السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 02 . 2022 —— انطلقت صباح اليوم الجمعة في كل المحافظات الايرانية مراسم احياء الذكرى السنوية الثالثة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية، مع مراعاة التوصيات الصحية للوقاية من فيروس كورونا.
ونظرا للقيود التي تفرضها البلاد للوقاية من جائحة كورونا، فان المدن والمناطق التي وصلت فيها الجائحة الى الدرجة الحمراء فان المسيرات تقتصر على السيارات والدراجات النارية.
أما المدن والمناطق الخضراء فانها تشهد مسيرات راجلة، فقد تم تحديد مواقع انطلاقتها والتجمع فيها، ومن المتوقع مشاركة ملايين الايرانيين في هذه المسيرات التي تستمر الى الساعة الحادية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي، على أن ينتقل المشاركون في المسيرات الى مساجد المدن التي تقام فيها صلاة الجمعة.
* الشارع الايراني في مسيرات احياء الثورة الاسلامية
اكد مراسل العالم ان العاصمة الايرانية طهران وبسبب تفشي وباء كورنا اختصرت المسيرات بمناسبة الذكرى الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية على السيارات والدراجات النارية.
وقال مراسلنا، أن السيارات والدراجات في المسيرات زينت بإلعلم الايراني وصور شهداء قادة النصر الشهيد الفريق قاسم سليماني والشهيد الحاج مهدي ابو المهندس وباقي الشهداء الايرانيين.
وقال احد المشاركين في المسيرة حول خروجه للمسيرة رغم ظروف جائحة كورونا والبرد القارص مع زوجته واطفاله: “ثاروا اباؤنا ضد التبعية من اجل ان يكونوا احرارا ومستقلين، ونحن اليوم على غرارهم علينا ان نستمر في هذا الطريق، خاصة ونحن نعيش في منطقة كلها حروب واشتباكات واراقة للدماء، ونحن اليوم نأتي باطفالنا من اجل استمرار مسير اباؤنا، نحن نرى العزة في بلدنا ونفتخر باستقلال بلدنا، وعلينا ان نقوم بمهمتنا ونستمر بطريق الحرية والاستقلال الذي خطه لنا اباؤنا”.
* نائب ايراني: على الامريكان ان يدركوا ان مرحلة “اضرب واهرب” قد ولت
اكد عضو لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الايراني فدا حسين مالكي: ان الثورة الاسلامية اوجدت تحولا اساسيا في العالم الاسلامي.
وقال مالكي لقناة العالم على هامش احتفالات 43 ربيعا لاحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران: ان جناحا الثورة الاسلامية الجيش الايراني وحرس الثورة الاسلامية جعلا ايران تقف على قدميها، وعلى الامريكان ان يدركوا ان مرحلة “اضرب واهرب” قد ولت.
كما شدد مالكي على ان ايران بلد مستقل وهي تتواصل مع حلفائها.
* باحث سياسي: الثورة الإسلامية الإيرانية ثورة شعبية بإمتياز
قال الباحث السياسي رياض ساجد إن الثورة الاسلامية في ايران كانت الثورة الشعبية الوحيدة في المنطقة.
واوضح ساجد في حديث لقناة العالم خلال التغطية الخاصة بالذكرى الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، أن الثورة الاسلامية في ايران كانت خالية من العنف تماما، وانها ثورة شعبية بامتياز.
وحول شخصية الامام الخميني (قدس سره الشريف) قال ساجد، إن الامام الخميني الراحل (قدس سره الشريف)، قبل انتصار الثورة الاسلامية كان يقدم نفسه واسرته في مجال التضحية من اجل الثورة، وبعد انتصار الثورة الاسلامية لم يكن الامام الخميني (قدس سره الشريف) يقبل بان يتصدى احد من افراد اسرته لاي منصب.
واشار ساجد الى ان شخصية الامام الخميني الراحل تركت تاثيرا كبيرا على طلاب الجامعات العراقية آنذاك.
قال مراسل العالم من العاصمة الايرانية طهران، إن كل المحافظات الايرانية تحيي اليوم الذكرى الـ43 لإنتصار الثورة الإسلامية بمسيرات حاشدة وبمشهد مهيب.
واوضح مراسلنا، إن الشعب الايراني اليوم بخروجه بمسيرات حاشدة في كافة ارجاء البلاد، أكد ثباته ووقوفه الى جانب الثورة الاسلامية بعد مرور43 عاما، وبان هذه الثورة تعيش بداخله.
واشار مراسلنا الى ان المسيرات خرجت في بعض المناطق سيرًا على الاقدام وفي المناطق التي صنفت حمراء بسبب تفشيء وباء كورونا اختصرت على مسيرات السيارات والعجلات.
