلف، ينتظر خلو المجلس من النصاب القانوني (بدون نوابه) و انعقاده ثم يخطب في الناس بالتقدم الى ساحات الاعتصام امام المنطقة الخضراء و باحتلال بناية مجلس النواب بحجة ان المجلس لم يكتمل لينعقد ، و يدعي بأنه ذاهب ليعتصم في صومعته للتعبد، و ليتلقى الوحي والتنبؤات ، محدداً مدتها بشهرين، ليعود و ليصف نفسه كالمهدي المنتظر.
اللعبة القذرة
انها اللعبة القذرة لتقسيم العراق، التي بدأت تتضح بكل صورها و اشاراتها و تشعباتها المتعمدة بتشويش الوضع و تشويه الحقائق و الاتجاهات الوطنية و لتضيع اهدافها، خصوصاعندما نتتبع تصريحات اعضاء الكتلة الكردية و تنعتهم بوزرائهم ، في وقت يقولون بأنهم مع الاصلاحات . ولولا هذا البغل مقتدى لما تمكن هؤلاء من السيطرة على الوضع عن بعد . و لولا معرفتهم بأهداف من يسير هذا الجاهل البغل مقتدى لما تمكنوا من شل اعمال مجلس النواب العراقي، فنراهم يقوفون امام البناية ينتظرون اتجاه التغير ، ان كان لصالحهم دخلوا و الا فهم مع الاصلاح الغير قابل للتنفيذ بسبب مواقفهم .
و مقتدى الصدر ليس اول البغال ممن استغلهم اعداء العراق و اعداء الديمقراطية، و كانوا سينتصرون في مصر عند تجنيدهم للبغل مرسي لولا غبائه فاستبدلوه و سيغيرون، و يشرِّدون مقتدى كغيره عندما يصبح ضارا لهم و لمصالحهم.
بقيت نقطة أخيرة اود الإشارة إليها و لا اقصد منها ذم الناس او محاسبتهم. كيف تمكن البعض من تسمية مقتدى بالقائد الكارزماتي، او القائد الضرورة؟ و لماذا شجعوه ليكون احد قادة المقاومة الشريفة؟ وما هو السر وراء مدح السعودية لمقتدى؟ ألا يجب استعمال العقل و المنطق و الاستفادة من التاريخ و من الامثلة التي تمر على الشعوب، و ان لا نتهور او نستعجل و نتبع اغبياء كمقتدى و نستعين بهم لمحاربة خصومنا السياسين او ضد اعداء العراق؟ ألا يحب النظر للمستقبلبتامل لنرى المضاعفات التي ستنتج عن استعمال هؤلاء الاغبياء؟
و اخيرا، ان مقتدى “البغل “جاهز و حاضر لكل من يتمكن من استغلاله و يعرف كيفية الاستفادة منه، وهم كثيرون مع الاسف ،. بدءً من الحكومات ومروراً بالهيئات و المؤسسات و الاحزاب و الكتل السياسية و منفذي الخطط الاسرائيلية و الامريكية و السعودية ، فهو بغل للإيجار متعدد الاستعمالات ، و يتحمل كل الاثقال، فمتى يا تري سنتعلم من اخطائنا ؟