السيمر / الأربعاء 11 . 05 . 2016
محمد الحنفي / المغرب
إلــــــــــــــى:
ـ الطبقة العاملة في عيدها الأممي: فاتح ماي 2016.
ـ النقابات المناضلة التي تستحضر أهمية انتزاع المزيد من المكاسب لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ـ أحزاب الطبقة العاملة، الحريصة على توعيتها بأوضاعها المادية، والمعنوية، وبدورها التاريخي لصالح البشرية، وقلب موازين القوة لصالح الكادحين عبر العالم.
ـ الأوفياء إلى الطبقة العاملة، وإلى فكرها، وإلى أيديولوجيتها، والعاملين على بناء حزبها الثوري.
ـ شهيد الطبقة العاملة المغربية: الشهيد عمر بنجلون.
ـ فقيد الطبقة العاملة المغربية: الفقيد أحمد بنجلون.
ـ من أجل:
§ ـ التفكير في بناء الحزب الثوري: حزب الطبقة العاملة.
§ـ التمسك بأيديولوجية الطبقة العاملة، القائمة على أساس الاقتناع بأيديولوجية الاشتراكية العلمية.
§ ـ التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
سلاح الإضراب، والاعتصام لم يعد كافيا:
إن وضع الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في ظل العولمة الرأسمالية، وعولمة اقتصاد السوق، يزداد ترديا، بفعل الاستغلال الهمجي، الذي تتعرض له، وبفعل الحرص على الرفع من وتيرة الإنتاج، بنفس العدد من العمال، أو أقل منه، وفي زمن أقل، وبتكلفة مادية أقل، لتزداد الفوائد التي يجنيها الرأسمال، ونظرا لأن همجية الرأسمالية، والرأسماليين، لا تراعي القدرة الشرائية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما تطرح في السوق أسعار البضائع، وبدعم من حكومات الأنظمة الرأسمالية المركزية، والتابعة، فإن الطبقة العاملة، ومعها باقي الأجراء، وسائر الكادحين، تجد نفسها وجها لوجه مع ارتفاع الأسعار، ومع ضعف الأجور، المصحوب بالحرمان من مجموعة من الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يقتضيها سوق العمل. وهو ما يتطلب تحرك النقابات المبدئية، والمناضلة، من أجل خوض النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل انتزاع مجموعة من المطالب المؤدية، بالضرورة، إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية؛ لكن المشكل القائم في ظل عولمة اقتصاد السوق، في أن الأساليب التي كانت متبعة قديما، في النضالات المطلبية، لم تعد مجدية، كما لم تعد مؤثرة على الفوائد التي يجنيها الرأسمال، والرأسماليون، كما هو الشأن بالنسبة لإقامة المشاريع الإنتاجية المتعددة الجنسيات.
ولذلك، فإن على النقابات التي لم تعد مستقطبة إلا لجزء بسيط من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في كل بلد من البلدان الرأسمالية المركزية، أو التابعة، أن تعيد النظر في أساليبها النضالية، التي لم تعد مجدية، ولم تعد مؤثرة، كما لم يعد الرأسمال، والرأسماليون، يعبأون بتوقيف الإنتاج، مهما كانت المدة التي يتوقف فيها الإنتاج، نظرا لتوفر فائض الإنتاج، أو لتوفير اليد العاملة، التي تعوض بها المتوقفين عن العمل، أو اتخاذ قرار إغلاق المؤسسة الإنتاجية، وتصفية أصولها، والانتقال إلى بلد آخر، ليصير العمال هم المتضررون، بالدرجة الأولى، من العمل الإنتاجي المتوقف.