وقالت احد المشاركات في المسيرة في العاصمة الايرانية طهران حول رسالتها من الحضور: “جئت من مدينة بابل شمال ايران الى العاصمة طهران حتى اشارك في هذه المسيرة، بعد انتصار الثورة الاسلامية ايران كانت وحدها والعدو لم يكن له دور في تقرير مسيرها، نحن اكثر الدول الستقلالا ونعشق الشهيد الفريق قاسم سليماني وكلنا بصوت واحدة نهتف الموت لاميركا والموت الاعداء الثورة الاسلامية”.* محلل سياسي: التلاحم الشعبي سر نجاح الثورة الاسلامية
قال المحلل السياسي مسعود فكري، إن أحد اسباب نجاح الثورة الاسلامية في ايران هو التلاحم بين افراد الشعب بكل أطيافه.
واوضح فكرى في حوار مباشر مع قناة العالم الاخبارية خلال التغطية الخاصة بذكرى انتصار الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، أن ايران في زمن الشاه كانت تحكمها حكومة استبدادية وبتدخلات خارجية، المستشارون الكثر الذين جاؤوا من اميركا وبلدان غربية اخرى كانوا يحكمون البلاد.
وأكد المحلل السياسي أن الثورة الاسلامية في ايران تمتاز بأنها لم تكن مدعومة من أي جهة خارجية وأن قيادتها منبثقة من الشعب نفسه.
واشار فكري الى ان الشعب الايراني قبل الثورة الاسلامية كان يعيش في حالة الفقر بينما ايران تحظى بثروات كبيرة.
وبين فكري ان بعد انتصار الثورة الاسلامية اصبح هناك تلاحم و بين افراد الشعب كله وحيث اصبح ميثاق بين الشريحة المثقة ورجال الدين من اجل النهوض بالمجتمع الى النحو الافضل.
* مفكر سوري: ثورة ايران عنوان من عناوين الفتح المبين
وصف المفكر والباحث السياسي محمود دياب، الثورة الاسلامية في ايران بانها عنوان من عناوين الفتح المبين الذي منّ الله تعالى به على النبي محمد “صلى الله عليه وآله”.
واكد المفكر والباحث السياسي في حوار مع قناة العالم على هامش احتفالات 43 ربيعا لاحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران: ان فكر الامام الخميني الراحل بقي راسخا لكل اتباعه وعلى رأسهم القائد الخامنئي. واشار محمود دياب الى ان الامام الخميني قاد ثورة تحت شعار لا شرقية ولا غربية.
وانطلقت في مدينة مشهد المقدسة مسيرة طويلة احياءا لذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران
وقال مراسل العالم في مدينة مشهد المقدسة شمال شرق ايران، تقام فعاليات تلك المسيرة في شارع الامام الرضا (عليه السلام) ويعتبر هذا الشارع رمزاً لثوار سبعينيات القرن الماضي الذين كانوا ينددون بسياسات النظام البهلوي.
كما اوضح مراسلنا ان رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف سيلقي كلمة بمشهد في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الـ43.
* كاتب سياسي: ثورة ايران شكلت قلعة للمقاومين وضربت خاصرة الاستكبار والصهيونية
اكد الكاتب والمحلل السياسي حسن حردان، انه منذ انتصار الثورة الاسلامية تحولت ايران الى قبلة وشعلة لكل الاحرار والمقاومين في المنطقة والعالم وشكلت سندا لهم.
وقال حردان لقناة العالم على هامش احتفالات 43 ربيعا لاحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران: ان ايران منذ انتصار ثورتها الاسلامية تشكل قلعة في مواجهة الاستكبار والصهيونية، كما شكل انتصار الثورة الاسلامية في ايران انتصارا لفلسطين وللشعب الفلسطيني، وشكلت دعما كبيرا للمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين ووقفت الى جانب سورية ضد الارهاب.
كما اكد حردان، ان ايران شكلت سندا للثورة اليمنية التي احبطت اهداف تحالف العدوان، وان ايران لعبت دورا اساسيا في تعزيز دور المقاومة في المنطقة والعالم.
* حشود مليونية في خوزستان تحتفل بذكرى الثورة الاسلامية
قال مراسل العالم في اهواز، ان محافظة خوزستان شهدت خروج حشود بمسيرات مليونية للاحتفال بذكرى انتصار الثورة الاسلامية. واسهمت محافظة خوزستان بدور رئيس بنشر خطابات الامام الخميني “قدس سره” في ايران بعد نقلها من العراق عندما كان في المنفى. ويعبر المشهد في محافظة خوزستان عن مدى تلاحم الشعب الايراني مع الثورة الاسلامية.
* كيف اسقطت الثورة الاسلامية الفكر الغربي النمطي الواحد؟
اكد الباحث في الشؤون الدولية علي فضل الله، انه بعد 43 عاماً لم يكن احداً يتوقع ان تستمر الثورة الاسلامية في ايران الى هذا الوقت، رغم حجم العداء والكبير جداً الذي ووجه به هذه الثورة.
