السيمر / فيينا / الجمعة 06 . 05 . 2022 —— توفي شخص واحد على الأقل، فيما تعرض حوالي 5 آلاف آخرون للاختناق، في العراق، بسبب عاصفة ترابية، ضربت الخميس مناطق وسط وجنوب البلاد، حسب وزارة الصحة. في هذا السياق، وخشية التعرض للاختناق، دعت الوزارة السكان الذين يعانون من مشاكل تنفسية إلى عدم مغادرة منازلهم أو وضع الكمامة في حال اضطروا للخروج.
وحسب الوزارة، فقد غطّى الغبار سبع محافظات عراقية منذ ليل الأربعاء، بينها العاصمة بغداد، ومحافظات والأنبار وكركوك والنجف الأشرف وكربلاء وصلاح الدين وديالى، في الوسط والجنوب، التي استيقظ سكانها على طبقات سميكة من الغبار البرتقالي تغطّي منازلهم.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، في بيان: “حتى الآن، على الأقل، سجلت حالة وفاة واحدة في بغداد”، مضيفا “أستطيع أن أقول إننا استقبلنا ما لا يقل عن 5 آلاف حالة اختناق حتى الآن”. مشيرا في نفس الوقت إلى أن “هذه الإحصائية غير نهائية، وقابلة للارتفاع”. لكنه لفت في المقابل إلى أن “الغالبية العظمى من الحالات متوسطة إلى بسيطة وتغادر الطوارئ بعد تلقي العلاج”.
ووفق المعطيات التي نقلتها وكالة الأنباء العراقية عن مسؤول محلي، فقد سجلت محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق والحدودية مع سوريا، نحو 700 حالة اختناق. أما النجف، فقد سجلت “أكثر من 600 حالة اختنق نتيجة العاصفة الترابية”، من جهتها، 378 حالة أما في محافظة صلاح الدين الواقعة في وسط العراق، فقد تم تسجيل 378 حالة.
وتجنبا لأي مخاطر، دعت وزارة الصحة العراقية السكان الذين يعانون من مشاكل تنفسية إلى عدم مغادرة منازلهم أو وضع الكمامة في حال اضطروا للخروج.
“انحسار تدريجي”
يتوقع أن تنحسر العاصفة الترابية تدريجيا خلال يوم الخميس، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، إذ رجح في حديث لوكالة الأنباء العراقية استمرار هبوب العواصف الترابية خلال شهر أيار/مايو.
وتكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر. وأدّت آخرها إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين بسبب انعدام الرؤية.
يعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
من جهة أخرى، حذر البنك الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من انخفاض بنسبة 20 بالمئة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
ودقت المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية ناقوس خطر تزايد العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الايام المغبرة إلى “272 يوماً في السنة لفترة عقدين”. ورجح “أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050”.
يذكر أن زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح تمثل أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.
فرانس24/ أ ف ب