فإعادة النظر ،تقتضي التفكير في إبداع أساليب جديدة، تنسجم مع طبيعة تأهيل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومع طبيعة الشركات المتعددة الجنسيات، ومع عولمة اقتصاد السوق، في نفس الوقت، كما تقتضي إبداع أساليب جديدة، في إطار التنسيق الميداني بين النقابات الممثلة للمنتجين، أو الخدماتيين عبر العالم، حتى إذا تم اتخاذ قرار نضالي معين، يكون ببعد معولم، أي الانتقال بمستوى القرارات النضالية، إلى المستوى المعولم، في أفق إحداث ثقب واسع في الجسد الرأسمالي، مما يساهم في نخر كيانه، ويعمل على تكسير شوكته، ويقود إلى انتزاع مكاسب معولمة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين عبر العالم، في المحيط، كما في المركز، في ظل الأنظمة الرأسمالية التابعة، كما في ظل الأنظمة الرأسمالية المركزية، مادام النضال النقابي في البلد الواحد، لم يعد مجديا، ولم يعد قادرا على انتزاع مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وإذا كان سلاح الإضراب، والاعتصام، كقوة ضغط، لم يعد كافيا، لفرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للطبقة العاملة، على مستوى البلد الواحد، وعلى مستوى القطاع الواحد، في نفس البلد، فإن الإضراب، والاعتصام، على مستوى القطاعات المتجانسة، (إنتاجية، وخدماتية)، وعلى المستوى العام، أو على المستوى الدولي، وفي إطار عولمة النضالات المطلبية. وإذا كانت النقابات المنسقة فيما بينها، أو المنخرطة في إطار ما يمكن تسميته بالجبهة النقابية العالمية، أو الجبهة القارية، أو الجبهة القومية، على الأقل، خاصة وأن وحدة المصير واحدة، حتى وإن اختلفت القوانين، واختلفت الأوضاع، والمعاناة، من بلد إلى آخر؛ لأن الرأسمالية واحدة، تفكر بنفس المنطق، وتتبع نفس المنهجية الاستغلالية، في مستوياتها المختلفة، ولأن الطبقة العاملة واحدة، حتى وإن اختلفت وضعياتها، من بلد إلى آخر، والاستغلال الممارس عليها واحد، ومشاكلها واحدة، ومعاناتها واحدة، حتى وإن تسرب إليها الوهم البورجوازي، الذي لا يقبل التحقق أبدا، بقدر ما يصرف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن التفكير في أوضاعهم المادية، والمعنوية.
والنقابات في أي بلد، يجب أن تحمل وعيا نقابيا صحيحا، بعيدا عن توظيف أدلجة الدين الإسلامي، كما تفعل العديد من النقابات التي تسمي نفسها إسلامية، وبعيدا عن البيروقراطية، التي ألحقت الكثير من الأضرار بالنقابات، وبالعمل النقابي، وبعيدا عن تبعية النقابات لأحزاب معينة، في هذا البلد، أو ذاك، وبعيدا عن النقابة الحزبية، التي تنفذ القرارات الحزبية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبعيدا عن صيرورة النقابة، أي نقابة، مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين؛ لأن الوعي النقابي الصحيح، لا يمكن بلورته إلا في إطار نقابة يجب أن:
1) تكون مبدئية، حتى تنحاز إلى مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا شيء غير ذلك، ولا يمكن أن تكون في خدمة الجهاز البيروقراطي، كما لا يمكن أن تكون في خدمة الجهة الت تتبعها النقابة، ولا في خدمة الحزب، ولا مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، مهما ادعى هذا الحزب ارتباطه بالطبقة العاملة، ومهما كان متفانيا في خدمة الطبقة العاملة؛ لأن ادعاءه الارتباط بالطبقة العاملة، وتفانيه في خدمتها، ما هو إلا استغلال للطبقة العاملة، وجعلها في خدمته، ودعما له، مما قد يوظف ضد أحزاب الطبقة العاملة، مع ضرورة القطع النهائي مع الممارسات الانتهازية، مهما كان مصدرها، حتى لا تتحول النقابة إلى مجال لتصريف الممارسات الانتهازية.
2) تحترم مبادئ العمل النقابي، المتجسدة في الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، في جدليتها، وتكاملها، حتى تؤدي دورها في تقوية التنظيم، وفعاليته، من أجل أن يقوم بدوره لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحتى تعمل على تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية باستمرار، سعيا إلى تحريرهم من كل أشكال القمع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي تمارسه الرأسمالية، والرأسمناليون عليهم.
