السيمر / فيينا / الأربعاء 18 . 08 . 2021
وداد عبد الزهرة فاخر*
لم تكن نهضة ابا الشهداء الحسين بن علي مجرد حركة ، او تمرد كما يسميه بعض اهل السنة من النواصب ، بل صرخة الحق بوجه الظلم والحكم الدكتاتوري الوراثي لبني امية ، وبالضد من الرسالة المحمدية التي جاءت من اجل تحرير العقول والنفوس التي عاشت ايام الجاهلية في ظلام فكري ومجتمعي متخلف . فالثورة الحسينية رسالة واضحة لاشاعة الحرية ، وتنظيم المجتمع الاسلامي الجديد وقتها ، ودفع كل انواع الحيف والظلم عن المؤمنين بالرسالة المحمدية التي تصدى الامام الحسين للدفاع عنها .
واستذكار الثورة الحسينية من قبل بعض الجهلة ، ممن لا يعون ماهية الثورة ، وقيمتها ومكانتها التاريخية والدينية ، من خلال اللطم والبكاء ، او كما يفعل المتخلفين جدا بالزحف نحو المرقد الشريف للامام الحسين ، بطريقة مذله ومخزية ، ومتخلفة ، لان صرخة عاشوراء المدوية هي ” هيهات منا الذله” فكيف يقوم البعض او يشجع على اذلال نفسه ، وابو الاحرار الحسين يقول ” هيهات منا الذله”؟
لذلك نحتاج مثقفين ومواطنين عاديين ، ورجال دين ، وقراء حسينيين ، الى نشر الوعي الجمعي بين جموع المؤمنين ، من اجل اعلاء شأن الشعائر الحسينية بعيدا عن النواح والصريخ ، واللطم وكل انواع ايذاء النفس ، والاقتداء بوصية سيد الشهداء لاخته العقيلة زينب قبل ساعات من استشهاده : يا أخيَّة إني أقسمت عليك فأبري قسمي، لا تشقِّي عليَّ جيبا، ولا تخمشي عليَّ وجها، ولا تدعَي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ” .
بذلك ساهمت عقيلة بنو هاشم بغرس روح الاباء والعزة والكرامة في نفوس آل بيت الرسول ممن حضر معركة الشرف والكرامة بكربلاء ، وشدت من عزمهم وازرهم .
بهذا يجب ان يقتدي كل مؤمن من شيعة آل بيت الرسول ، بمزايا واخلاق وقدرة بطلة كربلاء على الصمود ، واعطاء درس للجيش الاموي بان شهادة الجمع الحسيني ، ليس عبثا او لهوا بل عن قناعة باشاعة الحرية والحفاظ على المباديء .
لذا يتوجب علينا أن نسعى لإصلاح ذات البين على مستوى الأفراد والأسر و الطائفة و الطوائف والوطن عندئذ نكون حسينيين لأن الحسين رفع شعار الإصلاح. عندما نأمر بالمعروف بعضنا البعض الآخر، وعندما ينهى بعضنا البعض الآخر عن المنكر عندئذ نكون حسينيين. عندما نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر عندئذ نكون حسينيين . وان تكون اعمالنا وفق نظرة اخلاقية وانسانية ، ووفق مصلحتنا ومصلحة مجتمعنا ، بعيدا عن الانانية ، والعنصرية والتفرقة .بذا نكون حسينيين حقيقيين وندعو لاصلاح ذات البين ، ورص صفوف المجتمع.
السلام على الحسين ، وعلى ابناء الحسين ، وعلى إخوة الحسين ، واصحاب الحسين ، ولتكن شهادة الحسين لنا نبراسا ومنارا حقيقيا ينير دربنا نحو الحرية والخير ، والسلام.
فيينا 18 . 08 . 2021
*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج من حملة مكعب الشين الشهير