وقال فضل الله في حديث مع قناة العالم خلال برنامج “مع الحدث”: انه دائماً كان يقال ان هذه الثورة لن تعمر كثيراً ودائماً كانت توضع لها التواريخ تتنبأ بسقوط النظام الاسلامي، ولكن هل حصل ذلك؟ بالطبع كلا.
واوضح فضل الله، ان الكاتب الشهير في السي آي ايه بوب ووداورد كتب في مقاله انه لم يتوقع الامريكان ان تستطيع الثورة الايرانية الانتصار على قوة الشاه الهائلة، بعدما زوّد “الجيش الامبراطوري للشاه والساباك” بدعم هائل وكبير من المقدرات والامكانات، الا انه رغم ذلك انهار نظام الشاه في 11 شباط عام 1979، وبالتحديد على يد قيادة دينية، بمعنى ان هذه القيادة كانت تملك جانباً ثقافياً وقيّماً هائلاً في دولة محورية بعد عقود من الفوضى والمادية المتطرفة والقول ان الدين انتهى من حياة الشعوب.
ولفت فضل الله الى ان احد اهم المشاهير امثال ميشيل فوكو تحدث عن الثورة في ايران، ووصفها بالثورة الالفية، وهي الثورة التي ادخلت الروح الى السياسة بعد قرون من سيطرة النمط الامريكي والبريطاني والسوفيتي الواحد وانتهاء الدين والايديولوجية، وكانت الامور قد اتخذت مساراً معيناً، اما نقطة الافتراق التي حدثت عام 1979 بشكل مدهش، هي نهضة الثورة الاسلامية، حتى ان الامام الخميني “قدس سره” كان غريباً بالنسبة لهم، باعتبار انه كان كبيراً في السن، يرتدي اللباس التراثي (لباس النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، لديه تصميم واصرار على الحضور، مشيراً الى انه خلال 3 اشهر اقام الامام الخميني اكثر من 400 مؤتمر صحفي، الامر الذي ادى الى قيام الشعب كله وايده، والاستفتاء الذي اجراه بعد ذلك اكد ان اغلب الشعب الايراني كان معه.
* القنصلية الإيرانية في البصرة تحتفل بذكرى انتصار الثورة الاسلامية
اقامت القنصلية الايرانية في البصرة جنوبي العراق احتفالآ مركزيا بمناسبة الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران.
وحضر الاحتفال حشد غفير من ممثلي المكونات الدينية والتيارات السياسية والرسمية والعشائرية، وسط تأكيد على ضرورة الاخذ بمعايير الثورة الاسلامية التي جمعت بين مواجهة الظلم وانهاء كل اشكال التبعية للقوى الدولية ودعم القضايا العادلة للشعوب.
وقال حسن الراشد وهو مسؤول منظمة بدر العراقية في البصرة:”الثورة الاسلامية لم تحدد في ايران انما هي في لكل مستضعفين العالم والثورة حقيقة اعطت دروس بان المستضعفين لابد ان ينتصروا عندما تكون لديهم ارادة واصرار بامنكانهم ان يواجه الاستكبار العالم واستطاع الامام ان يحقق ذلك بشكل واضح”.
وقال ممثل مفتي جمهورية العراق الشيخ محمد امين الطه: “نحن نقول يجب على جميع المسلمين ان يتأسوا بالامام الخميني قدس سره الذي استطاع ان ينشأ دولة استطاعت ان تقف امام الجبروت والشيطان الاكبر اميركا و”اسرائيل”.
المشاركون في المهرجان اكدوا ان الثورة الاسلامية استطاعت ان تغير موازين القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية، لمصلحة القوى الوطنية المناهضة لمشاريع السيطرة على العراق والمنطقة وتأثيرها الكبير في نهضة الشعوب الاسلامية والمستضعفة.
وقال القيادي في تيار الحكمة جواد الامارة: “نحن كعراقيين الثورة الاسلامية هي ثورتنا الصوت الواضح الذي اظهرمظلوميتنا امام الرأي العام والذي انصتر لنا سواء في زمان الطاغية صدام الذي دمر الشعب العراقي ومابعده عندما جاء داعش رأينا كيف الجمهورية الاسلامية الايرانية الدولة الوحيدة التي ساندتنا بكل ما تملك من امكانيات”.
وأكد السيد فرات الشرع وهو عضو سابق في البرلمان العراقي: “هذه الثورة تبقى بالنفوس وتبقى ثابته مستقرة مستمرة مهما طال الزمن ولا ابالغ ان قلت ليس لها مثيل لا قبلها ولا بعدها وستبقى ان شاء الله سر الانتصار”.
كما عبر المشاركون عن التزامهم بالنهج المبدئي للثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني قدس سره وسط دعوات لاستلهام المبادئ الوحدوية لدرئ الفتنة التي تسعى اليها قوى الاستكبار العالمي بين الشعوب الاسلامية.
43 عاما ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران الثورة التي اصبحت فخر للمسلمين والمستضعفين في العالم وقدوة لنجاح المجتمع الانساني.
المصدر / العالم