3) تحرص على تفعيل البرامج المقررة، والتي صارت في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومهما كانت التضحيات التي تقدمها النقابة من أجل ذلك؛ لأن عدم تفعيل البرامج، سيجعل النقابة مجالا للتواكل، وسيجعل المسؤولين النقابيين غير متحملين لمسؤولياتهم، مهما كانت هذه المسؤوليات، التي ستتحول إلى مجال لتصريف الممارسات الانتهازية، وستتحول البرامج إلى مجرد شعارات، والمبادئ إلى مجرد ديماغوجية، والمبدئية إلى ضحك على الدقون، لتتحول النقابة إلى أداة لتخريب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
4) تسعى، باستمرار، إلى تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتوعيتهم بأوضاعهم المادية، والمعنوية، استعدادا لخوض النضالات المطلبية، وبالطريقة المناسبة، التي تدعو إليها النقابة، من أجل فرض الاستجابة للمطالب العمالية، في أي بلد من البلدان الرأسمالية، أو التابعة.
5) تعمل على تحقيق الأهداف، التي تحددها النقابة لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سعيا إلى تعميق الارتباط بهم، ورفع مستوى وعيهم بأوضاعهم المادية، والمعنوية، من أجل إدراك مستوى الاستغلال الممارس عليهم، من قبل الرأسمالية، والرأسماليين، ومن قبل الدولة المنظمة لعملية الاستغلال الرأسمالي، حتى يزدادون عداء لممارسي الاستغلال الطبقي: المادي، والمعنوي.
وهذه النقابة المبدئية، والمحترمة للمبادئ، والحريصة على تفعيل البرامج المقررة، والعاملة على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والحريصة على تحقيق الأهداف المحددة نقابيا، هي وحدها المؤهلة لبلورة الوعي النقابي الصحيح، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين المنتمين إليها، أو المرتبطين بها، نظرا لإخلاصها في العمل على تحقيق مطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لضمان الاستمرار في الارتباط بهم، ولجعلهم مجالا لتوسيع الخريطة النقابية، ولجعلهم يسعون، باستمرار، إلى قيام النقابة بالربط الجدلي بين العمل النقابي، والعمل السياسي، في أفق الارتقاء بوعي العمال، إلى مستوى إدراك جوهر الاستغلال الرأسمالي، الذي يمتص الكادحين بدون حدود تذكر، ويقف وراء النزيف الذي لا يتوقف، لينتهي بالعجز المطلق عن العمل، أو بالموت.
والنقابة التي تصير بمبدئيتها، وباحترامها للمبادئ النقابية، منتجة للعمل النقابي السليم، أنى كانت هذه النقابة، وأينما كانت، تستطيع أن تبدع الأساليب النضالية الناجعة، المؤثرة، والفاعلة في الرأسمال، وفي الرأسماليين، من غير الإضراب، ومن غير الاعتصام، الذي لم يعد مجديا، مع وجود جيوش العاطلين في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين المؤهلين، وغير المؤهلين؛ لأن الرأسمالية في استطاعتها التخلص من المضربين، والمعتصمين، كما تفعل دائما، ليس في البلدان ذات الأنظمة الرأسمالية التابعة فقط؛ بل في ظل الأنظمة الرأسمالية المركزية كذلك، التي تعرف جيوشا من العاطلين بدون حدود.
ذلك أن تحسين أوضاع الطبقة العاملة، يحتاج إلى شيء آخر، لا علاقة له لا بالإضراب، ولا بالاعتصام، يحتاج إلى توعية مجموع أفراد المجتمع، من غير الرأسماليين، والمستفيدين من الاستغلال الرأسمالي، وحفزهم على الارتباط الجدلي، والعضوي بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتضامن معهم، ودعم مطالبهم المادية، والمعنوية، والاستجابة لدعواتهم، للقيام بعمل معين، دعما لهم، ومشاركة في نضالاتهم، ويحتاج ثانيا على توظيف المجتمع الواعي برمته، من أجل الضغط على الرأسماليين، حتى يستجيبوا للمطال النقابية، باعتبارها مطالب مجتمعية؛ لأن النقابة تدافع عن العمال الذين ينتمون على المجتمع، ولأن الدفاع عن المجتمع، في نفس الوقت، من مهام النقابة، خاصة وأن العلاقة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والمجتمع، هي علاقة عضوية. والعلاقة العضوية تقتضي أن تصير للعلاقة بين النقابة، والمجتمع، حتى يعمل المجتمع على حماية النقابة، من خلال دعم العمال، والضغط في أفق الاستجابة لما يدعون إليه، وحتى تعمل النقابة على حماية المجتمع، من خلال الإخلاص في الدفاع عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.