الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / من سيفرض إرادته على الآخر ؟ التيار أم المستقلون؟

من سيفرض إرادته على الآخر ؟ التيار أم المستقلون؟

السيمر / فيينا / الثلاثاء 22 . 03 . 2022 

يشهد الشارع تصعيدا بين التيار الصدري من جهة وشريحة مستقلة إنتفضت في تشرين – وسرعان ما تم إختطاف حراكها.
المواجهة بينهما تعود جذورها الى بداية حراك 2019 حين اختطفت حراك تشرين جماعاتٌ من التيار وأخرى حرّكتها السفارات.
 لاحقاً اكتشفت تلك الأقلّية المستقلة كم كانت مخدوعة :
>> حين رأت نفسها أداةً بيد الجهات الخارجية والمخربة ،
>> وحين ركب موجتَها الانتهازيون ليحصلوا على المناصب والغنائم ،
>> وحين حقق الاعداء مبتغاهم وضربوا بواسطتهم استقرار الوسط والجنوب الشيعي، وعطلوا مشاريع التنمية التي شرعت بها للتوّ حكومة عبدالمهدي.
>> وحين إكتشفوا كم كانوا مغفّلين عندما صدقوا وعود السفارات، وأغرتهم ملايينُ الإمارات، وعُلبُ الطعام التي كانت تصلهم من مضايف العتبات ..
>> وحين اكتشفوا أن المطبّعين هم من إبتدعوا شعارات التفرقة وحرضوهم ضد أشقاءهم من الشيعة – كي ينهبَ خيراتِهم الكرديُّ وإبنُ الغربية.
ثم كانت صدمتَهم الكبرى حين اكتشفوا أن نفس القوى التي أغرتهم في تشرين ووفّرت لهم الدعم المالي والإعلامي – قد أدارت لهم ظهرها لتدعم نتائج الإنتخابات لصالح جهات بعينها – رغم فضاعة التزوير .
 اليوم نحن أمام مشهدَين للتحدي يواجههما حاملو رايةَ “المستقلين” :
– الاول: مشهد مواجهة في الشارع يقودها بعض قدامى التشرينيين .. وهم يتحدّون التيار موجهين له إنتقاداتٍ لاذعةً بعد سلسلة إعتداءات وتهديدات طالت ناشطيهم.
– والثاني : مشهد مواجهة سياسية تحت قبة البرلمان.
حيث وقَع “مستقلو” مجلس النواب بحيرةٍ كبيرةٍ بين التسليم للواقعية السياسية التي تفرض العمل في إطار الممكنات .. وبين الشعارات التي أوصلتهم إلى قبة البرلمان.
– المشهد السياسي بالغ التعقيد ، وهم مصدومون بواقعٍ بعيد تماماً عن الأحلام الوردية التي كانت تراودهم.
– فقد وقعوا في نفس المأزق الذي وقعَ فيه السابقون : إذ يتوجب عليهم الإختيار بين مواقف مبدئية تحفظ ماء وجههم – لكنها ستخرجهم من التوازنات المقبلة ..
– أو تقديم تنازلات أخلاقية ستسقطهم أمام جمهورهم، وتجعلهم فريسة الإعلام المناوئ.
 يبدو موقف “مستقلي” الشارع أقل تعقيداً من رفاقهم البرلمانيين ، والذين نجحوا الى الآن بالاختباء في عُتمة المواقف ..
.. لكن التحدي القادم سيفقدهم ميزة الهروب وسيرغمهم على استمرار السلبية – أو الوقوف مع أحد طرفين :
– طرفٍ طالما انتقدوه بلا هوادةٍ، لكنه اليوم يبدو الأقرب إليهم والأشد أمناً وإنضباطاً ..
– أو طرفٍ أخذ يغازلهم مؤخرا لكنهم يعلمون جيداً أنه سيسحقهم ما إن تتاح له الفرصة.

٢٢ -٣ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً