الرئيسية / مقالات / بان كي مون يُبدي قلقَهُ

بان كي مون يُبدي قلقَهُ

السيمر / الثلاثاء 14 . 06 . 2016

جمال حسين مسلم

لمْ تعد حكايةُ السّيد بان كي مون حكاية ًمخفيةً عن أنظار الجميع ,فالرجلُ المتزعمُ لأهمِ منظمةٍ على وجه الكرةِ الارضيةِ , لهُ حكايةٌ غريبةٌ عجيبةٌ ,تكادُ تعصفُ بعقولِ النّاسِ , ولاسيما المهتمينَ بالشأنِ الدولي والشأن السياسي.. وحقيقة انَّ الرجلَ قادّ هذه المنظمة تحتَ وطأة ظروف عالمية شديدة السّواد ؛ ولِدَتْ من صُلب أحداثٍ معقدةٍ ومتنوعة الأسباب..هذه الحقيقة المرة هي من سوء حظ هذا الرجل الاسيوي المدعو بان كي مون…وبعيدًا عنْ مشاهد العنف الدموية التي لطخت مواقع جغرافية كثيرة على وجه الكرة الارضية ,فقد بقيت أحداثُ الربيع العربي الملطخ بدم الابرياء ,من أهم الأحداث التي كَتبتِ المشهدَ السياسي في التاريخ السياسي والاجتماعي المعاصر, العالمي والعربي بخاصة… فكانَ السّيد بان كي مون من المؤمنين الذين صدق عليهم القول بأن المؤمن مبتلى…ولكن بأي ابتلاء…فهذا الرجل صاحب أهم منصب في أهم تجمع عالمي رسمي ,كان وربما سيبقى مغرمًا بمسألة (القلق ) فهو لايحتار إزاء الاجابات المطلوبة منه في الشدائد ,لانه يوجز ولايطنب ؛ليفهم الجميع بان السيد الامين العام للامم المتحدة أبدى قلقه بشأن الملف الفلاني أو القضية الفلانية , ولكن بعض الملفات الشائكة والمعقدة لاتحتمل مثل هذه الاجابات البائسة في حقيقة الأمر..فما يجري على الساحة العربية في تونس ,ليبيا ,مصر , العراق,سوريا , لبنان ,تركيا ,السعودية والتحالف العربي المشبوه في أغراضه وأهدافه…وما إلى ذلك , كلها موضوعات تتطلب وقفة جادة ومسؤولة من المجتمع الدولي ومن هذا الرجل تحديدا ومنظمته ..على الرغم من إيماننا بأن هذه المنظمة ومنذ انتهاك اسرائيل لعشرات القرارات الصادرة منها ومن مجلس الأمن الدول أيضا..لم تعد المسألة مهمة بقدر ماهي أعتبارية ووثائقية نحتفظ بها للتاريخ فقط…بان كي مون في الأيام الاخيرة من هذا التاريخ تحول تحولا كبيرًا في خطواتِهِ المقلقلة للجميع ,فقد انتقل من مرحلة القلق إلى مرحلةٍ اشد خطورة وإيلاما ,وهي مرحلة الاعتراف الصريح بما يدور في منظمته الدولية الحقوقية من تزييف للحقيقة وفساد إداري ورشى دولارية الشكل تتبعثر في أروقة المكاتب وفي الحسابات المصرفية الظاهر منها والمستتر وجوبا… ليس هجوما لفظيا نحو هذا الرجل المسكين ..ولكن هذ حقائق تدين الرجل نفسه من خلال الاجندات التي عمل بها وتوافق معها كليا..فالمجتمع الدولي ولاسيما المنظمات العاملة في حقوق الانسان, مازالت تعيش هول الصدمة وفداحتها حين قررت الامم المتحدة التراجع عن قرارها بوصف التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن العربي الاصيل , بوصفهِ تحالفا عسكريا تنطبق عليه مواصفات القائمة السوداء أو قائمة العار..ووصفه تحالفا قاتلا معتديا على الاطفال…وبتأييد كبير ومهم ولاسيما من منظمات حقوق الانسان والطفولة..بُعيدَ ذلك بأقل من يومين تراجعت الامم المتحدة عن قرارها المذكور وخبأ رأسه السيد بان كي مون كالنعامة بين الرمال ,معتقدًا بأنَّ الجميع لايرى الحقيقة التي تقول إن السيد الامين لو سكت أفضل مما نطق به ؛حين برر التراجع بكثرة الضغوط الممارسة عليه من قبل دول الخليج وبعض الغربيين.. إنّ الجرائم التي ترتكب في العراق وسوريا ودول عربية مغاربية ,لاتحتاج إلى بينة ؛ لكي نبرهن للعالم بأن مخطط الدويلات والمماليك الذي تقوده الامبريالية العالمية جاري تنفيذه بأياد عربية اسلامية خالصة ,من مثل قطر والسعودية والامارات وتركيا ,وادواتهم من البهائم التي تجتر الفكر التكفيري المتستفز للجميع و القاتل تحت راية الله أكبر…مع أختلاف طرق وألوان الوسائل المتاحة لتطبيق هذا المخطط الكريه إلا أن النتيجة والهدف واحد ..ولا غالب اليوم إلا اولي العزم من الذين بذلوا مهجهم الغالية في الدفاع عن عن العرض والدين والوطن ,ومن مختلف المشارب والمذاهب والمسميات ,فأنصار الله في اليمن والذين يفاوضون في السعودية نفسها , ليست بحاجة إلى قلق السيد بان كي مون ,فقد قُدر لها في التاريخ أن تكتب انصع الصفحات وأجلها قدرا ببذل الزاكيات الطاهرات من أرواح أبناء هذا لبلد العربي الكريم ,مثلما قُدر للسيد بان كي مون انْ يعيش قلقا تحت ضغوط الدول التي تعتاش الامم المتحدة على مساعدتها مخلدا صفحات مخجلة في تاريخ هذه المنظمة العريقة.

http://jamalleksumery.blogspot.co.at

اترك تعليقاً